السياسيون و الاعلاميون اجمعوا علي ان تلك الزيارة التصريحات من شانها اثارة دول الربيع العربي , كما انها كانت كاشفة لتوجه التيار الناصري وزيف ادعاءاته حول الديمقراطية و التعددية و السلطة الشعبية.
حلل الدكتور بسيوني حمادة استاذ الراي العام بكلية الاعلام جامعة القاهرة وعضو المجلس الاعلي للصحافة , ابعاد تلك الزيارة , مؤكدا ان موقف قيادات الحزب الناصري هو نفسه الموقف الروسي.
وشدد بسيوني علي ان زيارة الحزب الناصري وتكريمه لبشار الاسد علي قتله للمواطنين يوميا هو انقضاض علي الفكر الناصري الذي رفع شعارات حق الشعوب في تقرير المصير , مشيرا الي ان التيار الناصري الحالي في مصر جعل تلك الشعارات حبر علي ورق ولا نصيب لها علي ارض الواقع.
واضاف ان تلك الزيارة لها مردود وعلاقة وطيدة بالاحداث المحلية داخل مصر , قائلا : ' آن الآوان للشعب المصري ان يقرا هذه الزيارة في اطار ما يحدث داخل القطر المصري . ليتاكد ان الشعارات المرفوعة عن الاستقلال و العزة من قبل التيار الناصري تصلح فقط للاستهلاك المحلي و التاثير علي العقل المصري و التلاعب به ' .
واشار الي انه كان يتصور ان تلتحم الجماهير المصرية و القوي السياسية نحو مواجهة بشار الاسد ونظامه لاسقاطه , ليس فقط لعربدته ضد شعبه السني , ولكن لمواجهته لربيع عربي تنتصر فيه الشعوب لارادتها الحرة , خاصة وان في سوريا ثورة حقيقية بمعناها الحقيقي بخلاف ما حدث في تونس ومصر وليبيا , حيث نجحت ثورتهم لعدم وجود اعاقات خارجية تعوق دون هذا التحول , ولكن آن للعالم ان يدرك ان التيارات الناصرية و القومية في العالم العربي تقف امام التحول السوري نحو الديمقراطية.
وكشف عن ان هذه الزيارة تنتقص من ارضية التيار الناصري داخل الشعب المصري , مؤكدا ان الشعب عليه الفرز بين القوي السياسية التي تعمل من اجله , وبين التي تحقق مآرب خاصة وليس لها مصداقية حقيقية داخل الواقع المصري , وان شباب التيار الناصري ليسوا بمناي عن توجهات قيادات تلك الاحزاب.
من جانبه , راي السفير ابراهيم يسري عضو جبهة الضمير الوطني , ان عدم اعتذار قيادات التيار الناصري عن تلك الزيارة كشف مدي تفككهم وضعف قدرتهم علي التحكم في تنظيمهم.
وردا علي مطالبات البعض لهم بتقديم اعتذار للشعوب العربية عن تلك الزيارة , قال يسري : ' اذا كان بعضهم يتجاهل الوضع الداخلي المصري فكيف نطالبه بالاعتذار عن واقعة خارجية؟ ' , وخاطب قيادات الحزب الناصري التي شاركت في الزيارة قائلا : ' عيب عليكم تخالفوا ضميركم الوطني ' .
بدوره , اعتبر ايمن عامر الناطق الرسمي لتجمع الربيع العربي , ان فكرة دعم القومية العربية التي استند اليها اعضاء الوفد خلال زيارتهم لبشار هي مخطط غربي استعماري من الاساس لتفتيت الامة الاسلامية , مضيفا ان السياق التاريخي يشير لذلك , خاصة وان بشار ووالده تركا الجولان محتلة منذ 1967 وتجنبا المقاومة ضد الكيان الصهيوني , ولم يطلقا رصاصة واحدة او صاروخ ضد المحتلين.
واوضح انه لا توجد مقاومة سورية من قبل نظام بشار علي ارض الواقع , متهما بشار بممارسة التطبيع الخفي مع الكيان الصهيوني , باستسلامه وعدم المقاومة , قائلا : التاريخ و الواقع يؤكدان ان بشار ومن يدعمه مطبعون مع الكيان الصهيوني علي حساب القضية الفسلطينية و السورية , خاصة ان دعم بشار خيانة للثورة المصرية و السورية , خيانة لموقف الشعب المصري قيادة وحكومة وشعب ' .
ووصف عامر تلك الزيارة بانها موقف شاذ لا يعبر عن الشعب المصري , بل يعبر عن دعم سفك الدماء , خاصة انها جاءت في وقت يحتضر فيه نظام بشار فيما اختار التيار الناصري الانضمام لبشار في احتضاره , نظرا لان الثورات السابقة اثبتت انتصار ارادة الشعوب.
واضاف : المفترض ان يتبرا التيار الناصري الحقيقي من تلك الزيارة , والا سيوصم به صفات الخيانة و العار مدي الحياة , مشيرا الي ان عدم لقاء الوفد بالمعارضة السورية يدل علي انهم لم ينحازوا للشعب السوري وانحازوا لديكتاتور سفاح قتل ما يزيد عن 60 الف سوري ' .
ودعا عامر لمحاكمة اعضاء الوفد الذي زار بشار لمساندتهم للقاتل.
و أضاف : ان اقل ما يمكن ان يقدموه عقب زيارتهم هو الاعتذار لشعوب الربيع العربي علي تحريضهم وموافقتهم علي سفك الدماء السورية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق