قد يغضب مني البعض اذا قلت انني لم اكن احب الكابتن ' الجوهري ' !
و لكن الحقيقة انني كنت اري ان ' الجوهري ' فكرة , و هي فكرة سيئة جدا , بمعني ان يفترض شعب كامل ان الخلاص عند شخص , و ان رجلا ما يملك مفاتيح الحلول لكل المشاكل , و لا احد سواه يملك هذه الحلول .
يتولي الكابتن ' الجوهري ' موقع المدير الفني للمنتخب الوطني , ثم يقال لسبب او لآخر , ثم يظل اسمه سنوات و سنوات يتردد لكي يتولي المسؤولية مرة اخري , و يتولاها بالفعل , ثم يقال , و يظل اسمه ' اسمه هو فقط ' يتردد لكي يعود , و كان الله لم يخلق سواه .
الكابتن ' محمود الجوهري ' شخصية عظيمة , ولا ذنب له انه رجل متفوق في مجاله , و لا يعيبه انه قد حقق نتائج جيدة اسعدت الناس , المشكلة في الذين يحاولون ان يصوروا للشعب ان الله لم يخلق سوي ' الجوهري ' , و لا يتيحون , بضيق افقهم , فرصة لمدربين آخرين ربما لو اتيحت لهم الفرصة لكانوا اعظم منه .
مشكلة الكابتن ' محمود الجوهري ' , رحمه الله , انه قد طبع اداء الكرة المصرية بطابع سلبي دفاعي , وكانه قد بني سقفا لطموح اللاعبين و الجماهير , انه انموذج لعصر كامل ماتت فيه طموحات المصريين , واصبحوا يرون في هدف ' مجدي عبدالغني ' في هولندا غاية الامل , مع ان هذا الهدف كان من ضربة جزاء , وليس فيه اي مهارة او جمال اداء , كما انه لم يحقق للمنتخب الوطني اي شيء , فقد خرج المنتخب من الدور الاول , وكفي الله المؤمنين القتال!
اسوا ما يحدث الآن في الحياة السياسية اننا نستنسخ حالة ' محمود الجوهري ' سياسيا , فنستخرج ' الجنزوري ' من اجداث الماضي لكي يراس وزارة , و كان الله لم يخلق سواه , و اذا تجرا احد علي الاعتراض نري الف افاك يعيرنا باداء ' عصام شرف ' و ' هشام قنديل ' , وكان مصر ليس فيها الا العجائز او العجزة !
ايها السادة -- ارحموا هذا البلد , وانظروا في الكفاءات الشابة من حولكم , واتركوا ' محمود الجوهري ' يرقد في سلام.
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق