و نرصد لكم فيما يلي شهادات الفتيات الضحايا اللاتي تم هتك اعراضهن في ميدان التحرير , كما نستمع الي شهادة بعض الفتيات التي تم اغتصابهن في الميدان تحت مراي ومسمع القوي الثورية التي ما زالت تطالب باسقاط النظام , و اللاتي اجمعن علي ان هناك مجموعات شبابية مجرمة تنظم كردونات بشرية لتنظيم عملية الاغتصاب معتمدة علي خطط مدروسة لخطف الفتيات تحت تهديد الاسلحة و البلطجة وانها لها اوكار خاصة بالشوارع المحيطة لميدان التحرير لتنظيم عمليات الاغتصاب الجماعي.
وكشفت روايات الضحايا عن ان هناك فتيات تعرضن لاستئصال الرحم . بسبب قسوة عمليات الاغتصاب , كما ان هناك من يواجهن شبح الموت بالمستشفيات اثر تعرضهن لعملية اغتصاب غير مسبوقة في ميدان التحرير. وتقدر منظمات حقوقية ان عدد ضحايا حالات الاغتصاب بلغ حتي الآن اكثر من 20 حالة اغتصاب جماعي بالتحرير , وان هذه الجرائم لم تستهدف فقط الفتيات صغار السن بل امتدت الي من فوق الستين.
تقول ' س ' , وهي المتطوعات في مجموعة ' ضد التحرش ' علي موقع ' مبادرة قوة ضد التحرش ' : ' في يوم 25 يناير الماضي وصلت غرفة العمليات التي نسعف الفتيات من خلالها مكالمة تليفونية تطلب منا التدخل بسرعة عند مجمع التحرير لوجود حالة هناك ' .
واضافت : ' نزلنا انا ومتطوعين اتنين ' ولد و بنت ' نجري بشنطة الانقاذ بها ملابس واسعافات اولية , ووصلنا لمجمع التحرير فلم نجد شيئا فاتانا خبر ان هناك حالة تحرش عند ' هارديز ' , جرينا ووصلنا لتجمع كبير وصراخ عند الناصية واعداد مهولة مزنوقة علي الرصيف , ففهمت ان البنت اكيد بين الجموع دي بس مشفتهاش ' .
وتابعت : ' هرولت انا و البنت المتواجدة معي الوصول للبنت المعتدي عليها لكن فوجئت برجالة بتصرخ وتقولنا هتتبهدلوا ومش هتطلعوا من هنا امشوا بره , ومن قبل ما استوعب التهديدات لقيت مجموعة بتزنقنا وفي ظهرنا عربية فول , مكنتش فاهمة ازاي ان في لا يقل عن ٥ ايادي بتمسكني من صدري وتحاول خلع ملابس ورايت تدافع رجال للوصول الينا ' .
واستطردت : ' كنت متخيلة ان رد فعلي وصراخي ' بس يا حيوان ' هيفرق في حاجة -- فضلت اصرخ بس يا حيوانات زي العبيطة مع اني عارفة ان الصريخ مش هيعمل حاجة , فكرة ' الفضيحة ولم الناس ' اللي انا متعودة عليها في الشارع مكنتش نافعة كنت بضرب وبزق واصرخ بس الحقيقة ان المتحرشين ما كانوش خايفين من الفضيحة عشان هم الكثرة وكله شايف وكله بيتحرش ويا اما ينضم لهم او ما يقدرش يعمل حاجة ' .
واكملت كلامها : ' فضلوا يزقوني انا وصاحبتي لحد ما بقينا في وسط الشارع و ال٥ ايادي بقيت اكتر بكتير , بيمسكوني من كل حتة في جسمي بمنتهي العنف و الوحشية , كانوا بيشدوا الكوفية حوالين رقبتي وبيخنقوني وبيجروني منها , وانا مخنوقة ومش عارفة اتنفس نسيت كل النصائح اللي اتعلمتها في المجموعة نسيت اني لازم ابقي هادية وان صراخي بيجذبهم اكتر , كل ما اصرخ اعلي يعتدوا عليا بوحشية اكتر , وشفت بعيني شخص ' انا فاكرة شكله , قصير وفي منتهي الوحشية ' بيقطع البلوفر بتاعي وبدا ينتهك جسمي بكل قذارة وفي نفس الوقت ناس بتنتهك جسمي من كل حتة ' .
وقالت : ' كنت قرفانة وتعبانة جدا , حسيت اني هيغمي عليا , كنت خايفة جدا ان اقع علي الارض , وتكاثرت الايادي و التدافع وانا فجاة بطلت اصرخ , كنت مش عارفة اتنفس ودايخة , وكنت خايفة اني اقع واموت , انا فعلا كنت حاسة ان الموت مش بعيد , التدافع و الزحمة كانت لا تصدق , وفضلت اقول للولد اللي ماسكني اني بموت وفضلت احاول اقنعه اني هاموت واني مش عارفة اتنفس ' .
وتابعت قولها : ' وسط كل التدافع دا و البلوفر وصل لرقبتي وبقيت عارية الصدر تماما فاذا باحدهم يحاول فك حزام بنطلوني ويسب المحيطين بي وهو يتحرش بي حتي جاء راجل قعد يضرب كل اللي يعتدوا عليا ويقول حرام عليكوا هتموت حالا وقعد يصرخ هتموت منكوا , فجاة لقيت نار مولعة قدامي من سبراي و الجموع كلها بتتفرق , زي الحشرات واستمر المتحرشين في اعتدائهم وهنا شفت صحبتي جنبي تاني , ولعوا نار اكتر وفجاة اصبح هناك ممر لنجري دخل بيتزاهت , الناس زقتنا لجوه وحاول باقي المتحرشين الدخول و الهجوم علي الناس اللي واقفة برا وكانوا بيصرخوا ويرزعوا علي الباب , قفلوا الباب بالحديد تماما وادوني بلوفر لبسته ' .
وروي احد شهود العيان , قائلا : ' كنت في اول شارع محمد محمود امام مدرسة الليسيه حصل حريق في العمارة المقابلة لها في الدور الاخير, فتوجهت انا وصديقي لتقديم المساعدة لكن الاهالي كانوا اغلقوا البوابة , وعندما اشتد القاء الحجارة و المولوتوف في المنطقة عدت الي اول شارع ' هارديز ' فاذا بمشاجرة وتجمع كبير من الشباب واكتشفنا انهم بيغتصبوا احدي الفتيات , حاولنا نبعد الشباب عن الفتاة حتي وصلنا اليها واكتشفنا ان كل المعتدين بيعتدوا بالضرب علي كل من يقترب من الفتاة لابعادهم عن انقاذها في الوقت الذي تغتصب فيه الفتاة امامنا من اكثر من شخص , وعندما حاولت انقاذها تم الاعتداء عليّ بالضرب حتي جاء احد الاشخاص يحمل شعلة نارية ' شمروخ صغير ' فاشعلها في وجه المعتدين عليّ وقمنا بمساعدة الفتاة حتي ارتدت ملابسها وعاد المغتصبون يعتدون بالضرب علي مَن اشعل في وجههم النار , وفي هذا الوقت اخذت البنت بعيدا وانا اهرول انا وصديقي حاملين الفتاة ووقعت علي الارض حتي جاء المعتدون مرة ثانية واشتعلت مشاجرة اخري وكنت قد اصيبت بالاعياء الشديد حتي اخذوا الفتاة مرة اخري ولم استطع انقاذها مرة ثانية , وختم الشاهد كلامه باعتذار للفتاة قائلا : اعتذر لها بالنيابة عن كل رجل بجد فيكي يا بلد, سامحينا وكلنا آسفين وانت علي راسنا من فوق ' .
واكدت داليا عبد الحميد , الناشطة الحقوقية ومديرة البرنامج النوعي الاجتماعي وحقوق النساء في المبادرة المصرية للدفاع عن الحقوق الشخصية , انه تم رصد 19 حالة ما بين تحرش واغتصاب لفتيات وسيدات مابين العشرين عاما وحتي ال60 عاما في الاسبوع الاخير.
واضافت ان يومي 25 و26 شهدت بشاعة غير منطقية في الاعتداءات الجنسية الجماعية , بدات بتجريد الفتيات و السيدات من ملابسهن وتمزيقها محاولين جذبهن من اجسادهن وشعورهن للتحرش بهن واغتصابهن.
وعلي الرغم من مرور عدة ايام علي حوادث الاغتصاب و التحرش , الا ان صوت الناشطة الحقوقية تغلفه مرارة معايشة تلك الفتيات الشعور قائلة : ' ان اعمارهن بين العشرين عاما الي اكثر من 60 عاما, واضافت : واجهت هذه السيدات الموت في حوادث اغتصاب جماعية ما تسبب في احداث اصابات بالغة في اجساد تلك الفتيات و السيدات.
ولعل ابشع ما روته عبد الحميد , هما قصتان الاولي لتلك الفتاة التي ترقد الآن في احد المستشفيات تصارع الموت بعد ان تم اغتصابها بوحشية من عدد كبير من المجرمين ثم طعنها الجناة بسكين في فتحة المهبل , ليخرج نصل السكين من فتح الشرج.
وكانت الحالة الثانية لفتاة تعرضت لمثل هذا الاغتصاب الوحشي علي ايدي العديد من الجناة , وتركوها في حالة غيبوبة, تلك الفتاة فقدت رحمها بعد خضوعها لعملية استئصال بداخل احد المستشفيات بعد تعرضها للاعتداء مباشرة بعد ما عانته من نزيف حاد وهي في حالة سيئة للغاية , مؤكدة ان اكثر من 6 حالات استدعوا التدخل الطبي الجراحي في اكثر من مستشفي لعلاجهن ' .
المشاركات المتطوعات في مبادرة قوة ضد التحرش لم يسلمن مما يقفن ضده , فقد تعرضت المشاركات في المبادرة لتحرش جماعي خلال قيامهن بانقاذ الفتيات.
وقالت عبد الحميد , انه بعد ان يتم انقاذ الفتيات يتم تقديم الدعم الطبي و النفسي و القانوني لهذه الفتيات , ولفتت الي ان الفتيات اللائي يتعرضن لمثل هذه الاعتداءات الوحشية تصبن بعدم القدرة علي استيعاب ما حدث لهن وانتظارهن للحظات تانيب الاهل و المجتمع الذي يجبرهن علي التخلي عن شجاعتهن و الرضوخ و الصمت حتي لا تعانين نظرة المجتمع وكانهن مجرمات وتتجنب الفتاة الدخول في تفاصيل قانونية وبلاغات ومحاضر خاصة عندما تعلم بعجز القانون في القصاص لهن.
وطالبت الناشطة الحقوقية بضرورة الاسراع بايجاد تشريعات وقوانين ضد التحرش و الاغتصاب , متهمة القوي السياسية بالشيزوفرينيا السياسية في الوقت التي تذبح فيه براءة فتيات تنتهك اجسادهن علنا بين المارة دون شهامة او حياء.
وكشف محمد زارع , المحامي ومدير المنظمة العربية للاصلاح الجنائي , عن نيته لتقديم بلاغات للتحقيق في وقائع الاغتصاب التي وقعت في التحرير. وقال ان احدي المتطوعات في احدي حملات منع التحرش وخلال تواجدها بالتحرير يوم 25 يناير تزامنا مع الذكري الثانية للثورة قام عدد من الشباب بالتعدي عليها و التحرش بها في نفس المكان الذي تعرضت له مجموعة اخري من الفتيات للاغتصاب بجوار ' هارديز ' وكان الوقت يقترب من الغروب حيث اقتاد هؤلاء الجناة الفتاة وفرض اكثر من 300 من الجناة كردونا بشريا حول الفتاة لعدم تمكنها من الفرار او الهرب منهم.
ويروي زارع , انه علي الرغم من الخوف من العار ومن جهل وتخلف بعض عناصر المجتمع قررت تلك الفتاة بل وتمكنت بالفعل من التغلب علي هذا الخوف المجتمعي المدمج برهبة الفضيحة التي تتملك العشرات مثلها ان تتقدم ببلاغ للنائب العام يتعرض الي تفاصيل الواقعة وطالب زارع النائب العام بضرورة التصدي لمثل هذه الجرائم التي تمارس ضد فتيات مصر.
تفسير زارع جاء مشابها الي حد كبير لتلك التفسيرات التي خرجت من عدد من النشطاء و الحقوقيين حول تلك الوقائع التي شهدها الميدان وبالتحديد يومي 25 و26 من شهر يناير , حيث فسر زارع الامر بانه محاولة لواد الثورة من قبل البعض باستخدام عنصرها النسوي من اجل ترهيبهم وترويعهم لعدم النزول ثائرات الي الميادين , بل واضاف ' ان هناك هدفا واضحا ومخططا له بقوة بل ومدبرا بهدف ابعاد النساء عن المشهد السياسي.
بنبرات متالمة ادلي مصطفي قنديل طالب متطوع بحملة قوة ضد التحرش بشهادته عن احدي حالات التحرش الجماعي , قائلا : كنا في ميدان التحرير يوم 25 يناير وجدنا عددا من الاشخاص يقول هناك حالة تحرش كبيرة امام شركة سفير للسياحة فذهبنا للمنطقة وجدنا تجمعا كبيرا -- وصلت للبنت كانت مرعوبة فقلت لها انا اسمي مصطفي من قوة ضد التحرش وكررت عليها كلامي فقالت لي ' ابوس ايدك ما تسيبنيش ' حاولت انا واتنين من زملائي اخذها بعيدا عن تجمع الناس ناحية شارع طلعت حرب فاذا باسلحة بيضاء ترفع في وجوهنا جميعا ولسان حالهم ابعدوا عن البنت وهناك مَن يدعي انها قريبته حتي فقدت البنت القدرة علي الكلام و الصراخ فتحركنا بها ناحية ' كنتاكي ' وفجاة القي احدهم مولوتوف حرق ملابس البنت وحذائي فحاولت اخذ البنت بعيدا لالبسها ملابسها بعد ان احترق بعضها ونزع المتحرشون باقي ملابسها حتي وجدت احد الاشخاص يتحرش بي وانا احاول سحب البنت بعيدا عن تجمع المتحرشين فاذا بمشاجرة بالاسلحة البيضاء واصيبت بضربة ' شومة ' علي راسي ففقدت قليلا وعيي وما ان تنبهت وجدت المتحرشين ابتعدوا بالبنت فحاولت العودة لها وكنت اضرب كل من اقابله لاتمكن من دخول الدائرة التي احاطوا بها البنت حتي رآني احد الباعة وكان لديه ' بوتاجاز ' فاشعله في وجه المتحرشين حتي ابتعدوا قليلا و البنت تردد ' ابوس ايدك ماتسبنيش ' احاول طمانتها باي كلام لم اكن مقتنع وقتها باني قادر علي حمايتها , كنت اشعر بالعجز فالمتحرشين يحاولون التحرش بي ايضا.
واضاف : ' كل همي كان ان البسها ملابس حتي لا يتزايد اعداد المتحرشين فقد كانوا بالمئات وخلعت ' تيشرت ' كنت ارتديه البسته لها وهرولنا ناحية عمارة كان البواب يغلقها فدخلنا سريعا واغلق البواب العمارة لكن اصوات المتحرشين بالخارج كانت تثير فزع البنت وقامت زوجة البواب بتهدئتها وارتدت البنت كامل ملابسها , واقترحنا ان نطلب الاسعاف لها لكن زيادة العدد بالخارج لم تمكنا من ذلك فاقترح البواب بان يخرجها من باب خلفي وبالفعل خرجت وتم انقاذها باعجوبة ' .
فرح شاش , الاخصائية النفسية و الناشطة بمركز النديم لتاهيل ضحايا العنف روت تفاصيل اكثر غرابة , بقولها , ان احدي الفتيات اثناء مشاركتها في مسيرة نسائية متجهة للتحرير وجدت كردونا من الشباب يحيط بمسيرة بدعوي انهم يحمون الفتيات , وعندما دخلت المسيرة لميدان التحرير وجدت الكردون الرجالي يضيق حتي احتواها بمفردها , وبداوا بالتحرش بها ونزع ملابسها وسرقة تليفونها المحمول وحقيبتها بعد ان رفعوا في وجهها الاسلحة البيضاء حتي وجدت الفتاة نفسها امام 60 شخصا وحاولت الافلات منهم بالجري فجروا خلفها واتجهت في الناحية المقابلة من الرصيف , فاذا بآخر يختطفها حتي حاولت الافلات منهم في خيمة ادوية بالميدان ونجحت في ارتداء ملابسها وتم انقاذها.
وبنبرة الم , قالت شاش ان الازمة في حالات الاغتصاب و التحرش الجماعي هو ان الفتيات لا تتمكن من تحديد المتهم لكثرتهم كما انها تجد مَن يقول انه يدافع عنها لكنه يتحرش بها ويحاول اغتصابها.
ومن خلال رصدها لحالات كثيرة , اكدت ان اكثر المناطق تم الاغتصاب و التحرش بها بدءا من ' هارديز ' وحتي شارع محمد محمود مع بدء ساعات المساء منذ الثامنة مساء في ايام 25 و26 و27 من يناير , ويتراوح اعمار الفتيات و النساء المعتدي عليهن ما بين 17 و40 سنة وعددهن مابين 19 ل23 فتاة وصل منهن لمركز النديم 4 فتيات.
واكدت ان طريقة الاعتداء علي الفتاة متشابهة كثيرا , مما يشير الي ان الامر قد يكون منظما ربما من جماعة سياسية او من تشكيلات عصابية , حيث تتم احاطة الفتاة بدائرة من المتحرشين ورفع الاسلحة البيضاء في وجهها وفي وجه مَن يقترب وينزع ملابسها ثم خطفها لمكان مظلم واغتصابها.
وبوصفها اخصائية نفسية تعاملت مع فتيات خضن تجارب قاسية , قالت شاش : ' كلهن تعانين الصدمة وما بعد الصدمة وربما يكثرن النوم و الاكل وربما يمتنعن تماما عن الطعام و النوم , فذاكرتهن تخلد مشهد الاعتداء عليهن ويظل ماثلا امامهن حتي انهن يعايشن الحادث حتي وهن في بيوتهن , واضافت : ما يقلل نسبة تعافيهن هو انه تنتابهن رغبة في الانتقام لكنها لا تعرف تحديدا مَن المعتدي وحتي ان لجات للقانون فهي تعلم يقينا ان القانون عاجز عن الانتقام لها وهو ما يجعل حالتها النفسية تتدهور.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق