الايام الاخيرة تشهد تصاعد تحركات واجتماعات لفلول المنحل لاستعادة تواجدهم علي الساحة السياسية عبر بوابة الانتخابات النيابية , وسط حرص واضح علي ان تجري تلك التحركات في سرية وبعيدا عن اعين الاعلام و القوي السياسية الاخري , تجنبا لتوجيه اي ضربات استباقية يمكن ان تجهض تلك التحركات , حيث تجري في منازل عدد من نواب الوطني المنحل في المحافظات لوضع الملامح النهائية لخريطة التنافس الانتخابي في مواجهة مرشحي القوي و الاحزاب الاسلامية وعلي راسها جماعة الاخوان المسلمين و التي يري كثير من رموز المنحل انها تواجه تدهورا واضحا في شعبيتها مع تصاعد الاحتجاجات علي حكم الرئيس محمد مرسي ومطالبة قوي المعارضة باسقاطه.
جولة في عدد المحافظات تكشف ذلك , و البداية من محافظة قنا بصعيد مصر و المعروفة بسيطرة القبائل و العائلات علي المشهد الانتخابي فيها , وتبدو بعض عائلاتها استقرت بالفعل علي مرشحيها ففي دائرة نجع حمادي التي توصف بانها ' دائرة الدم و النار ' , لما شهدته في عدة دورات انتخابية من معارك دامية راح فيها العشرات من الضحايا بين قتلي ومصابين , ومن ابرز نواب الدائرة القيادي السابق بالحزب الوطني المنحل عبدالرحيم الغول , و الذي اعلن في ديوان عائلته بان قانون الانتخابات الجديد لا يمنعه من خوض الانتخابات القادمة لخوضه انتخابات عام 2005 كمستقل وليس كمرشح للحزب المنحل , لكنه اعلن لهم في الوقت نفسه انه فضل ان يدفع بزوج ابنته احمد عباس مدير عام مركز شباب نجع حمادي واحد ابناء قبيلة العرب , فيما قال عباس انه سيخوض الانتخابات القادمة بناء علي مشاورات بين كبار العائلة بالتنسيق مع العائلات من اهل المنطقة و التي ساندت الغول لما يقرب من 40 عاما.
نائب سابق هو هشام الشعيني تردد انه سيخوض الانتخابات بنفسه ولن يدفع باحد اقاربه لخوضها , خاصة انه خاض انتخابات 2010 كمستقل.
وفي محافظة اسوان , يسعي النائب السابق ' جابر عوض ' الي الدفع بابن اخيه ' ياسر عوض ' بدائرة ادفو لمواجهة المرشح الاخواني شحات عبدالله عمر احمد و الذي سبق وان اقصي ' جابر ' من سباق انتخابات 2012 , وياتي اختيار ' ياسر ' بديلا عن عمه بعد اجتماعات مكثفة مع رؤوس العائلة داخل فيلا ' عوض الاكبر ' بادفو , فيما يسعي النواب السابقون عن الوطني المنحل باسوان : محمد الشروني , ومحمد سليم , ومحمد صلاح زايد , وحسين معوض الي الدفع بذويهم لخوض الانتخابات القادمة , ولم يتم حتي الآن الاتفاق علي الاسماء البديلة لهم من افراد قوميتهم وقبائلهم.
من الصعيد الي الدلتا حيث تشهد محافظة الشرقية , مساعي مكثفة من قبل رؤوس عائلات نواب الوطني السابقين : اباظة ومشهور و السويدي وجير الله و الطحاوي بهدف اختيار وجوه شابة من ابنائهم او ابناء عائلاتهم ممن يتمتعون بقبول شعبي في دوائرهم لخوض الانتخابات المرتقبة , ففي عائلة اباظة اكدت مصادر مطلعة ان النائب السابق فؤاد اباظة عن دائرة ابوحماد يعتزم ترشيح ابنته ' يسرا ' لخوض الانتخابات فرديا , وفي دائرة مينا القمح يطرح ' حسين اباظة ' عميد عائلة اباظة ونائب الشوري السابق اسم ابنه ' وجيه ' لخوض المنافسة امام النائب المخضرم ' عبدالرحمن المشهور ' وهو من ابرز نواب دائرة منيا القمح و التي احتفظت بكرسي البرلمان لعدد كبير من الدورات القمح و الذي يعتزم هو الآخر * بحسب مصادر _ ترشيح ابنه ' خالد ' الذي ظهر في السنوات الاخيرة بالدائرة عبر مساعدة و الدته ومشاركته في عقد جلسات الصلح كما بدا نائب دائرة منيا القمح ' نايف جير الله ' في طرح اسم شقيقه الاصغر ' فيصل ' و الذي سبق ان ترشح في الانتخابات 2012 ولم يحالفه الحظ.
نائب الشوري عن دائرة ديرب نجم ورجل الاعمال الشهير ' زكي السويدي ' بدا هو الآخر في طرح اسم ابنه المهندس ' محمد ' لخوض الانتخابات , حيث يظهر الاخير حاليا في المناسبات الاجتماعية المختلفة وقام بتعليق لافتات التهنئة لاهالي الدائرة بمناسبة المولد النبوي , فيما تسعي عائلة ' الطحاوي ' بمركز الحسينية الي الدفع باحد ابنائها لشغل مقعد الدائرة الذي احتفظت به لعدة دورات وكان آخر نوابها العميد مشهور الطحاوي في برلمان 2010.
وفي القليوبية يستعد الدكتور محمد عطية الفيومي رئيس المجلس المحلي السابق واحد اقطاب الحزب الوطني المنحل وابن عطية الفيومي اشهر رموز المنحل بالمحافظة لخوض الانتخابات القادمة واستكمال مسيرة عائلته البرلمانية , حيث شغل و الده عضوية البرلمان لنحو 35 عاما , وخلفه ابنه الدكتور السيد الذي شغل عضوية البرلمان عن دائرة طوخ لدورتين وكان وكيلا للجنة التعليم بمجلس الشعب.
واشاع الفيومي ' الابن ' وانصاره لفترة انه سيخوض الانتخابات علي قائمة حزب المؤتمر الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عمرو موسي , فيما يدرس الموقف حاليا بعد مقاطعة ' المؤتمر ' للانتخابات تنفيذا لقرار جبهة الانقاذ.
في الاسكندرية , يبدو المشهد الانتخابي مختلفا حيث يجري تنسيق بين قيادات اخوانية واخري بالحزب الوطني المنحل قبل خوض الانتخابات القادمة , وذلك بهدف السيطرة علي مقاعد دوائر غرب الاسكندرية ' العامرية وبرج العرب وكينج مريوط ' بعد الهزيمة الساحقة للقيادي بالحرية و العدالة حمدي حسن في الانتخابات الاخيرة وسيطرة التيار السلفي علي تلك المناطق التي تسيطر عليها قبائل اعراب كانت معروفة بانتمائها للوطني المنحل في النظام السابق , وتؤكد مصادر مطلعة ان اجتماعا سريا جري مؤخرا بين القيادي الاخواني حسن مالك من جانب وقياديي الوطني السابقين بالعامرية عبدالمنعم راغب ضيف الله وشقيقه سعداوي وذلك لتنسيق المواقف في مواجهة سيطرة السلفيين علي تلك المناطق , فيما يمتد التنسيق الاخواني مع رموز الوطني المنحل وعناصر الصف الثاني المقربة منهم يمتد الي دوائر اخري بالاسكندرية , وخاصة تلك التي انخفضت بها شعبية الجماعة بشكل واضح , ويجري التركيز علي العناصر التي لا يوجد لها ارتباط معلن ورسمي بالحزب المنحل ولهم شعبية في الشارع السكندري. فيما تشير التوقعات الي اعتزام قبيلة ' الدواغرة ' بشمال سيناء ذات الاصوات الانتخابية الاكثر عددا طرح ابنها النائب السابق ' سلامة الرقيعي ' , و الذي فاز مستقلا في دورة عام 2005 ومستقلا ايضا في دورة 2010 , ثم انضم لاحقا للحزب الوطني قبل ان يتم حل مجلس الشعب وفي برلمان الثورة خاض الرقيعي الانتخابات مرشحا عن حزب ' الاصلاح و التنمية ' وفاز بعضوية المجلس , لتشير التوقعات مجددا الي ان يدفع الحزب به علي قائمته في الانتخابات القادمة. وترجح كفة ترشيحات قبيلة ' الفواخرية ' الدفع بابنها مرشح الوطني السابق في برلمان 2010 ' احمد القصلي ' لخوض الانتخابات علي راس قائمة مستقلة , فيما تتواصل المشاورات بين ابناء قبيلة ' السواركة ' حول اعادة طرح اسم النائب السابق عن الحزب الوطني في برلمان 2010 ' الدكتور سليمان فرادة ' و الذي يحظي بشعبية في قري شرق العريش , وفي المقابل تعد كتلة سياسية تطلق علي نفسها اسم ' سيناء المستقبل ' وتضم رموز الحزب الوطني السابق , واعضاء المجالس المحلية لطرح احد اعضائها علي راس قائمة مستقلة , وتشير التوقعات الي اسم القيادي في العريش ' الدكتور حسام رفاعي ' الذي يحظي بشعبية واسعة.
منطقة القناة وعلي انشغالها باحداث العصيان المدني فان الانتخابات القادمة لا تبدو بعيدة عن اهتمامات رموز الوطني المنحل , وتاتي الاسماعيلية علي راس محافظات القناة التي تدور فيها الترتيبات الانتخابية وشهدت الفترة الاخيرة لقاءات تمت بين رؤوس العائلات و القبائل في كل من القنطرتين شرق وغرب ومدينة فايد و التل الكبير حيث تم الاتفاق بين القيادات السابقة للمنحل علي طرح وجوه وعلي راسهم المهندس محمود عثمان وحسين الاسود , في الدائرة الاولي و التي تضم مدينة الاسماعيلية ومركز الاسماعيلية وفي الدائرة الثانية و التي تضم فايد و التل الكبير و التي كان يمثلها عن الحزب الوطني شحاتة البعلي وصلاح عبدالعزيز و الدائرة الثالثة كان يمثلها عادل عبدالغني وعادل خالد. وبعد ضم القنطرتين وابوصوير في القانون الجديد للانتخابات اصبحت الاسماعيلية دائرة واحدة تضم 4 مرشحين علي القائمة واثنين علي الفردي ليصبح العدد 6 مرشحين علي مستوي المحافظة واشارت المصادر الي ان محمود عثمان ياتي علي راس الاسماء المرشحة لخوض الانتخابات في حالة عدم تطبيق قانون العزل علية لانة مثل الحزب الوطني في دورة واحدة وهي 2010 , اما في حال عدم ترشحه فيعد العثمانيون للدفع بالمهندس احمد عثمان بعد اعتذار الدكتور اسماعيل عثمان رئيس المجلس المحلي للمحافظة فبل الثورة.
في محافظة البحر الاحمر التي يسيطر عليها الطابع القبائلي , تؤكد مصادر ان قبيلة البراهمة و التي تعد من اكبر قبائل المحافظة , ومثلها في البرلمان لاكثر من دورة سابقة عضو الوطني السابق محمد عبدالمقصود تستعد للدفع بخالد البدري ابن شقيق عبدالمقصود لخوض الانتخابات , فيما تبحث قبيلة الاشراف الدفع باحد شبابها من الذين يتمتعون بقبول شعبي في الشارع , وتبرز العديد من الاسماء وبينها حسني ابوبكر , ومصطفي العباسي , ومنتصر مبارك.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق