اما ' البيستك ناو ' فهي حالة نفسية قائمة علي ارتفاع درجة اللاوعي المصاحبة لتشنجات بذيئة مصحوبة بفوضي لغوية تعبر عن الاستياء العام و الادانة الجماعية المعبرة عن الاستلقاء المعرفي. وعموما تظهر هذه الاعراض مساء بدءا من الساعة الثامنة مساء مع اول ضربة تليفزيونية للبرامج المسائية.
وعلي هذا , فعلي الجالية المصرية المقيمة في ربوع الوطن وعلي اخواننا من الشعب المصري ان يعلموا ان السؤال لغير الله مذلة , وان الاتكال علي الساسة مضيعة , وانه لا ملجا من الله الا اليه , وان علينا ان نكرر دعوة الشويش عطية لما كان راكب مع اسماعيل ياسين الطائرة , و الاخير هذا لا يجيد القيادة , فقال : ' يا رب ما تجعل نهايتي علي ايده -- ' . لهذا لا بد ان يكون هذا دعاءنا : ' اللهم لا تجعل نهايتنا علي ايديهم اهل السكاحاية ولا معشر البيستك ناو ' .
هذا كان الحكم النهائي , اما الحيثيات فهي كما يلي :
اولا , هناك من احترف الانتخابات وهناك من احترف المظاهرات. وكل يلعب بالورقة الرابحة لديه. ' وكل طرف عايز يجيب مناخير التاني الارض ' .
ثانيا , الديمقراطية المصرية كما يفهمها معظم السياسيين المصريين هي ' ديكتاتورية لابسة فستان مكتوب عليه انتخابات ومظاهرات ' , لانها ديمقراطية بلا ديمقراطيين حقيقيين.
ثالثا , اي مواطن مصري شقيق عنده اعتقاد ان ايا من الطرفين علي حق كامل او علي باطل كامل ' يسيبه ' مني لان عندي من المعلومات و الخبرات ما يؤكد انها السياسة في اسوا وانذل معانيها. ومن يريد ان يري الامر موقفا بطوليا ضد قوي الشر , فليذهب يقاتل وحده : لا كل الاسلاميين طلعوا اسلاميين ولا كل الليبراليين طلعوا ليبراليين. ولكن المعضلة ان ايا من الطرفين لا يسعي لتطهير نفسه من المدعين , لانه يحتاجهم في المعركة ' القذرة ' التي يديرها ضد الطرف الآخر علي ملعب الوطن وبكرة الشعب.
رابعا , الموضوع لا رؤية ولا فلسفة ولا تصور متكامل لمصر رايحة علي فين , هي ردود افعال انفعالية لافعال انفعالية ينطبق عليها منطق الهتيفة و المزايدين. وهؤلاء هم من يصدق عليهم قول بيرم التونسي :
من هفوة او كلمة هايفة نِتحِمِق ونقوم , نِسبّ ونِدبّ ويدور العراك بالشوم , وكل محموق وله فرقة تقوم بهجوم , من قبل ما تعرف الظالم من المظلوم , ومنين نشوف العدل ولاّ السفينة تعوم , ما دمنا فوق قلبها قاعدين لبعض خصوم , تضحك علينا الحدادي في السما و البوم.
خامسا , المعلن علي الهواء مباشرة عبر الفضائيات الليلية و السهرات المسائية و المقالات البطولية لا يعبر بالضرورة عن الحقيقة. الحبة دولة بيكرهوا الحبة دول , وكل طرف يري انه سينجح ان نجح في ' ف , ش , خ ' الطرف الآخر. وهي كلمة في عرف اهل السكاحاية و البيستك ناو تعني تدمير سمعة وقيمة ومكانة الطرف الآخر بالباطل قبل الحق. ولكن بعيدا عن الكاميرات , يقر كل طرف بحقيقة موقفه وانه يفعل الكثير ويقول الكثير فقط لتدمير الطرف الآخر معنويا وفقا لنظرية ' الحبة دول ' و ' الحبة دول ' .
سادسا : ايها الشعب المصري الشقيق , في هذه الحالة المتصاعدة سياسيا بين اهل السكاحاية واهل البيستك ناو , افكر ان نغير شعار المرحلة ليصبح : ' بيستك ناو يا بيستك ناو , و السكاحاية ها تاكل الجو ' .
سابعا , لنا الله.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق