و يظهر الفيديو , مجموعة من المرضي داخل المركز وهم عرايا ومقيدي الرجلين و القدمين , وذلك لاجبارهم علي عدم الخروج من المركز , لابتزاز اسرهم بالحصول منهم علي 5 آلاف جنيه في الشهر مقابل علاجهم , حتي اقبل احد النزلاء علي الانتحار شنقا للتخلص من التعذيب المستمر علي ايدي الاطباء و الممرضين المشرفين علي علاجه.
و كشف الفيديو عن قيام مالك المركز و هو ' محمد.ج.م ' صاحب جمعية لحقوق الانسان و الموظفين و الممرضين و الاطباء المشرفين علي علاج المرضي , باستقبال المريض داخل المركز , بتجريده من ملابسه وتعذيبه باسلاك الكهرباء , وادخال العصا في اماكن حساسة من جسدهم , وحلق شعره بطريقة تظهر لاسرته ان ابنهم غير مؤهل للخروج الي المجتمع , ويحتاج لفترة اخري من العلاج داخل المركز , ومن ثم يحصلون منهم علي 5 آلاف جنيه شهريا , وعندما تاتي اسرة المريض لزيارته يقوم المركز بالاستعداد لتلك الزيارة , بوضع كل وسائل الراحة و الترفيه للنزلاء داخل غرفهم , وعندما يخبر المريض اسرته بانه يتعرض للتعذيب داخل المركز , ويريد الخروج منه , يظن الاهل ان ذلك ادعاء منه لعدم استمرار علاجه , وهذا ما يوكده الاطباء المعالجون للمرضي لاسر النزلاء , بان نجلهم يتعلل للخروج من المركز , ومن ثم الرجوع الي الادمان مرة اخري , ويوهمهم انه يحتاج لفترة علاج اخري , فيقتنع اهل المريض ويخشون من رجوع ابنائهم للادمان مرة اخري , ويرفضون خروجه من المركز ظنا منهم في اكتمال شفائه.
انكشف امر ذلك المركز , عندما لم يتحمل ' علاء.ن ' احد النزلاء ذلك التعذيب , وساءت حالته النفسية , وشعر بعدم وجود مفر من الخروج من المركز بعدما لم تصدق اسرته , انه يتعرض للانتهاك النفسي و الجسدي علي ايدي من يعالجونه من الادمان , وقرر ان يتخلص من نفسه وصنع مشنقة داخل غرفته , وانتحر وفارق الحياة.
وعندما علمت عائلته بالامر , توجهوا الي المركز واقتحموه , فوجدوا ابنهم معلقا في سقف الغرفة , واخبرهم واوهمهم صاحب المركز بانه انتحر ولم يتحمل ان يبتعد عن الادمان , ولا شان للمركز بوفاته , الا ان اسرة الضحية تذكروا كلمات نجلهم بانه يتعرض للتعذيب ولم يصدقوه , فتعدوا علي صاحب مركز الادمان بالضرب , وحطموا كل نوافذ المركز حتي وجدوا جهاز لاب توب به صور وفيديوهات للنزلاء ومنهم ابنهم يتعرض لحفلة تعذيب علي يد الممرضين و الموظفين.
استغل النزلاء الفرصة , وهربوا من المركز للتخلص من الجحيم الذي يعيشون فيه داخل المركز , وهرب معهم جميع الموظفين و الاطباء و الممرضين خوفا من القبض عليهم.
ابلغ الاهالي قسم شرطة المقطم بالحادث , وتم اخطار اللواء اسامة الصغير مدير امن القاهرة بالواقعة , فامر بسرعة انتقال رجال المباحث الي مكان المركز , وانتقلت علي الفور قوات الامن باشراف اللواء جمال عبد العال مدير مباحث العاصمة الي المركز , وتمكنوا من القبض علي صاحبه , وتم اخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
انتقلت النيابة العامة الي مكان الواقعة لمناظرة جثة المجني عليه , حيث تبين من المعاينة الاولية , وجود آثار تعذيب علي جسم المجني عليه وتجمع دموي حول عنقه , وامرت بتشريح جثته لبيان سبب الوفاة وبيان ما اذا كان المجني عليه انتحر , او تم التخلص منه خوفا من افتضاح امر المركز. وتم التحفظ علي ادوات التعذيب التي يستخدمها موظفو المركز في تعذيب النزلاء , وامرت النيابة العامة باستدعاء مسئولي وزارة الصحة ونقابة الاطباء للاستماع الي اقوالهم في كيفية ارتكاب جرائم التعذيب للنزلاء , وعدم مراقبة مركز للادمان , وبيان ما اذا كان المركز حاصلا علي ترخيص من وزارة الصحة من عدمه.
كما امرت النيابة بضبط واحضار كل اطباء وممرضي وموظفي المركز , واستدعاء كل النزلاء الذين هربوا من المركز , و الذين ظهروا في مقاطع الفيديو للاستماع الي اقوالهم , وقررت النيابة العامة حبس صاحب المركز 4 ايام علي ذمة التحقيق.
تبين من التحريات و التحقيقات , ان شخصيات شهيرة في المجتمع متورطة في القضية , وان هناك سماسرة تستقطب المرضي الي المركز عن طريق علمهم بوجود شباب من الجامعات تدمن المخدرات عن طريق شرائها من تجار مخدرات علي معرفة بالسماسرة , ويخبروا اسرهم وهم من الطبقة الراقية في المجتمع , ان ابناءهم يدمنون المخدرات وضرورة علاج ابنهم من الادمان , وعندما يتيقن الاهالي من ادمان ابنائهم يدلهم السماسرة علي ذلك المركز مقابل الحصول علي عمولة من صاحب المركز , كما تبين من التحريات ان ذلك المركز انشئ منذ سنوات , ولا توجد اية رقابة عليه من وزارة الصحة.
و مازالت نيابة حوادث جنوب القاهرة , برئاسة المستشار اسماعيل حفيظ , تباشر تحقيقات موسعة في القضية للوصول الي كل المتهمين الهاربين , و التوصل الي خيوط جديدة سوف تكشف عن مفاجآت في القضية .
شاهد الفيديو :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق