المخطط الأخير لجبهة الانقاذ و حليفها الأمريكي



محمود معوض ... ما الذي يمكن ان يتخيله المرء وهو يشاهد في وقت واحد ومن منصة واحدة حليفين يتحدثان بلغة واحدة؟ الطرف الاول هو السفيرة الامريكية التي اعلنت ان الديمقراطية ليست بالانتخابات , و الطرف الثاني هو قادة جبهة الانقاذ الذين اعلنوا رفضهم لاجراء الانتخابات قبل محاسبة الرئيس ووزير الداخلية علي الدماء التي سالت في الشوارع. 

المراقب للمشهد الدرامي سوف يكتشف بعد الاستماع الي الحليفين ان هناك مخططا جديدا يستهدف اسقاط الورقة الاخيرة وهي صندوق الانتخابات و التي لا تعني سوي اسقاط الرئيس وهي الدعوة المبطنة لانها تتناقض مع القيم الليبرالية التي تقول : ' لا يُسقط من جاء بالصندوق الا بالصندوق ' . ورغم انه قد جرت العادة في الدول الديمقراطية مثل ايطاليا واستراليا وانجلترا واخيرا اسرائيل بانه عندما لا يوجد اجماع وطني علي طريقة ادارة الدولة فانه يتم الدعوة الي انتخابات مبكرة حتي لا ينقسم الوطن ويتعرض السلم الاهلي للخطر -- لكن فيما يبدو حلال علي الدول الديمقراطية -- حرام علي الدول الاسلامية. ما هو السر وراء الزيارة لمصر وهي مريبة في توقيتها و الذي قام بها اليميني المتطرف مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية الامريكية؟ -- الذي عقد اجتماعا مغلقا منذ يومين مع قيادات منظمات المجتمع المدني -- انا لا اريد ان امارس حقي في التخمين فقط. اؤكد انها زيارة انتخابية مائة في المائة -- وان الصندوق الانتخابي هو جدول اعمالها الحصري -- احد عملائهم المصري المقيم بامريكا مامون فندي الذي داب علي اتهام الاسلاميين بانهم يكفرون بالديمقراطية هو الذي يتهم الاسلاميين اليوم بانهم ' عبدة الصندوق ' دون ان يشعر وهو ينافق الامريكان بانه هو الذي يقدس ويعبد العجل الامريكي. ودعونا نتكلم بصراحة -- قد يلتمس العذر لاستراتيجية امريكية صهيونية استعمارية عدائية للاسلام لن تتغير حتي قيام الساعة -- لكن المؤلم و المخزي ان يكون قادة الانقاذ الوطني هم الاداة في تخريب وطنهم -- هل نقول ان بعضهم غير وطني لانه لا يمكن لوطني حقيقي ان يسعي لتخريب وطنه ام ان بعضهم يتعطش لسلطة يصعب _ ان لم يستحيل _ الوصول اليها مقابل تخريب الوطن ام ان من بينهم من يكره الاسلام حتي الموت -- لكنه يجهل حقيقة ان التيار الاسلامي لن يصمت وسيقاوم اذا ما حاول احد ان يسرق حقه في الديمقراطية --

ليست هناك تعليقات :