وقال القيادي اليساري , الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الاحزاب الليبرالية و اليسارية تتجه بالفعل لعودة تشكيلات القمصان الملونة بهدف حماية نفسها من اعتداء الشرطة وميليشيات المجموعات الاخري , وبعض البلطجية و المندسين الذين يخترقون التظاهرات بهدف تشويه صورة المتظاهرين.
واوضح ان تلك التشكيلات شبه العسكرية ستقتصر في الاحزاب الليبرالية مثل حزب الوفد علي حماية المقرات , بينما في الاحزاب اليسارية سيكون الامر مختلفا . لان هذه التشكيلات موجودة بالفعل داخل وجدانهم منذ فترة طويلة وشرعوا في تنفيذها عمليا الآن.
و أكمل ان الاحزاب الجديدة مثل الدستور و التيار الشعبي اذا لجات لتشكيل تنظيمات فستكون تشكيلات ميدانية للحماية ليس اكثر بحيث يوجد فريق مسلح بالمولوتوف لصد اي هجوم علي المظاهرات.
واستبعد القيادي بحركة الاشتراكيين الثوريين ان تنصهر مجموعة الاناركية في تنظيمات القمصان الملونة . لانهم لا يؤمنون اصلا بالاحزاب ويصعب التحكم فيهم , حيث ان عقيدتهم و الايديولوجية الكاملة تختلف عن ' البلاك بلوك ' التي تعتبر تكتيكا اكثر منه تنظيما , موضحا ان هذه التنظيمات الجديدة لن تستطيع اسقاط النظام الا اذا انتشرت بين الاوساط العمالية و الجماعات السياسية.
وكان اول ظهور للقمصان الملونة في مصر هو تنظيم القمصان الخضراء الذي اطلقه حزب مصر الفتاة في عام 1933 و الذي اخذ حزب الوفد منه الفكرة لينشئ سريعا تنظيم القمصان الزرقاء من شباب الوفديين علي نمط شبه عسكري علي نحو علني , مستغلا في هذا شعبيته الواسعة حينها , وتم اقتباس الفكرة من اصحاب القمصان السوداء في ايطاليا عام 1922 و التي استولت بقيادة موسوليني علي الحكومة الايطالية بعد زحفهم علي روما واجبروا الملك فكتور ايمانويل الثالث علي تعيين موسوليني رئيسا للوزراء , ما دعاه لتطبيق الفكرة في مصر , ولكن ظهرت مجموعة القمصان الخضراء ووقعت اشتباكات طاحنة مع نظيرتها الزرقاء , انتهت بسيطرة جماعة القمصان الزرقاء علي الساحة.
وتتشابه ظروف انشاء القمصان الزرقاء مع الظروف الحالية في منشا الفكرة في احداث نوفمبر عام1935 التي حفلت بالمظاهرات الشبابية المطالبة بالدستور فكان الطلاب يسيرون في صفوف منظمة تملا الشوارع ويراس كل صف ضابط , فبدا قادة الطلاب و العمال يرتدون قمصانا زرقاء كرمز للوحدة و المساواة بين الشباب , وهو ما تسعي اليه الاحزاب اليسارية و الليبرالية حاليا في اسقاط الدستور المصري وكتابة دستور جديد.
وكانت القمصان الزرقاء تمارس تدريباتها الرياضية في وادي حوف وتحت سفح الاهرام وفي الاماكن الصحراوية وكان اعضاؤها يحملون عصاة كرمز للجندية بجانب خناجر الجوالة ولا يحملون المسدسات من دون ترخيص.
وحدثت اشتباكات موسعة بين الامن و القمصان الزرقاء وضاق الامن ذرعا بهذه الجماعة وفكر في القضاء عليها وساعده في هذا الانشقاق في حزب الوفد ورغبة بعض قياداته في حل التنظيم فدفع هذا وزارة الداخلية الي وضع دوريات حول كل معسكر من معسكرات القمصان الزرقاء وكانت بداية نهاية القمصان الزرقاء التي اختفت مع اقالة وزارة النحاس باشا في عام 1937.
ويزيد من احتمالية عودة هذه القمصان شروع الاحزاب اليسارية و الليبرالية في تنظيم شبابه واستخدامه في حماية مقراته وايضا اتجاه حزب مثل الوفد لاستخراج تراخيص سلاح لشبابه.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق