عماد الدين حسين ... قولا واحدا : اي شخص ذهب الي المقطم يوم الجمعة الماضي والقي مولوتوف او حجارة علي مقر جماعة الاخوان المسلمين , او هاجم شخصا ينتمي للحرية و العدالة او دمر سيارة او هاجم منشاة تخص الاخوان او غيرهم , ينبغي ادانة فعله باشد العبارات الممكنة واخضاعه لمحاكمة قانونية عاجلة.
يقول البعض ان كل الذين ذهبوا الي المقطم بلطجية وخارجون علي القانون -- و المؤكد ان ذلك ليس صحيحا , لانني اعرف اشخاصا كثيرين ذهبوا في هذا اليوم , تظاهروا وهتفوا ضد جماعة الاخوان وعادوا الي بيوتهم.
يقول البعض ايضا انه ليس من حق معارضي الاخوان التظاهر امام مقر الجماعة بالمقطم , لكن المنطق يقول انه من حق كل شخص او جماعة التظاهر في اي مكان طالما كان ذلك في اطار القانون , وبالتالي فمن حق اي اخواني او سلفي او جهادي التظاهر امام مقرات الدستور و التيار الشعبي و المصريين الاحرار , لكن ليس من حقهم حرق هذه المقرات.
واذا كنا ندين بشدة محاولات اقتحام مقر الاخوان بالمقطم او حرق بعض مقراتهم في محافظات مختلفة يوم الجمعة الماضي وقبلها , فعلينا ان ندين بشدة اعتداء حراس مقر مكتب الارشاد علي النشطاء و الاعلاميين يوم السبت قبل الماضي , ولا يصح باي حال من الاحوال التحجج بان المتظاهرين استفزوا الحراس.
التظاهر يرد عليه بالتظاهر , و الهتاف بالهتاف , الجرافيتي بالجرافيتي , و الحجر بالحجر , لكن ان يهتف شخص بشعار فيكون الرد عليه بالصفع و الركل و الضرب , فتلك وصفة جاهزة لتحويل الاحتجاجات الي معارك دموية.
نخرج من هذا الكلام البديهي و الذي يراه البعض مغرقا في المثالية , ونسال : هل كل المتظاهرين الذين ذهبوا الي المقطم يوم الجمعة الماضي كانوا يحتجون علي ضرب الصحفيين و النشطاء؟!.
الحقيقة ان الاعتداء الجبان علي الاعلاميين هو جزء هامشي من المشهد المحتقن , ولو لم يكن هناك هذا الاعتداء , فان المتظاهرين سوف يجدون عذرا آخر حتي يتظاهروا ضد ما يعتبروه سرقة للثورة واخونة للمجتمع.
من سوء الحظ ان الاخوان وبعض المتعاطفين معهم لا يرون الا جزءا من الصورة وهو مهاجمة مقرات الجماعة -- ومرة اخري وليست اخيرة : هذا ينبغي تجريمه , لكن لو انه توقف نظريا , فان كافة وسائل الاحتجاجات لن تتوقف لان افق السياسة يضيق يوما بعد يوم , و النتيجة الحتمية هي مزيد من التصعيد و الاحتقان.
في كل لحظة يتاخر الرئيس مرسي وجماعته عن طرح مبادرة سياسية جادة للخروج من الازمة , فانهم يصبون مزيدا من الزيت علي نار الوضع الملتهب , وشيئا فشيئا سنجد انفسنا امام صراع اكثر دموية.
اذا انتهت ازمة ضرب الصحفيين و النشطاء باعتذار الاخوان مثلا , سوف يجد معارضوهم مشكلة جديدة للتصعيد , تذكروا ان الخلاف بين الطرفين يعبر عن نفسه كل فترة بمشكلة جديدة , وهكذا.
الرئيس مرسي وجماعة الاخوان ومعارضوهم , عليهم ان يدققوا في مشاهد المقطم و السيدة عائشة وغيرها من الاماكن.
شهود عيان قالوا انهم راوا بعيونهم البعض في السيدة عائشة يهاجمون اتوبيسات علي الهوية بمعني انه عندما يكتشفون انه يقل اخوانيا يقومون بضربهم وحرق الاتوبيس.
وفي المقطم جرت حرب شوارع بكل ما تعنيه الكلمة من معني , ووصل الامر الي محاولة احراق متظاهرين , او محاولة قتلهم بالسيوف و السواطير.
غياب الحل السياسي يعني ان مثل هذه المشاهد ستتكرر وقد تتطور الي ما هو اسوا.
وعندما تقع الواقعة الكبري , لن يكون مفيدا وقتها الحديث عن المسئول.
الرئيس مرسي رئيس لكل المصريين وعليه واجب اقتراح حلول جادة للخروج من الازمة. عندما يتفق مع قادة الاحزاب و القوي السياسية سوف يعزل آليا البلطجية و الفلول و العملاء و المندسين وكل من يريدون خراب الوطن.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق