توقع الكاتب الامريكي توماس فريدمان , ان تحقق الصين و الهند و مصر _ بهذا الترتيب علي التوالي _ ازدهارا اقتصاديا و رخاء اجتماعيا خلال القرن الحادي و العشرين , في حال استطاعت كل منها التغلب علي التحديات التي تواجهها كضعف الجهاز الحكومي او ضعف وتهميش دور المجتمع المدني .
و راي الكاتب الامريكي _ في مقال له نشرته صحيفة ' نيويورك تايمز ' الامريكية و اوردته علي موقعها الالكتروني اليوم الاربعاء _ ' ان الدولة التي ستكون اكثر ازدهارا , هي الدولة الاكثر نجاحا في استغلال ذروة الوفرة الشبابية وتحويلها الي عائد ديموجرافي ' اي سكاني ' يمكن ان يؤتي ثماره علي مدار العقود التالية ' .
و راي ان مجتمع هذه الدولة سيوفر لشبابه المزيد من التعليم و الوظائف وحرية التعبير وكثير من الاشياء التي يسعون الي تحقيق كامل طموحهم من خلالها .
و استشهد فريدمان بقول دوف سيدمان الرئيس التنفيذي ل ' ال آر ان ' ومؤلف كتاب ' كيف؟ ' , الذي اكد فيه ان السباق الدائر بين الدول الثلاث لتحقيق هذا الازدهار يدور حول اي من هذه الدول ستستطيع تمكين والهام المزيد من شبابها للمساعدة في تعزيز الرخاء الاجتماعي علي نطاق اوسع .
و اعتبر فريدمان ان الدولة ذات الحكومة القوية او المجتمع المدني القوي , ستتوفر لها القدرة علي مواجهة هذا التحدي , وفي حال لم يكن لديها اي من هذين المطلبين الرئيسيين , ستواجه هذه الدولة العديد من المشاكل المتفاقمة .
و قال فريدمان : ' ان الهند بها حكومة مركزية ضعيفة ولكنها تتمتع بمجتمع مدني قوي , اما الصين فذات حكومة مركزية قوية ولكن مجتمعها المدني ضعيف , ومصر تناضل من اجل الخروج من ازمتها -- مشيرا الي ان العامل المشترك بين الدول الثلاث يتمثل في الانفتاح التكنولوجي لدي جيل الشباب تحت سن الثلاثين .
و اضاف فريدمان ' انه بالبرغم من تصدر الصين للدولتين الاخريين في مجالات توفير التعليم و البنية التحتية وفرص العمل للوفرة الشبابية لديها ' الا انها تتخلف عنهما في اطلاق العنان للحرية وحب الاستطلاع ' .
و أضاف قائلا ' اما الهند فتمثل الحالة الاكثر اثارة للاهتمام , نظرا لانه في حال وصل الي سدة الحكم حكومة قوية تستطيع السيطرة علي تفشي الفساد في ارجاء الدولة , فانها ستخلق بيئة جيدة يمكن ان يرقي فيها دور الشباب ومن بينهم النساء و الفتيات علي وجه الخصوص ' .
و اوضح فريدمان انه بالرغم من اتساع الفجوة في الهند بين طموح الشباب و الاداء الحكومي , الا انها تبدو وكانها استطاعت النهوض نحو الازدهار برغم من ضعف حكومتها .
و استشهد توماس فريدمان بقول سيدمان ' انه في حال استطاعت الهند اصلاح حكومتها قبل ان تستطيع الصين اصلاح سياساتها , فان الهند ستفوز في هذا السباق بكل تاكيد ' -- مؤكدا ان الهند ستصبح دولة قوية فقط في الوقت الذي يستطيع فيه المجتمع المدني التعاون بصورة بناءة مع الحكومة , وستصبح الصين ذات مجتمع مدني قوي في الوقت الذي يستطيع فيه كبار البيروقراطيين الاندماج مع المجتمع المدني .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق