والمعلوم من الاحداث بالضرورة ان احدا لم يطلب من شفيق الخروج من مصر ولم يجبره علي ذلك , بل ان الجميع فوجئوا ذات صباح بان الجنرال و العائلة غادروا علي متن طائرة متجهة الي ابوظبي في جنح الظلام.
ومعلوم كذلك ان شفيق مطلوب في مصر للمحاكمة , وان طلبا رفع الي الانتربول لتسليمه ,
ورغم ذلك لا يستشعر شفيق اي تناقض مع نفسه , وهو يقول لصحيفة ' الانباء ' الكويتية حسب بيان موزع من حزب ينتسب اليه ' ان الاخوان ضد وجوده في مصر نظرا لمعرفتهم الجيدة بطبيعته الشخصية المقاتلة ' ثم في موضع آخر يقول انهم ' يحاولون القبض عليه او حجزه بالخارج لاطول فترة ممكنة ' .
وفي الحوار الكوميدي ذاته المليء بالمواقف المتخبطة بامتياز تقرا العجب العجاب , فهو ' هرب ولم يهرب ' علي طريقة ' قتلت وانقتلت ' فاذا كان وجوده في مصر مخيفا للنظام الحالي كما يدعي , فلماذا لا يعود من مهربه ويقود الكفاح ضدهم , خصوصا انه يزعم ان الساحة الثورية الآن لا تقاد بكفاءة , وهو المقاتل الشرس الكفؤ العنيد؟
واي مقاتل عنيد هذا الذي يختبئ في امثال شعبية مضحكة من عينه ما يسوقه في الحوار , فحين سالته المحاورة المعجبة بشخصيته ' الرائعة الهادئة ' وعرفته بانه ' القائد العام للقوات المسلحة ' هكذا مرة واحدة لماذا غادرت مصر هل خوفا من غدر الاخوان؟ ام هروب لانك ما تحملت النتيجة , ثم انت متاكد من نجاحك لم لم تتمسك بحقك وفضلت الهروب؟ رد شفيق المقاتل الصلب الشجاع بالآتي ' كثيرون سالوني هذا السؤال قالوا لي لماذا لم تعترض علي النتيجة وغادرت البلد -- في الحقيقة في اكثر من سبب -- ان اشرح لك السبب وعشان اقربها لذهنك لو كنتي نايمة وفجاة لقيتي حرامي يسرق من دولابك هل ينصح في الحالة دي انك تمثلي انك نايمة ومش شايفة الحرامي؟
وترد المحاورة : طبعا فيضيف شفيق و المثل يقول ' اديني عمر وارميني البحر ' .
فعلا -- انها اخلاق الفرسان و المقاتلين ان تتظاهر بانك نائم ولا تري ولا تسمع ولا تتكلم وتترك حقك ان كان لك حق وتهرب وتختبئ!
وفي الحوار بعيدا عن المضحكات الغزيرة اتهامات لواحد من شباب الثورة المرموقين بالفساد حيث تساله الصحيفة الكويتية ' تم حرق مقرك الانتخابي بالدقي علي يد المدعو عبدالفتاح -- وهو نفس الشخص الذي اتهم بتحريض الاقباط وفتنة ماسبيرو , تفتكر مين ورا الولد ده؟ ' .
فيرد الجنرال في ثقة : بيني وبينك البني آدم ده انا صنفته انه انسان فاسد يهم في ايه ولا يفرق معايا ايه مين بيحركه؟ ما دام هو اصلا انسانا فاسدا.
ويبقي اكثر ما يصيبك بالاسي امام هذه ' التشنجات الحوارية ' ان شفيق لا يترك فرصة الا ويلمح ويصرح بانه علي صلة عميقة بما يجري في الشارع المصري الآن , وان تنسيقا يتم بينه وبين رموز المعارضة -- وحتي الآن لم نسمع ان احدا من هذه الرموز القمه حجرا يسكته وينفي عن هذه المعارضة اشتمالها علي مكونات تنتمي لجنرال الثورة المضادة.
وعلي ذكر الامثال الشعبية يقال و الله اعلم ' ان السكوت علامة الرضا ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق