و قال صباحي خلال لقائه سفير ايطاليا بالقاهرة مواريسيو مساري , و المبعوث الخاص السابق الي الشرق الاوسط , بمقر التيار الشعبي بالمهندسين مساء يوم أمس الخميس , ان مصر , وبعد عامين من انطلاق ثورتها المجيدة , لم تجن اي شيء من ثمارها , مشيرا الي انه لا تزال هناك فجوة عميقة بين ما كان يتوقعه الشعب بعد الثورة و الواقع. و أكمل ' ناضلنا طويلا ضد مبارك ونظامه الاستبدادي , ولا يزال نضالنا مستمر ضد مرسي وجماعته الاقصائية , التي تريد الهيمنة علي مفاصل الدولة المصرية ' .
وبحسب بيان للتيار صدر اليوم الجمعة و حصل حديث العرب على نسخة منه فقد ' ارجع مؤسس التيار الشعبي الاسباب الرئيسية للازمة السياسية التي تعيشها مصر حاليا الي اتباع مرسي وجماعته نفس سياسات النظام البائد لاسيما في مجال انتهاك حقوق الانسان و السياسات القمعية لاجهزة الامن , وقال ' النظام لم يسقط بعد ولكنه ارتدي رداء اسلامي ' .
واشار صباحي الي ان ' النظام القديم لم يسقط بعد لسببين رئيسين , اولهما نظام الحكم الاستبدادي و السياسات القمعية التي ينتهجها مرسي و المتمثلة في تضخم الذراع الامني وعودة ما يعرف ب ' الدولة البوليسية ' , ورغبة الجماعة في الهيمنة علي مفاصل الدولة المصرية بشكل اعاق التحول نحو نظام ديمقراطي حقيقي , وثانيهما ان النظام الحالي عجز عن تحقيق العدالة الاجتماعية التي طالب بها المصريون في ثورتهم , وعدم ضمان توزيع الثروة الوطنية بشكل عادل بسبب انتهاج نفس السياسات الاقتصادية التي كان ينتهجها الحزب الوطني المنحل و التي ادت الي فقر المصريين وضعف بنية الاقتصاد الوطني , و الخلل في التركيب الاجتماعي للمجتمع وزيادة الفجوة بين طبقاته ' .
و أكمل صباحي : المستويات المعيشية للمصريين تنحدر بشكل كبير مما يدفع البعض للانتحار او بسبب عدم القدرة علي مجابهة احتياجاته الحياتية , في ظل سياسات الاخوان الاقتصادية التي تعتمد علي ' اقتصاد السوق المفتوح ' , مشيرا الي انه يرفض قرض صندوق النقد الدولي الذي تسعي الحكومة للحصول عليه لانه سيزيد من اعباء الدين الخارجي للدولة فضلا عن مساهمته في تكريس تبعية الاقتصاد الوطني لمؤسسات التمويل الدولية.
وحول قرار عدم مشاركة التيار الشعبي بمرشحين منه في الانتخابات التشريعية القادمة , قال صباحي ان التيار الشعبي يحصر هدفه في استكمال الثورة مع جماهير شعبنا وميادين التحرير وينضم بكل قوته وكوادره لكافة اشكال المقاومة المدنية السلمية المتعارف عليها في كل النظم الديمقراطية , في مواجهة استهانة النظام الحاكم بكل اشكال المشاركة الشعبية في صنع القرار , وازاء استمرار النظام في اراقة دماء شهدائنا وتعذيب ثوارنا واهانة كرامة مواطنينا وسحلهم في الشوارع.
وقال صباحي ان قرار التيار بعدم الدفع بمرشحين لخوض انتخابات مجلس النواب القادم جاء نتيجة عدم استجابة السلطة القائمة للضمانات التي طلبها التيار من خلال ' جبهة الانقاذ ' من اجل ضمان اجراء انتخابات نزيهة تكفل حرية الاختيار للمواطن المصري وتضمن مبادئ تكافؤ الفرص بين جميع المتنافسين دون تفريق , مشددا علي ضرورة توافر حزمتين من الاجراءات المباشرة وغير المباشرة التي تضمن سلامة الانتخابات القادمة ونزاهتها ابرزها تشكيل حكومة محايدة للاشراف علي الانتخابات البرلمانية , وتشكيل لجنة فنية لتعديل المواد الخلافية بالدستور , ورد الاعتبار للقضاء وتمكينه من الاشراف الكامل علي العملية الانتخابية بواقع قاض لكل صندوق و اقالة النائب العام الحالي وتعيين آخر جديد عن طريق المجلس الاعلي للقضاء , و وضع مشروع جاد للعدالة الانتقالية من اجل القصاص العادل للشهداء ومن ثم البدء في المصالحة الوطنية لتهيئة الاجواء لانتقال سياسي علي اسس ديمقراطية.
وشدد صباحي ان ' الاخوان ' تريد التعجيل باجراء الانتخابات البرلمانية اقتناعا منها انها ستحصل علي ثلث مقاعد البرلمان القادم , مشيرا الي ان جبهة الانقاذ لو قررت خوض الانتخابات النيابية في ظل اجواء تنافسية حقيقية وتوافر الضمانات التي تطلبها , فانها ستحصل علي ما يزيد علي 50 في المائة من مقاعد البرلمان , وستكون الكتلة الاكبر داخله.
و بسؤاله عن اهم ما يراه كاهم اولويات للحكومة في الفترة الحالية قال صباحي ان الحكومة يجب ان تضع علي راس اولوياتها في الفترة القادمة ملف المصالحة الوطنية وتوحيد المصريين الذين قسمتهم سياسات ' الاخوان ' بشكل راسي الي شعبين ' شعب الاخوان المسلمين ' في جانب وباقي المصريين في جانب آخر , واستطرد قائلا ' اعتقد ان جماعة الاخوان المسلمين غير جادة في تحقيق المصالحة بين ابناء الوطن ربما لانهم يريدون استخدام بعض الاطراف في تحقيق اغراضهم ومطامعهم السياسية ' .
و شدد علي ان المصالحة لن تتحقق الا بالقصاص العادل لشهداء الثورة واستعادة حقوق المصابين , وتحقيق العدالة الاجتماعية , وفتح صفحة جديدة قائمة علي احترام التعددية التي يتميز بها الشعب المصري دون التفرقة علي اساس عرقي او جهوي او ايديولوجي او طائفي او نوعي , مشيرا الي اننا بحاجة الي تحقيق حالة وحدة وطنية تعكس التنوع الحقيقي للشعب المصري علي غرار ال18 يوما في ميدان التحرير .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق