عندما يستقيل الوزير بهدف البقاء و ليس الرحيل !



محمود معوض ... من حق الوزير ان يستقيل ويجب ان نرفع له القبعة علي اعتبار انه رجل زاهد في السلطة في زمن التكالب علي السلطة. لكن ليس من حق الوزير ادعاء بطولة زائفة علي حساب الحقيقة التي كانت الدليل علي ان الوزير غير جدير اصلا بان يكون وزيرا , وان الرئيس اساء الاختيار حينما وافق علي استمرار وزير الثقافة ' البهلوان ' محمد عرب صابر الازهري ' المتفرنج ' الذي قدم استقالته مرتين لا ليرحل ولكن من اجل ان يبقي.

وبعد ان اطمان الي انه لن يعود وزيرا افصح عن هويته وتذكر ولي نعمته فاروق حسني الذي سيذكر له التاريخ انه كان القدوة الحسنة لثقافة الاباحة في مصر الاسلامية. لن نتوقف طويلا امام العبارات التي لاكتها الالسنة و التي تتحدث عن ان الوزير استقال لان ضميره ' نقح ' عليه او انه شعر بالخجل من نفسه عندما شاهد المواطن المسحول ومن بعده المواطن المقتول. مثلما لم تتحدث طويلا عن محافظ الشرقية المستقيل عزازي علي عزازي الذي استحق لقب اسوا محافظ في تاريخ مصر وليس في تاريخ محافظة الشرقية فقط باعتباره المحافظ الناصري الهلفوت من عباد العسكر و الكارهين و الحاقدين علي الاسلاميين الذي طعن المنصب في مقتل واستحق ان ينضم الي استاذه حمدين صباحي في مزبلة التاريخ عندما تهجم وبوقاحة وطلب من الجيش اعتقال الرئيس مرسي عقب احداث 25 يناير.


السؤال الهام الذي يفرض نفسه ماذا تعني ظاهرة الاستقالات؟ ولماذا احتفي ' عبده مشتاق ' ليحل محله ' عبده مستاء ' في عهد مرسي؟


هل لان المنصب لم يعد مغنما وان السياسة لم تعد هي الوسيلة للسطو علي موارد الشعب؟ وهل صحيح ان سياسات الرئيس الخاطئة هي التي اجبرت البعض الي الهروب خوفا من تحمل المسئولية؟


ام ان الازمة الحقيقية هي ازمة نخبة فاسدة تعايشت مع الفساد و الاستبداد علي مدار 30 عاما في ظل صفقة تحصل النخبة * بموجبها * علي كل الصلاحيات و المزايا مقابل طمس الهوية الاسلامية؟ نخبة تربت في ابراج عاجية وتبين بعد الثورة ان لديها مصلحة متاصلة في حماية بلدها من نسمات التغيير حتي لا تدفع هي الثمن -- اذن كيف تنسجم الآن مع نظام اسلامي لا يعرف الفساد ولا يعرف الاستبداد؟ --
واخيرا فان التحدي الاكبر الذي يواجه الرئيس مرسي هو الطفح القيادي في ارث مبارك الذي لم يترك لمرسي سوي الضعفاء المنحرفين الذين كانوا يحرضون علي نفي اي صلة لهم حتي بكلمة اسلامي و التي كانت القشة التي تقصم ظهر كل بعير مهما كان ولاؤه وانتماؤه للنظام.

ليست هناك تعليقات :