هل يعقل كل هذا يا سيادة الرئيس محمد مرسي ؟


محمد كامل العيادي ... ان تركك سيادة الرئيس نفسك مُستباحا هكذا لكل من هب ودب شيء غير مقبول بالمرة لانك ببساطة تمثل الشعب المصري كله بغض النظر اكان معارضا ام مؤيدا , فما يحدث من الجميع بدءا من القنوات الفضائية وانتهاء بالشارع من بذاءات وكلام سخيف لا يراعون فيها الله الا ولا ذمة ولا يراعون فيها حرمة الرئيس ومكانته غير مقبول ايضا , وعدم التحرك تجاه هؤلاء وردعهم بالقانون ومحاسبة من يخطئ سيزيد الطين بلة ويبعدك اميالا عن قلوب الشعب , فلا تترك الاعلام يلعب بعقول الناس عبر قنواتهم واستضافة الرداحين معهم الذين يقبلون بذلك طالما هناك مقابل ' سبوبة ' وليس لديه مانع من قلب الحقائق و الادعاءات الباطلة ضد هذا وذاك ولا يجد ما يمنعه في غياب دولة القانون؟ و الذي ساعده علي ذلك غض الرئيس الطرف عما يحدث , وللاعلام تاثير قوي كما تحدث الدكتور ' احمد الهلالي ' الطبيب النفسي ان التاثير الاعلامي علي الشعب يؤدي الي الاحباط و الظلم وعدم العدالة , وقد يصل لبعض الناس بانه اصبح ' مفيش فايدة ' , نعم لقد اصبح الاعلام المصري مصدرا للاكتئاب لكل طبقات المجتمع , فنجد ان الفقير يصاب بحالة من الاحباط وكذلك الغني يصاب بحالة من النفور و الخشية علي ماله ومشروعاته فيقوم بالهجرة الي بلد آمن حتي يمارس نشاطه , ان الاعلام بهذه الطريقة قد خرج عن مضمونه ووظائفه التي قد تكلم فيها ' حسن مكاوي ' عميد كلية الاعلام بجامعة القاهرة ان الاعلام له اربع وظائف اساسية وهي , الوظيفة الاولي مراقبة البيئة واحاطة الجماهير بما يحدث في المجتمع اي رصد الاحداث بشكل عام , ثانيا توجيه المواطنين نحو ما يجب ان يفكروا فيه وما يفعلوه بمعني تحديد الاولويات للمواطنين او تفسير الاخبار علي النحو الذي يحقق المصالح العليا للدولة , ثالثا نشر الثقافة و الفنون و الآداب علي حسب مستوي الذوق العام لدي المواطنين , رابعا الترفيه من خلال عرض ما يعجب الناس من مسرحيات ودراما وغيرها من الفنون التي تؤدي الي التخلص من كل حالات الاكتئاب و الملل التي تصيب الناس حتي يستعيد المواطن نشاطه وحيوته , اما ما يحدث الآن للاسف خلل كبير ونجد ان نسبة كبيرة من الذين يعملون في الاعلام ليس لديهم القدرة ولا غير مؤهلين للقيام بهذه الوظائف الاربعة السابقة , وهذا سببه ضعف الدولة بجميع اجهزتها , وهنا لا اجد تفسيرا لاستضافة تنظيم ارهابي ذلك الذي اطلقوا عليه البلاك بلوك ومحاولة اعطائه الغطاء السياسي و الشرعية عبر استضافتهم بالقنوات الفضائية و التمجيد بفضلهم مما اعطاهم الحق في النزول الي الشوارع و الميادين ومحطات المترو و القطارات بما اثار رعب الناس منهم وقد ذكر لي احد شهود العيان انه في احدي محطات المترو وجد شخص من البلاك بلوك واقفا في المحطة واضعا يده علي صدره بطريقة التربيع ولا يبالي من كان مما ادي الي ذعر البعض وهمهموا بعبارات ' كدا بردوا يا مرسي احنا اخترناك عشان تعمل فينا كدا ' نعم سيادة الرئيس لم ننتخبك حتي تتركنا لقمة سائغة في فم المجرمين لم ننتخبك حتي تجعلنا نسير في الطرقات ونحن واضعون ايدينا علي قلوبنا , لم ننتخبك من اجل ان تسرق املاكنا واولادنا وبناتنا , لم ننتخبك من اجل ان تجعل نفسك مستباحا ومُسخة للجميع كما قالها بلال فضل في قناة اون تي في التابعة لساويرس , لم ننتخبك حتي نفر من بلادنا مُهاجرين الي بلاد العالم , لم ننتخبك من اجل ان نجلس في بيوتنا لامرين اولهما الخوف من البلطجة و الاخري عدم وجود عمل , لم نخترك علي ان تعطل مصالح الناس بقفل مجمع التحرير او توقف وسائل المواصلات او تقفل الاقسام كما يحث الآن في اسيوط , هل يعقل ان كل واحد معترض علي شيء يقف اما وزارة او مصلحة او ديوان ويعطل الناس؟ لم نخترك من اجل ان تترك شخصا مثل باسم يوسف يستهزئ بك عبر برنامجه , سيدي الرئيس ارحم دموعنا التي تسيل من اجل ما يحدث تحرك وكن اقوي و الشعب معك واعلم ان الحاكم الضعيف فتنة , كيف تسمح سيادة الرئيس بوفد من الحزب الناصري بتمثيل الامين العام للحزب ' احمد حسن ' وكذلك حركات اخري يسارية مثلها ' ابراهيم بدراوي ' بالذهاب الي سورية وتاييد المجرم ' بشار الاسد ' قائلين ان سورية سوف تتحرر وسوف ينتهي الامر بتحرير مصر , ان ما حدث وصمة عار ستظل في جبيننا ان لم تتحرك في محاسبة هؤلاء سيادة الرئيس ' محمد مرسي ' ان صمتك اعطي لهؤلاء الغطاء الامني واعطي لغيرهم ذلك فهل تعلم ان 90 في المائة من الاعلام الخاص معادون لك و الحكومي ما بين 15 الي 22 في المائة ؟ لذا سيدي الرئيس لا بد من التحرك وبسرعة بمصارحة الشعب بالحقائق بالتواصل المباشر , ونريد اعلانا واضحا عن رؤية واضحة تبين الي اين هو ذاهب بنا وبمصر , الشعب يريد اشياء ملموسة وواضحة و الخطط الاقتصادية الشعب يرد ان يامن وياكل , نرجوك الا تعطي من لا يرغب في نهوض مصر و الوطن بهوانك وضعفك كما يقال مع انني ضد هذا لانني اعرفك جيدا لكن في الوقت نفسه الظاهر للناس و الباطن لله وحده , عليك ان تعرف ان هناك مشكلتين كما قال ' فهمي هويدي ' ان امامك معارضة لم تلتزم باساسيات الحوار الحقيقي ومسيطرة علي الاعلام وهذا يحتاج الي توافق حت يتجاوزها او تُكشف امام الجميع وتظهر انها لا تبحث عن الحلول , المشكلة الاخري مع الناس الذين ما زال لديهم آمال في تغيير واقعهم الي الافضل بعد الثورة , فابسط حقوقهم رؤية واضحة لمصر تبعث الامل في التغيير , لا بد من سياسة حقيقية وعمل انتخابات محلية لبدء الاصلاح و التغيير وشعور الناس بالتقدم في القري التي حتي الآن تختلط ماء الشرب مع المجاري , كذلك العشوائيات فلابد من عمل جاد وتحرك بسرعة باختيار وزراء ومحافظين كفاءات , ومن خلال ممارسة ديمقراطية من احزاب سياسية حقيقية معها يتعافي المجتمع وتخرج قيادات حقيقية تقود المجتمع وليست القيادات التي صنعها الاعلام الآن مما يجعل الشباب بعد ما يراه في التلفزيون يحرق الشارع بما فيه , هل يعقل ما يحدث كل جمعة مظاهرة وتعطيل لمصالح الناس وقطع الطرق واشتباكات مع الامن وحمل الاسلحة في الشوارع دون ان يعترض لهم احد , لماذا؟ لان الفضائيات استضافت البلطجية وحاملي السلاح علي انهم ثوار , ونحن لم ننتخبك سيادة الرئيس علي ذلك ايضا , هل يعقل ان يتعرض محافظ لعملة سرقة في بلد فيها قانون وبلد كبير مثل مصر؟ هل يعقل ان تسرق سيارة رئيس الجمهورية؟ هل يعقل اننا لا نستطيع تامين رئيس البنك المركزي الذي مات حارسه دون اي سبب؟ لقد جعلت الجميع يتجرا علي القانون يا سيادة الرئيس وتزايد اعمال العنف الذي ادي الي تدهور الاقتصاد المصري بشكل ملحوظ وهذا للاسف سببه فشل سير العملية السياسية وضعف تحرك القيادة الحالية , ان لم تدرك هذا ولم يكن هناك تحرك وتصحيح المسار فسيهلك الجميع ويكون هذا في رقبتك امام الله , حفظ الله مصر واهلها من كل سوء !

ليست هناك تعليقات :