فاينانشيال تايمز : أجهزة الدولة تقاوم التغيير و سلطة مرسي محدودة


ذكرت صحيفة ' فاينانشيال تايمز ' البريطانية ان الاشتباكات الدامية التي شهدتها منطقة القناة الاسبوع الماضي مثال صارخ علي مدي محدودية سلطة الرئيس الاسلامي محمد مرسي , مشيرة الي قيام الآلاف بخرق حظر التجول المفروض علي المنطقة , و تنظيم دورات كرة قدم وتظاهرات ليلية او حتي التسوق و التجول في الانحاء , مما يعني ان مرسي ' يعاني لفرض سلطته علي بلد منقسم اصبح اندلاع العنف فيه متكررا ' .

واضافت الصحيفة البريطانية ان الاضطرابات التي شهدتها البلاد دفعت وزير الدفاع اللواء عبد الفتاح السيسي الي التحذير من ان استمرار الصراع يمكن ان يؤدي الي سقوط الدولة , وهو ما فسره كثيرون بانه ' توبيخ لمرسي و للمعارضة ' .

و قالت ان الاحزاب الاسلامية التي كانت متحالفة مع الرئيس وافقت للمرة الاولي علي بدء حوار جديد مع المعارضين من غير الاسلاميين في جبهة الانقاذ الوطني الخميس , بعد تزايد الانتقادات الموجهة لكافة السياسيين .

و اوضحت ان معارضو مرسي يصفونه بانه النسخة الملتحية من حسني مبارك , ورغم ذلك , لم يكن للديكتاتور المطاح به الا قليل من وسائل السيطرة التي يملكها مرسي الآن. وقالت الصحيفة ان مرسي , المنحدر من جماعة تم قمعها علي مدار عقود واقصيت من السلطة , يعاني الآن لتعزيز قبضته علي البيروقراطية الضخمة لمؤسسات الدولة التي كانت اعمدة للنظام السابق , ومنها الشرطة و القضاء .

و نقلت ' فاينانشيال تايمز ' عن محللين قولهم ان الاعتقاد السائد بان جماعة الاخوان المسلمين تلهث لاحتكار السلطة كان له اثر في تهميش جهود مرسي لتاكيد سيطرته , و ضربت مثالا بما يقوله احد مسؤولي الاخوان بشان مقاومة بعض اجهزة الدولة للتغيير , ومنها وزارة الداخلية , مشيرة الي ان هناك تقارير تفيد بان تعيين وزير جديد للداخلية مؤخرا و الاطاحة بسابقه كانت بسبب فشل الاخير في التعاون مع مساعدي مرسي , الذين شعروا بالذعر من وصول مئات الآلاف من المتظاهرين السلميين الي بوابات قصر الرئاسة نهاية العام الماضي .

و لفتت الصحيفة الي قول ما وصفتهم بانهم ' مسؤولين اسلاميين ' ان تقاعس وزارة الداخلية في حماية قصر الرئاسة هو ما دفعهم الي ارسال آلاف من مؤيديهم , وهو ما ادي الي اندلاع اشتباكات وعنف في احداث قصر الاتحادية , مما صدم المصريين و عمق المخاوف بشان التزام الجماعة بمبادئها الديمقراطية .

و اختتمت ' فاينانشيال تايمز ' بالقول ان المحللين يرون ان محاولة مرسي وجماعته ' السرية ' للقبض علي السلطة وتهميش كافة القوي السياسية الاخري تمنع الاصلاح المؤسسي للشرطة وبقية اجنحة الدولة , موضحة ان جولات معارك مرسي مع القضاء منذ وصوله الي السلطة زادت ايضا من السخط ضده في تلك المؤسسة الحساسة .

ليست هناك تعليقات :