أيمن نور في حاجة للزعماء الذين يتحملون مسئولية الاوقات الصعبة



فراج اسماعيل ... اعجبني الدكتور ايمن نور عندما طلب منه تامر بسيوني مذيع احدي الفضائيات الا يقبل رئاسة الوزارة اذا كلفه بها الرئيس مرسي علي اساس انه سيضحي بتاريخه اذا قبل منصبا لن يستمر اكثر من شهرين , اي لحين انتخاب البرلمان الجديد .

اجابته لا تعطي انطباعا بانه قبل النصيحة , فقد حرص علي تذكير سائله بان المنصب اقل منه كونه اول مرشح منافسا علي رئاسة الجمهورية في عهد مبارك , وانه اذا قبل منصبا فهو واثق من النجاح و سيكون ذلك من اجل مصر .


نور مناضل حقيقي , واجه عنت السلطة السابقة وجبروتها وقسوتها داخل السجن واشرف علي الهلاك. الوحيد من المعارضة الحالية الذي خاض معركة حقيقية اودت به خلف الزنزانة , وظل صامدا قويا يكتب من الداخل متحديا ورافضا لاي تنازلات رغم المفاوضات التي خاضتها السلطة بقيادة جمال مبارك الذي كان يتصور انه المهدد الحقيقي لاحلام التوريث .


لا يمكن المزايدة علي هذا الرجل واتهامه بعقد صفقة اذا كلف برئاسة الحكومة وقبلها , فمواقفه الحاسمة و الحازمة واضحة وشفافة تعكس ما يعتقد انه صحيح وليس لمجرد احداث جلبة او البحث عن مكاسب اعلامية مع خلق المزيد من الفوضي لتعطيل المراكب كما تفعل جبهة الانقاذ التي لم تقدم حتي الآن حلولا واقعية ولم تعكس مواقفها اي تطلعات لانقاذ البلاد من ازمتها السياسية و الاقتصادية .


نشهد لايمن نور وطنيته التي جعلته يتدخل في اللحظات الحاسمة لمنع الانزلاق الي الحرب الاهلية و الفرقة المستمرة , وذهب الي الحوار مع الرئاسة في وقت تذرعت فيه جبهة الانقاذ بشروط مسبقة بدت تعجيزية للطرف الآخر.


زعماء المعارضة الآخرون لم يختبروا السجون اختبارا جادا كاختبار ايمن نور , ولم يمارسوا معارك المعارضة علي اصولها كما مارسها وتدرج فيها. كلهم وافدون عليها وهو متجذر فيها. كلهم غرباء كالحمام الجبلي وهو اصيل تربي في بيت السياسة واخذ من مدرسة عظماء معارضين.


البرادعي وموسي لم يمر اي منهما باي زنزانة. كلاهما تمتعا في رفاهية الدبلوماسية و المؤسسات الدولية و الاقليمية. صباحي تذوق السجن لماما كزواج المسافر. اما ايمن نور فشعب مصر كله يعرف نضاله وتضحياته من بدنه وبيته واسرته التي لم يتركها النظام القديم بوحدتها وصلابتها بعد خروجه من السجن لظروفه الصحية , فقام ذلك النظام بتفكيكها.


ايمن نور مكسب كبير اذا كلفه الرئيس مرسي , لكن السؤال -- اذا كان نشطاء المعارضة ينصحونه بعدم قبول التكليف وسيتهمونه بعقد صفقة اذا قبلها , فلماذا يطلبون اقالة حكومة قنديل , واذا ولت المعارضة هروبا من المسئولية فكيف يمكنها ان تحقق اهدافها وسياستها وبرامجها؟!


والمتوقع ان يرفضها البرادعي وموسي وغيرهما من جبهة الانقاذ اذا عرضت علي اي منهم. واذا لجا مرسي الي آخرين فسيهاجمونها ويدعون لمليونيات ضدها -- فما هو الحل؟!


علي الفرقاء ادراك اننا علي شفا هاوية لا يصح معها استمرار المناورات ورغبة البعض في التعطيل وصخب المؤتمرات الصحفية ليس الا -- مصر احوج ما تكون الي زعماء يتحملون بكفاءة مسئولية الاوقات الصعبة.

ليست هناك تعليقات :