واكد بوزنر في مؤتمر صحفي عقده اليوم باحد فنادق بالقاهرة , ان واشنطن تري ' ان الديمقراطية اكبر من الانتخابات , ولكن تضمن حرية القانون وحرية الصحافة وكل هذه العناصر تعمل معا لارساء القاعدة الديمقراطية ' , مؤكدا ان الطريق الي الديمقراطية ليس طريقا مستقيما وليس سهلا , ومن المهم لكل المصريين ان ينظروا لمستقبلهم المشترك وانا اشعر بالامل وهناك قضايا كثيرة يجب حلها.
واكد بوزنر , انه يحث جميع القادة السياسيين في مصر علي رفض العنف , مؤكدا ان العنف ' لا يحل المشكلة ولا يضمن مستقبل مصر الديمقراطي ' , مشيرا الي انه ' في الاسابيع الاخيرة كان هناك تصعيد للعنف في اجزاء مختلفة من البلاد ومن مختلف الجهات , وهناك حاجة لبناء الثقة بين المصريين , مع اختلاف وجهات نظرهم السياسية , وزيادة الثقة في مؤسساتهم الديمقراطية ' .
وقال بوزنر ' لقد نزل الشباب المصري الي الشارع واشترك البعض في مواجهات عنيفة مع الشرطة وقوات الامن ' , معربا عن الاحباط من انعدام وجود الفرص الاقتصادية و المساءلة وعدم الرضا علي قدرة هؤلاء الشباب علي التاثير في الحياة السياسية ومستقبل هذا البلد , مؤكدا ' نحن ندين هذا العنف بشكل قطعي ويجب ان يكون الطريق الي الديمقراطية و الاستقرار في مصر سلميا ' .
وقال بوزنر في بداية مؤتمره الصحفي ' استكملت زيارة لمصر استمرت اربعة ايام , التقيت خلالها مجموعة مختلفة بما في ذلك كبار المسئولين الحكوميين و السياسيين و الصحفيين و المحللين ورجال الدين وغيرهم من افراد المجمتع المدني , الذي يعد حيويا للغاية , وهذه هي زيارتي السابعة لمصر منذ انضمامي لوزارة الخارجية الامريكية عام 2009 , وقد زرت مصر لاول مرة منذ اكثر من عشرين عاما مضت , وجذبني دفء الشعب المصري وثراء ثقافته وحسه القوي بالتاريخ و الكرامة الوطنية ' .
ولفت بوزنر الي انه التقي اثناء وجوده بالقاهرة كلا من وزير الخارجية و المستشار الرئاسي ووزير العدل احمد مكي , و المفتي و التقيت بممثلين عن الصحف و المحامين و المجتمع المدني -- و الهدف من زيارتي هو الاستماع للاشخاص ونقل الانطباعات لواشنطن ولوزير الخارجية جون كيري , وقمت بالتاكيد علي حقوق الانسان و العلاقة و الشراكة بين الحكومة المصرية جزء من التزامنا نحو الديمقراطية وحقوق الانسان.
واضاف مساعد وزير الخارجية الامريكية ' منذ يناير 2011 شهد المصريون تحولا تاريخيا واتخذوا اولي الخطوات الصعبة نحو بناء الديمقراطية المستدامة و التعددية , لكن اليوم البلاد تواجه سلسلة من التحديات الاقتصادية و السياسية العميقة , التي تختبر قدرة الشعب واصراره ' .
وردا علي سؤال حول موقف الولايات المتحدة الامريكية من استمرار المساعدات الاقتصادية لمصر , قال بوزنر ' ان الادارة الامريكية طالبت الكونجرس الامريكي بالمساعدات الاقتصادية لمصر , و الولايات المتحدة تدعم مصر , وتعلم انها تحتاج لهذه المساعدات ' .
وردا علي سؤال حول وضع المجتمع المدني المصري قال بوزنر ' ان هناك قلقا عاما من ان الدولة مقسمة , وهناك حاجة للمفاوضات و النقاش ' .
وعن الانتخابات البرلمانية القادمة , قال ' نحن ندعمها ونحث القادة السياسيين علي المشاركة فيها , وحشد الاصوات , كما نحث المصريين علي المشاركة ' .
واكد انه ركز خلال زيارته علي ثلاثة محاور رئيسية الاول يتعلق ببناء اسس قوية ديمقراطية مستدامة وتعددية , وقال ' صوّت المصريون في العام الماضي في الاستفتاء الذي صادق علي دستور جديد وعلي الرغم من ان هناك العديد من الجوانب الايجابية لهذه الوثيقة ' الدستور ' الا ان العديد من المصريين شككوا في عملية اعتماد هذه الوثيقة وفي مضمونها ايضا ' .
المحور الثاني يتعلق بالانتخابات البرلمانية القادمة , و التي تقدم للاحزاب السياسية الفرصة للتعبير عن آرائهم وطرح رؤية واضحة للسياسة و الاقتصاد , وقال ' نحن نحثهم علي المشاركة علي نطاق واسع ونشط , فهذه الانتخابات تعد فرصة للمصريين لرسم مستقبلهم فلن تنحاز الولايات المتحدة لاحد او تحدد الفائز او الخاسر في هذه الانتخابات او اي انتخابات اخري ' , مضيفا ' نحن ننضم الي المجتمع الدولي في توقعاتنا بان تكون الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة ونحن نرحب بالتزام الحكومة المصرية بالسماح للمراقبين المحليين و الدوليين بمراقبة عملية الاقتراع ' .
وفيما يتعلق المحور الثالث قال بوزنر , انه محور مثير للقلق كونه يتعلق بالبيئة الامنية , قائلا ' ان الشرطة المصرية وقوات الامن تواجه الآن تحديات شبه يومية في الشارع فبينما تكون الغالبية العظمي من هؤلاء المتظاهرين سلميين لجا بعض المتظاهرين للعنف , وللشرطة الحق في التدخل لان واجبها احلال النظام العام ووقف اعمال العنف , في الوقت نفسه هناك تقارير موثقة تفيد بان الشرطة وقوات الامن استخدما القوة المفرطة , ورغم ان بعض هذه الانتهاكات قيد التحقيق غير ان الملاحقات القضائية الناجحة لا تزال نادرة حتي الآن , بالاضافة الي ذلك فشل نظام العدالة الجنائية في تحديد مرتكبي عدد هائل من حالات الاغتصاب وغيرها من اعمال العنف ضد المراة ومحاكمتهم ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق