وقال المسلماني في المحاضرة التي القاها في كلية الهندسة بشبرا جامعة بنها , ضمن سلسلة محاضراته ' الجمهورية الثانية ' , وشهدها اكثر من 3 آلاف طالب , ' انا قادم من بيت العلوم السياسية الي بيت الهندسة و المسافة شاسعة بيننا وبينكم , ففي الوقت الذي تنهض به علوم الهندسة و الرياضيات و الطبيعة بالعالم , تهبط الايديولوجيا و السياسية بمصر ' .
واشار الي ان تعريف علم الهندسة باعتباره القدرة علي حل المشكلات يكاد يكون نقيضا لاداء الطبقة السياسية التي باتت مبدعة في انتاج المشكلات , كما ان التعريف الآخر لعلم الهندسة بانه ينهض علي تحويل المعلومات غير المفيدة الي معلومات مفيدة , هو ايضا نقيض اداء السياسة التي تحول المفيد الي غير مفيد.
وقال المسلماني , ان علوم الهندسة توصلت الي مائة علم , لكن السياسة علي الجانب الآخر غرقت في بحار الايديولوجيا و الانغلاق.
وابدي دهشته من ان الاسكندرية التي كانت عاصمة الرياضيات في زمن فيثاغورث , وعاصمة الهندسة في زمن اقليدس , باتت تعاني اخبار التصدع و التهدم لمنشآتها ومبانيها كل يوم , و تساءل : كيف تراجع البلد الذي علم العالم الهندسة و الرياضيات قبل 24 قرنا الي هذا الحد.
ثم تحدث مدير مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية , في المحاضرة التي شهدها عميد الكلية و الاساتذة , عن اعلي رقم جديد دخل علم الاقتصاد وهو الكوانتليون دولار , حيث لفت الي تكلفة ما يسمي ب ' مركبة نجم الموت ' , التي تتكلف 950 كوانتليون دولار.
و اضاف , لقد انتقل الفكر الاستراتيجي في العالم من نظريات الامن القومي للدولة , الي مفهوم الامن القومي للكوكب .
و اختتم المسلماني محاضرته , باعطاء الامل من نماذج النجاح في العالم , حيث لفت الي نموذج فيتنام التي خاضت 3 حروب , وورثت 2 مليون قتيل , و 3 ملايين جريح , و 12 مليون مشرد , و شعب يتهم بعضه بعضا بالعمالة لواشنطون و موسكو , و مع ذلك حققت المعجزة , وزادت صادراتها من 96 مليار دولار عام 2011 الي 109 مليارات دولار عام 2012 , في الوقت الذي كانت فيه مصر متعثرة في الصراخ السياسي , و العويل الاقتصادي.
وعقب المحاضرة , قام عميد كلية هندسة شبرا , بمنح المسلماني درع جامعة بنها , نيابة عن رئيس الجامعة , فيما قال المسلماني : ' ان الرسالة التي احملها لكم تتلخص في كلمة واحدة ' الامل ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق