الزند الجبار في آخر معاركه قبل السقوط المدوي
محمود معوض ... ' يكاد المريب يقول خذوني ' هذا هو لسان حال المستشار الزند وهو يطلب من رجاله علنا الا يناقشوا قضية رفع الحصانة عنه التي وصفها بانها لعب في اقدام الاسد من صغار جلسوا علي مقاعد الكبار بل وتطاول الزند علي زملائه القضاة قائلا انه سيندم كل من تطاول علي اسياده. اختلطت الاوراق بين رجال القضاء الشرفاء -- لم نعد نعرف من هم الصغار؟ ومن هم الكبار؟ ومن هم الاسياد؟ ومن هم العبيد؟ يا لها من ماساة تجسد الشرخ العميق الذي اصاب جسد قضائنا الشامخ -- فقط نحن نسال -- و السؤال ليس رايا -- هل من ارتكب جريمة استغلال النفوذ او بتعبير ادق هل من وجهت له تهمة استغلال النفوذ و الكسب غير المشروع من خلال الاستيلاء علي مساحات شاسعة في مطروح يمكن ان يكون في عداد الاسياد؟ ام ان السيادة انتقلت من سيادة القانون الي سيادة القضاة؟ الذي وصل ببعضهم الامر الي استخدام نفوذهم ليس في اصدار احكام ظالمة فقط , وانما القيام باعتقال وحبس الاهالي الذين رفضوا التنازل عن اراضيهم المغتصبة؟ هل يعقل وفي سابقة قضائية ان يقوم قاضٍ شريف في مقام الزند بتقديم بلاغ فوري ضد من طلب رسميا رفع الحصانة عنه وهو المحامي العام لنيابة الاموال العامة المستشار مصطفي الحسيني. اللهم الا اذا كانت تهمة المحامي العام هي انه لا يعرف ان الزند فوق القانون فقد ارتكب جريمة جديدة تؤكد انه يتمايل قبل السقوط -- ارتكب جريمة التستر علي الفساد وحينما اعلن وهو في حالة هيستيرية ان لديه قائمة باسماء الفاسدين -- ربما يقصد ان يقول عبارة لا ينطق بها قاضي وهي : انه ليس انا وحدي الذي اغتصب الاراضي , ثم نفاجا بسيادة المستشار الزند وهو يهذي علي الهواء مباشرة باعتباره شمشون الجبار لكنه ينسي ان شمشون الجبار هدم المعبد علي من فيه وقال عليَّ وعلي اعدائي -- بعد ان كان يتارجح اصبح الآن يترنح -- من الغريب ان يداهمني شعور بالشفقة علي من لا يستحق الشفقة و الرحمة الذي سيذكر له التاريخ وفي صفحاته السوداء انه نجح في ان ' يرص ' القضاة صفا واحدا في مواجهة دولة القانون في اصطفاف قضائي لم تر مصر قبله مثيلا -- الا ان الاخلاق المهنية تمنعنا من ان نضرب انسانا وهو يلفظ انفاسه الاخيرة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق