تورط حركة حماس في هجوم رفح على الجيش نادر بكار



نادر بكار ... تريد ان تكشف غموضا يكتنف اي حادث او جريمة ؟ اذن عوِّد نفسك علي التفكير بالمنطق الاثير عند علماء النفس ' دوافع السلوك ' -- مَن المستفيد من وقوع حادث رفح؟ من المستفيد من اضطراب الوضع في مصر وخروجنا من ازمة الي اختها في سلسلة دوامات لا نعرف لها آخرا؟

ضع قائمة تملؤها بمن شئت . لكن من فضلك استثن منها غزة وحماس , ولا تسِر علي درب من يريدنا ان نلغي عقولنا ونقتنع بان حماس بعدما صار قادتها يُستقبَلون في القاهرة استقبال الابطال , وبعدما تنفس اهل غزة الصعداء او كادوا بفتح المعبر رغم انه مفتوح قبل مجيء مرسي ينقمون علي هذه النعم مرة واحدة ويقررون معاقبة انفسهم باياديهم . ولا تنسَ من فضلك ان حماس هذه لم تكن لتقدم علي فعلة شنعاء كهذه ابان جبروت النظام السابق واشتداد تنكيله بها.

واذا كان توجيه الاتهامات الآن اصبح يمارس بغير تروٍّ او تثبت فان البعض قد يدلي بدلوه هو الآخر ويقول : وما المانع ان يكون محمد دحلان متورطا مثلا؟ لا سيما وقد تعددت تقارير دولية محايدة تذكر ايواء الاجهزة الامنية المصرية محمد دحلان وبعض العناصر الخاضعة له بالولاء في مصر اثناء احتدام معركته مع حكومة حماس , بل ليس فقط ايواء وانما دعم واعداد ايضا.

من قرابة العام وجَّه لنا الصهاينة صفعة مدوية لا يزال صداها تردده الاجواء , فكلكم يذكر قتل جنودنا وقتئذ علي الحدود بايد اسرائيلية , ورغم ذلك اتي ردنا مترنحا كالذي يتخبطه الشيطان من المسّ , اذ لم تتخذ حكومة تسيير الاعمال المصرية وقتها ردا يرقي الي مستوي تطلعات شعبها , رغم ان الاعتداء كان صريحا لا يقبل تاويلا او صرفا عن معناه الفج المباشر -- وكتبت في حينها ان التفكير في ' غزة ' باعتبارها مشكلة مزمنة تجثم علي انفاسنا ونضيق بها ذرعا امرٌ درج عليه الكثيرون للاسف ابان عهد النظام السابق وامتد معهم حتي اللحظة الراهنة , ورغم ان ' غزة ' قد مثلت لاسرائيل عدونا الاستراتيجي خطرا خشيته كالموت او اشد خشية , فان نظام مبارك القاها لقمة سائغة للصهاينة بغير شفقة او رحمة , وظل القطاع صامدا يئن تحت زخات الرصاص ونيران المدافع السَّنة تلو السَّنة , وعملاء الصهاينة يابون حتي مجرد التنفيس بفتح المعابر , يعاونهم في ذلك جوقة من الاعلاميين , صورت ما يحدث علي تخومنا وكانه غزوٌ فلسطيني لسيناء.

اري ان ' غزة ' التي صُوِّرَت في الاعوام الاخيرة خنجرا مغمدا في خاصرتنا يمكن ان تتحول الي عمق استراتيجي لمصر . فيمتد نفوذنا شرقا بدلا من التخندق عند آخر حدود مدن قناة السويس وكاننا لم نبرح مكاننا قبل عام 1973 بعد -- يمكننا ان نضرب عشرات العصافير بحجر واحد , لكنه حجر من رامٍ حاذق متقن , فاذا كانت مشكلة الانفاق تؤرق مضاجعنا لان الامر لا يتوقف علي امداد اخواننا بالغذاء فحسب وانما يتعدي ذلك الي اضرار حقيقي بالوطن كتهريب البضائع و المخدرات و السلاح وغير ذلك . فلمَ لا نستفيد من الوضع القائم افضل استفادة ممكنة اقتصاديا؟ يمكننا ان ننعش اقتصادنا وكذا اقتصاد قطاع غزة باكمله اذا ما اتخذت القيادة السياسية قرارا جريئا بغلق كل الانفاق وتحويل معبر رفح الي منطقة تجارة حرة محدودة بين البلدين تزخر بصنوف السلع المصرية بدلا من اضطرار الغزاويين الي التهريب او الي تعاطي بضائع الصهاينة رغما عن انوفهم.

ليست هناك تعليقات :