بين تخريب جبهة الانقاذ و قوافل الاخوان من الرابح و من هو الخاسر ؟



عماد الدين حسين ... لو كنت مكان قادة جبهة الانقاذ لدعوت الي حوار عاجل ومغلق عنوانه : ما هي افضل آلية لمواجهة حكم جماعة الاخوان المسلمين بعد تجربة الاسابيع الاخيرة؟!

المؤكد ان جماعة الاخوان وحزبها الحرية و العدالة ومؤسسة الرئاسة في ازمة حقيقية تتعلق بالاخفاق العام في الحكم بعد سبعة اشهر منذ تولي الرئيس محمد مرسي مهام منصبه في اول يوليو الماضي , لكن المؤكد ايضا ان المعارضة المصرية تعاني ازمة حقيقية.

الطبيعي ان ازمة الاخوان اكبر لانهم في الحكم ومطلوب منهم انجازات علي الارض , لكن جزءا من الناس العاديين بداوا يدركون ان ثمة مشاكل كبيرة تعاني منها المعارضة.

كلمة معارضة فضفاضة ومطاطة وليس كل حزب نطلق عليه معارضة , لان هناك احزابا تقول عن نفسها معارضة وهي تنام في احضان الاخوان مثلما كانت الاحزاب الكرتونية تفعل مع الحزب الوطني المحترق. وبالتالي عندما نتكلم عن المعارضة فاننا نقصد القوي الرئيسية ذات التاثير و الرصيد الشعبي مثل التيار الشعبي و الوفد و الدستور.

مبدئيا , ينبغي ان يناقش قادة المعارضة سؤالا مهما , وهو : هل يتحمل المواطنون العاديون مظاهرات واعتصامات واضرابات مستمرة؟!
سيقول البعض ان السوريين يتحملون مجازر يومية من قبل نظام بشار الاسد , وبالتالي فاذا كان المصريون يريدون تغييرا فعليهم تحمل دفع ثمن التغيير وهو قليل مقارنة بالشعوب الاخري؟

والاجابة عن ذلك ان لكل بلد ظروفه , وعلي قادة الاحزاب مراعاة الحياة اليومية للمواطنين البسطاء وابتكار ادوات نضالية مستمرة تجعلهم لا يصابون بحالة من الملل او الزهق او حتي الكفر بالتغيير؟!
السؤال الثاني : علي قادة المعارضة ان يحسموا الاجابة عن سؤال جوهري هو : هل هم مع العنف في المظاهرات ام ضده؟

بالطبع معظم قادة المعارضة ادانوا العنف لكن ينبغي بعد التطورات الاخيرة ان تكون الامور واضحة بمعني عدم اعطاء اي غطاء سياسي او اخلاقي لاولئك الذين يقذفون المولوتوف علي اي منشاة عامة او خاصة , وهنا يتطلب الامر لغة اكثر حسما حتي يمكن ملاحقة المخربين.

رابعا : علي قادة المعارضة ان يسالوا انفسهم سؤالا واضحا : ما هي الفائدة التي ستعود علي قضيتهم من استمرار اغلاق ميدان التحرير , ومن الذي يتضرر من استمرار اعلاقه ثم من المستفيد من اغلاق مجمع التحرير الذي تم صباح امس؟!

الم يفكروا مثلا ان المتضرر الوحيد هم المواطنون الذين تتعطل مصالحهم , ويصبون جام غضبهم علي المعارضة وقادتها , وهو ما يعني ان المستفيد الوحيد من اغلاق الميدان واي ميدان آخر او اي منشاة في اي مكان هم الاخوان المسلمون.

خامسا : لماذا لا يفكر قادة المعارضة في مواجهة ما يفعله الاخوان في المحافظات وهم ينظمون القوافل الطبية و المساعدات الخيرية؟!
الاحتجاجات مهمة , لكنها ليست كل شيء , وعلي المعارضة ان تبذل جهدا اكبر في مناقشة كيفية الوصول الي الناس البسطاء -- لانهم هم الذين يذهبون الي صناديق الانتخابات. وهم القوة الضاربة التي يستفيد منها التيار الاسلامي.

مطلوب من المعارضة مزيدا من الجهد و العمل و الافكار الجديدة.

ليست هناك تعليقات :