و اوضح المصدر ان المؤسسة العسكرية لن تسمح باي حال و تحت اي ظرف ان يتكرر سيناريو المشير حسين طنطاوي , و الفريق سامي عنان مع الفريق اول عبد الفتاح السيسي , مؤكدا ان المساس بقادة القوات المسلحة , خلال الفترة الراهنة سيكون اشبه بحالة انتحار للنظام السياسي القائم باكمله , خاصة ان القوات المسلحة التزمت بالحياد و السلمية طوال الوقت , و حاولت قدر الامكان الابتعاد عن المشهد السياسي الراهن بمختلف صراعاته بين النظام وقوي المعارضة , و وضعت المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار , و لم تطمع ابدا في السلطة , او تطمح اليها , بل حرصت علي تسليمها لرئيس مدني منتخب , جاء من خلال صناديق الاقتراع , حتي ولو حصل علي الاغلبية البسيطة ' 50 في المائة + 1 ' .
و اشار المصدر العسكري الي ان الراي العام لن يقبل المساس بالمؤسسة العسكرية وقادتها , وسوف يتكاتف معهم لمواجهة اي ضغوط او تحديات , مشيرا الي ان هناك حالة من السخط بين القادة و الضباط في مختلف التشكيلات التعبوية , مما يتردد في وسائل الاعلام حول نوايا النظام السياسي اقالة وزير الدفاع الفريق اول السيسي , من اجل اخونة المؤسسة العسكرية , التي ظلت علي مدار تاريخها الطويل , نموذجا للتضحية و الفداء , في مختلف العصور , ودافعت عن كرامة المواطن المصري في اصعب الظروف , ولم تسع ابدا الي السلطة او الحكم , بل تؤثر دائما ان تنحاز لصفوف ابناء الشعب المصري.
وكشف المصدر ان هناك عددا من الصفحات العسكرية علي مواقع التواصل الاجتماعي ' فيس بوك ' قررت الاحتشاد و العصيان حال تعرض رموز القوات المسلحة لاقالات خلال الفترة القادمة , مشيرا الي ان غضب شباب الضباط لن يستطيع احد السيطرة عليه , حال تحقق هذا السيناريو , الذي لن تكون عواقبه محمودة علي الاطلاق.
وقال المصدر , ان القوات المسلحة تحملت الكثير من الاعباء و المشكلات خلال المرحلة الانتقالية التي استمرت لمدة 18 شهرا كاملة , سخر الجيش كافة الامكانات المتاحة لديه من اجل خدمة البلاد , وخلق مناخا من الاستقرار.
من جانبه قال اللواء مختار قنديل , الخبير الاستراتيجي و العسكري , ان المؤسسة العسكرية في الوقت الحالي اشبه ببحيرة هادئة وصافية , الا انه حال التعرض لها واستهدف رموزها ورجالها , ستتغير الصورة الي النقيض تماما , مؤكدا ان النظام الحالي لو اقبل علي اقالة الفريق اول عبد الفتاح السيسي , القائد العام , وزير الدفاع و الانتاج الحربي ستكون العواقب وخيمة , ولن يستطيع احد التنبؤ بما ستسفر عنه من نتائج.
واوضح اللواء قنديل , ان الفريق اول السيسي رجل ذو خلفية عسكرية ممتازة , وله وجهة نظر مستقلة دائما تجاه كافة الاحداث الداخلية و الخارجية , التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن , ولديه معلومات وافية عن كل ما يحاك للمجتمع المصري مؤامرات , وحال اقدام الرئيس مرسي علي اقالته ستزداد الاوضاع الامنية في البلاد سوءا بشكل غير مسبوق , نظرا لما قد يحل بالدولة من فوضي بعد محاولات تفكيك القوات المسلحة , وقادتها.
واشار اللواء قنديل الي ان الجيش متضامن تماما مع وزير الدفاع ولن يرضي ابدا باي محاولة للغدر به , كما حدث مع المشير حسين طنطاوي , و الفريق سامي عنان , بعدما سلما البلد للرئيس المنتخب , متوقعا ان تشهد القوات المسلحة لاول مرة في تاريخها حالة من الاضراب داخل المعسكرات و الوحدات , حال صدور قرار باقالة القائد العام.
واضاف الخبير العسكري : ' الجيش يقوم الآن بالعديد من الادوار , حيث يؤسس المخابز ومحطات التحلية و المستشفيات لخدمة الاغراض المدنية , وعلي الرغم من ذلك يتعرض للنقد ويحاول النظام الغدر بقياداته , قائلا : ' من سيقف الي جوار الرئيس مرسي حال خروج الجيش من المعادلة بعد الدخول في صراع معه , وزارة الداخلية ام جبهة الانقاذ الوطني , ام الالتراس و البلاك بلوك , ولو تحقق هذا السيناريو سيكون الوضع في البلاد كارثيا بكل المقاييس.
ولفت اللواء قنديل الي ان النظام لن يستطيع تحمل غضب المؤسسة العسكرية حال تكشيرها عن انيابها , و اللعبة التي يقودها بعض رموز جماعة الاخوان المسلمين ضد الجيش في الفترة الحالية في منتهي الخطورة , وستنعكس بشكل سلبي علي مستقبل البلاد , داعيا النظام السياسي القائم الي ضرورة تفهم دور القوات المسلحة جيدا , حتي لا تساق البلاد الي حالة من الفوضي لن يتمكن احد من السيطرة عليها.
واضاف اللواء قنديل : ' المؤامرة التي تحاك ضد المؤسسة العسكرية , متعددة الابعاد وتقف خلفها عدد من الجهات و القوي السياسية الموجودة , علي راسهم الفوضويون , الذين تجمهروا امام مبني وزارة الدفاع الاسبوع الماضي , في محاولة منهم للفت الانظار وابعاد النظام السياسي الحالي عن المشهد , وادخال الجيش المصري في المعادلة السياسية بشكل مقصود , بما يؤكد ان هناك محاولات استهداف للفريق اول السيسي و التاثير علي مستقبله السياسي خلال الفترة القادمة , من خلال الشائعات , التي يتم اطلاقها حوله بين الحين و الآخر , من اجل اشاعة الفوضي في البلاد.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق