واعتبر الزرقا ان اعتقاد اي فصيل في امكانية ان يتحمل بمفرده عبء المرحلة الراهنة يمثل ' مراهقة سياسية ' , فيما اكد ان الصراع الايديولوجي لحزبه مع القوي السياسية انتهي باقرار المادة 219 في الدستور التي تفسر مبادئ الشريعة -- والي نص الحوار :
> ما رايك في تاجيل الجلسة الاخيرة للحوار الوطني وما السبب في ذلك؟
_ تاجيل الحوار سيؤدي الي استفحال الازمة وآثارها , لذلك ارجو بان يكون آخر تاجيل اما سبب التاجيل فهو غير معلوم لي , وان كان قد قيل ان السبب سفر البعض وارجو ان يتم حسم مسالة تغيير الحكومة سواء بنعم ام لا قبل انتخابات مجلس النواب , واخشي ان تتم المماطلة في الحوار حتي نجد انفسنا امام استحقاق انتخابي ويصبح كل هذا المجهود هدرا ضائعا , فجميع القوي السياسية تطالب بتشكيل حكومة تكون قادرة علي التصدي لادارة البلاد في هذه المرحلة المتازمة , لكن لو تمت انتخابات مجلس النواب ستصبح هناك آلية جديدة وفقا للدستور لتشكيل الحكومة وستخرج العملية كلها من ايدي اللاعبين الاساسيين في الملعب السياسي وستكون الفاتورة باهظة اذا تم اجراء انتخابات بدون تشكيل حكومة وطنية ونحن نريد للرئيس شرعية يقر بها الجميع لانه بدون ذلك ستظل الحالة السياسية القائمة مستمرة دون تغيير.
> ما ردك علي اتهام النور بانه يقف مع جبهة الانقاذ ضد الاحزاب و القوي السياسية ذات المرجعية الاسلامية؟
_ من يردد هذا يريد ان يضعنا في مربع الآخر بزعم ان حزب النور تحالف مع جبهة الانقاذ , ونحن نري ان التحالف هو ' التخندق ' مع طائفة للتصدي لطائفة اخري وما فعلناه لم يكن ' تخندقا ' مع ' الانقاذ ' , ولكن فعلناه انطلاقا من مرجعيتنا الاسلامية التي تحضنا علي التعاون علي البر و التقوي والا نتعاون علي الاثم و العدوان , ولذلك كانت مبادرة حزب النور لازالة حالة الاحتقان و الجمع بين الطرفين المتناحرين وهما الحرية و العدالة وجبهة الانقاذ , وبالتالي موقفنا ليس موقفا مع او ضد احد وهذا ينطلق من ادراكنا ان مصر القادمة لا يمكن ان يديرها اي فصيل سياسي منفردا حتي لو حقق اغلبية برلمانية , فمصر اكبر من ان تحكم بتيار او فصيل واحد ويجب وضع كل صاحب كفاءة في المكان المناسب بغض النظر عن انتمائه وليس من المقبول ان يستغل فصيل سياسي وجوده في الحكم ليسيطر علي المواقع المؤثرة في البلد ويقدم اهل الثقة علي اهل الكفاءة.
> وماذا عن الصراع الايديولوجي بين ' النور ' وباقي القوي الوطنية؟
_ نحن نعتبر ان الصراع الايديولوجي بيننا وبين باقي القوي السياسية انتهي بوضع المادة 219 في الدستور واصبح لا يوجد عندنا صراع الا مع المرض و الفقر و الجهل الذين نصر علي محاربتهم من خلال مظلة الشريعة الاسلامية , وبالتالي ليس لدي حرج في ان يتولي اي انسان اي منصب سواء كان من النور او من غيره.
> وما رايك فيما يتردد عن سعي جماعة الاخوان ل ' اخونة ' مؤسسات الدولة؟
_ لا اوافق علي استخدام المصطلحات الفجة , وهناك تصور موجود في مصر نراه في حزب النور تصورا غير ناضج , وهو ان تعتقد مجموعة او فصيل في امكانية تولي كل شؤون الوطن بشكل منفرد , ونحن نري ان هذا التصور مراهقة سياسية.
> لو انتقلنا الي قضية القروض و المثارة منذ فترة علي الساحة السياسية -- لماذا يطالب نواب النور في مجلس الشوري بعرض القروض علي هيئة كبار العلماء بالازهر؟
_ الدستور نص في مادته الرابعة علي انه اذا كان هناك امر يتعلق بالشريعة الاسلامية , ففي هذه الحالة يتم اخذ راي هيئة كبار العلماء بحيث تعطي الراي للجهة التي تسال عن حكم الشريعة وهو نص ليس فيه غموض وواضح ورايي الشخصي ان محور الخلاف ليس في الاخذ براي هيئة كبار العلماء او عدم الاخذ به , وانما محور الخلاف هو الضرورة الاقتصادية للقرض لان التعامل مع القرض لابد ان يمر بمحاور ثلاثة قبل الموافقة عليه وهي اولا : الضرورة الاقتصادية بمعني انه اذا وجد بديل للقرض يجب علي الحكومة ان تاخذ البديل الآخر لان القرض يعني اعباء علي الاجيال القادمة.
وثانيا : اذا كان القرض ربويا فهنا لابد ان نحدد الضرورة الشرعية التي تبيح ارتكاب هذا المحظور , وثالثا : من المقترض ان يتم بيان اوجه الاستفادة من القرض وكيف سوف يتم التعامل مع اعبائه وما قدرتنا علي السداد وفي حالة الدين المرتفع يصبح هذا العنصر في اهمية العنصرين السابقين و الواضح اننا نعيش حالة من التخبط في اتخاذ القرارات الاقتصادية وغياب الشفافية , وبالتالي تصبح نفس مبررات رفض الاقتراض في حكومة الجنزوري هي نفس مبررات الاقتراض من تلك الحكومة التي نراها بحجم ادني من التحدي القائم , وكان يجب علي الحكومة ان تقدم مبررا اقتصاديا للاقتراض , وما مبررها لكي تلجا للاقتراض وزيادة الدين المصري الذي يمثل عبئا علي الجيل الحالي ودينا في عنق الاجيال القادمة , وهذا هو السبب الرئيسي في رفضنا للقرض وهو ان الحكومة لم تحاول افهام الشعب المصري لماذا تقترض وهو الامر الذي يجعلنا نخشي ان يتحول القرض الي ' بلاعة ' الفشل الاداري وتزداد الاغلال ولا ننتفع بالقرض.
> وبماذا تفسر تغير موقف جماعة الاخوان المسلمين من القروض؟
_ نحن الآن نعيش ازمة اقتصادية وهي تشتد و الحكومة السابقة كانت تعرف انها سترحل فكانت تعمل بطريقة ' احييني النهاردة وموتني بكرة ' وعندما عرضت الحكومة قرضها علي البرلمان السابق رفضه حزب الحرية و العدالة وقتها لانه كان يراهن علي انه سيشكل الحكومة بعد الجنزوري ولكن الآن اصبح الوضع معكوسا , و الآن تعرف الحكومة الحالية ايضا انها ذاهبة وتسير بنفس منطق حكومة الجنزوري , وفي النهاية الشعب هو من سيدفع الثمن ونحن نعرف ان هناك استحقاقات انتخابية قادمة , وبالتالي فان القرض سيكون جزءا من المعركة الانتخابية , فالحكومة مضطرة لاخذ قرارات جريئة وهي لا تتمتع بالاجماع الشعبي في نفس الوقت , فهي في ورطة ارادت ان تخرج منها وان تصدر الورطة للاجيال القادمة فتخرج هي ويغرق الجيل القادم.
> وكيف سيكون القرض مرتبطا بالاستحقاقات الانتخابية القادمة؟
_ هو اولا كما قلت سيكون جزءا من المعركة الانتخابية , وثانيا الحكومة لم تقدم الا الفشل الاقتصادي وسوف ترتفع اسعار السلع و القرض المقدم من صندوق النقد الدولي له اشتراطات تؤثر علي الطبقات المظلومة في الشعب المصري وستجعلها تتعرض لظلم ابشع وبالتالي فان الحكومة تحتاج لسيولة للانفاق منها بغرض تخفيف المعاناة التي يشعر بها الشعب بانفاق الميزانية علي مسكنات وهو امر اشبه بمن يتم علاجه من مرض عضال بمسكن وهو علاج غير حقيقي , وعندما ينتهي مفعول المسكن سيشعر المريض بالمرض العضال بعودة الالم اي ان الشعب سيشعر بالم ما يعانيه بعد انتهاء الانتخابات فالحكومة لا تدرك ماذا تصنع وتتخبط اقتصاديا ونحن لا ناتمنها علي قروض لا نعلم اين ستذهب وكيف سوف يتم تحمل الفاتورة.
> ماذا تعني بالمسكنات التي سوف يتم اعطاؤها للشعب حتي تتم الانتخابات؟
_ الحكومة الآن تعاني من نقص في السيولة وهناك ارتفاع في سعر الدولار ولذلك فانها ستستغل القروض بالانفاق منها في تخفيف مؤقت للاوضاع السيئة التي يعاني منها الشعب دون علاج جذري لها , ويساعدها في ذلك عدم وجود خطة للاستفادة من القروض.
> هل انت ضد مبدا الاقتراض في الوقت الراهن؟
_ انا شخصيا مع القروض لو انها ستؤدي لعلاج المشكلة وليس كونها مجرد مسكن وبشرط ان تكون هناك خطة واضحة لكيفية استخدامها.
> وما رايك فيمن يقول ان استخدام الدين في قضية القروض يمثل متاجرة رخيصة؟
_ المتاجرة الرخيصة هي ان اطالب بشيء يتعارض مع الاسلام اما اذا طالبت بان تتفق الاشياء مع الشريعة الاسلامية فهذه ليست متاجرة و المتاجرة الرخيصة هي المزايدة علي ذلك فالعبرة ليست بالدعاوي وانما العبرة بتوافقها مع مبادئ من يطالبون بتلك الدعاوي و الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية عليها ان تلتزم بالشريعة الاسلامية واذا خالفت ذلك لا يجب ان تتهم من ينتقدها بانه يتاجر بالشريعة بل عليها تعترف هي بانها خالفت.
> وانت مستشار الرئيس لماذا لم تقدم له رايك في مسالة القروض؟
_ الرئيس لا يستشر الكل في كل شيء و المستشار لا يقدم استشارته الا فيما يطلبه الرئيس منه.
> هناك من يري ان الخلاف القائم بين النور و الاخوان سيكون له تاثيره في المعركة الانتخابية المرتقبة؟
_ من حق كل فصيل وحزب ان يكسب ارضية بشرط الا يكون ذلك علي حساب مصلحة الشعب المصري.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق