اكتشاف بحيرة مائية تحت جليد القطب المتجمد الجنوبي


في خطوة هي الاولي من نوعها في مجالي الهندسة و العلوم , تمكن فريق ابحاث بدعم من مؤسسة العلوم الوطنية الاميركية من حفر 800 متر في عمق جليد القطب الجنوبي و النجاح بالوصول الي بحيرة ترقد تحت الجليد , وجمع الباحثون كميات من المياه وعينات رواسب كانت معزولة عن الاتصال المباشر بالغلاف الجوي منذ آلاف السنين. حيث استهدف العلماء بحيرة صغيرة , تبدو فيها مجموعة من البحيرات المختلفة متصلة بعضها ببعضها الآخر.

ونقلت صحيفة ' ساينس ديلي ' عن العلماء المشاركين في البحث , قولهم انهم ياملون من خلال استخدام ادوات حفر خاصة العثور علي عينات تحتوي علي كائنات مجهرية تطورت بشكل فريد للعيش في ظروف البرد القارس وندرة الضوء و الغذاء. وقد تؤدي دراسة العينات لفهم كيفية استمرار الحياة خلال النظم الايكولوجية في الارض , وكذلك في العوالم الاخري من النظام الشمسي.

وتبلغ سماكة الغطاء الجليدي الهائل ميلين تقريبا في بعض الاماكن , ويغطي اكثر من 95 في المائة من القارة القطبية الجنوبية. بيد ان الرادارات الجوية و اللاسلكية كشفت في العقود الحديثة ان هنالك نظاما فسيحا من الانهار و البحيرات الواقعة تحت غطاء الجليد تتفاوت في الحجم , واكبرها هي بحيرة ' فوستوك ' الواقعة في القطب الجنوبي , التي تُقارن في الحجم مع بحيرة اونتاريو في اميركا الشمالية.

يذكر ان هذا الانجاز حصيلة تخطيط دولي ووطني استمر لاكثر من عقد , اضافة الي سنوات من التحضير للمشروع , ليكشف عصرا جديدا في علم القطبية , ويفتح نافذة في مستقبل علم التخصصات في حدود الارض غير المستكشفة.

يشرع الباحثون حاليا في دراسة عينات الماء و المواد المترسبة التي تم جمعها املا بالاجابة عن اسئلة تتعلق ببنية الكائنات المجهرية التي تعيش اسفل الجليد ووظيفتها , وايضا الخط الزمني للمناخ وديناميكيات الغطاء الجليدي المعاصر.

ليست هناك تعليقات :