قلت في يوم من الايام : ' سابتسم في وجه قاتلي , وسينتصر سلاحي علي سلاحه , ومن يدري , لعل ابتسامتي تلك تجعله يعيد التفكير في اللحظة الاخيرة ' .
وحيث ان البعض يعتقد ان مسلسل الاغتيالات السياسية قد بدا , فانني احب ان انشر جزءا من وصيتي , و الاعمار بيد الله.
اذا قُتِلْتُ فاني اعلن اليوم وانا في كامل قواي العقلية و النفسية انني قد سامحت قاتلي , ولكني لم اسامح من غَرَّرَ به او حَرَّضَه.
واوصيكم بان تاخذوا ثاري من القاتل الحقيقي , وذلك بان تكونوا يدا واحدة , وبان تعملوا سلميا لاتمام التحول الديمقراطي في مصر , وبان تحققوا مطالب الثورة لهذا الشعب العظيم , بكل الطرق السلمية , وان تستانفوا العمل السياسي و الثوري بكل الطرق السلمية كما بداناه.
اوصيكم ان تاخذوا ثاري بان تنبذوا العنف , وان تمنعوا كل من يجركم اليه , وان تتاكدوا ان العمل السلمي هو الطريق الوحيد , وان الثار الحقيقي لكل شهداء الثورة هو ان تصبح مصر بلدا عظيما ديمقراطيا متقدما يتسع لكل ابنائه , ولا يُقْصَي فيه اي شخص او جماعة , ولا يستاثر بخيراته اي فرد او فئة.
ليس معني كلامي ان تديروا الخد الايمن لمن صفع الخد الايسر , وليس معناه ان يسقط الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس , بل اتحدث عن منهج العمل السلمي الذي يرفض العنف اساسا للعمل السياسي.
خذوا بثاري بالبناء لا بالهدم , واعلموا ان شهداء هذه الثورة العظيمة لو عادوا الي الحياة وقيل لهم اننا لم نقتل احدا من قاتليكم , ولكننا اقمنا حكما ديمقراطيا حقيقيا , وتداولا للسلطة , ومنحنا الناس حق الاختيار حق الحياة الكريمة , لو قيل لهم ذلك لكانوا اسعد الناس بهذا الانجاز العظيم الذي لم يكن ليتم دون دمائهم.
الثار الحقيقي هو ان تصبح مصر دولة حديثة , وان تتخلص من معارك الماضي , واحقاد الماضي , ونُخَبِ الماضي , وان تشق الطريق الجديد الي التقدم , دون وصاية من احد , ودون الخضوع لاي املاءات من اي جهة خارجية , او من اي قوي داخلية.
خذوا بثاري ولكن دون ان تتخيلوا ان الثار يكون فقط باراقة دمِ فردٍ مسيَّرٍ لا يعلم حقيقة ما يفعله , بل ربما يقتل وهو يظن انه يتقرب الي الله , فهو يفسد وهو يظن انه يحسن صنعا .
خذوا بثاري بقتل الحقد في الصدور , وبزرع الحب في الافئدة , واعلموا ان كل قطرة دم سالت ما سالت لكي تصبح مصر بلدا يقتتل فيه الناس بعد وئام , ولا لكي تصبح ساحة للمعارك السياسية التي لا تنتهي , لقد سالت الدماء لكي يمنح الناس حق الاختيار , فامنحوهم هذا الحق بالعمل , ولا تجعلوهم يختارون بين السيئ و الاسوا , او بين الغبي و الاغبي , او بين الرمضاء و النار .
خذوا بثاري اذا عرفتم القاتل , ولكن اذا لم تعرفوه فلا تعتبروا انفسكم قد فرطتم في دمي الا اذا خطفت هذه الثورة , او ضاع ما ثرنا من اجله .
ثاري ان يصبح الناس احرارا , وبهذا تقتلون قاتلي , لانه يموت بالحرية , ويحيا بالاستبداد !
عاشت مصر للمصريين و بالمصريين …
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق