بكاء و عويل دفاعا عن سارق أموال الدولة ساويرس



فراج اسماعيل ... مناحة منصوبة في مصر هذه الايام علي نجيب ساويرس لسعي الدولة الي الحصول منه علي ضرائب مستحقة تقدر ب14 مليار جنيه. النائحون يحاولون خلق ' عقدة ذنب ' تجاه من يصفونه برجل الاعمال الوطني الذي يواجه انتقام نظام غاضب من موقفه السياسي وحملات محطته التليفزيونية on tv.
نجيب ساويرس ظهر باكيا علي قناة دريم قائلا ان ابتعاده عن مصر مؤلم له ولاسرته واولاده , وان عودته غير قابلة للمساومة , لكنه يستشعر عدم الثقة للمثول امام النائب العام الذي عينه مرسي.


الجنازة او المناحة تحولت لمشهد عبثي بمتطوعين للندب و الحرجلة وشق الجيوب. تمثل ذلك في تصريحات محذرة من كارثة اقتصادية لكبار السياسيين المعارضين وبعض ممن يقال عنهم خبراء اقتصاد.


اجدني مضطرا للعودة الي اواخر عام 2009 حين تهرب نجيب ساويرس من دفع ضرائب قيمتها 600 مليون دولار نظير التحويلات المالية التي قام بها للخارج فرع شركة اوراسكوم تيليكوم المعروف باسم ' جازي ' . الجزائر لا يحكمها رئيس ذو خلفية اسلامية ولا يقوم علي قضائها نائب عام عليه اعتراضات.


في 5 ديسمبر 2009 صرح رئيس الحكومة احمد اويحيي بانه لن يسمح للشركة المصرية بتحويل اي مبلغ للخارج ما لم تدفع المستحقات الضريبية وتصفي وضعيتها مع ادارة الضرائب , مشددا علي ان الحكومة تساهلت في البداية مع هذه الشركة احتراما للعلاقات مع مصر.


شركة اوراسكوم تيليكوم كانت تملك مع مستثمرين جزائريين 96 في المائة من شبكة المحمول ' جيزي ' التي وصل عدد مشتركيها وقتئذ 15 مليون شخص.


سيرد النائحون بانه تعرض لمؤامرة بسبب اللقاء الكروي الشهير بين البلدين , الا ان مصدرا حكوميا جزائريا استبق ذلك بتصريح لصحيفة القدس العربي عام 2009 اكد فيه ان نجيب ساويرس يريد استغلال الازمة لحل مشاكله مع الضرائب و التي كانت قائمة قبل المباراة بعدة اسابيع -- ' انه يريد ان يخلط الامور للايحاء بانه ضحية انتقام من الضرائب ' . وقال : ان الحكومة الجزائرية فطنت مؤخرا الي ان ساويرس كان يخرج من الجزائر حوالي 1.8 مليار دولار سنويا كارباح , واكتشفت انه كان يتهرب من الضرائب.


واعرب المسئول نفسه حسب صحيفة القدس العربي عن اسفه من الطريقة التي يرد بها نجيب ساويرس الجميل للسلطات الجزائرية التي منحته اول رخصة للهاتف المحمول وليس الثانية مثلما هو مشاع , ووفرت له حماية غير مسبوقة , ومنحته كل التسهيلات , فقد اعطت الافضلية لشركة اوراسكوم , في حين بقيت شركات القطاع العام الجزائرية معطلة لمدة سنتين قبل ان تنطلق في العمل , ولكن بعد ان كانت الشركة المصرية قد التهمت السوق بدون منافس.


لا ننسي ما نشرته صحيفة ' معاريف ' الاسرائيلية في وقت سابق ان ' وزير الدفاع ايهود باراك وزوجته حصلا علي رشاوي وعملات مقابل التوسط لانجاح صفقة لمصلحة ساويرس يحصل بمقتضاها علي 10 في المائة من اسهم شركة الاتصالات الاولي في اسرائيل ' . 


اوراسكوم * حسب الصحيفة * ارادت ان تزيد حصتها في راسمال شركة ' هتشيسون ' الصينية التي تمتلك 51 في المائة من شركة برتيز الاسرائيلية. مكتب باراك اصدر بيانا يعترف بتوسطه ولكنه نفي ان يكون قد حصل علي مقابل ماديٍّ او عمولات.
بالنسبة لازمته الاخيرة فقد نشرت صفحة ' احنا كمان بنهزر يا ساويرس ' علي موقع التواصل الاجتماعي ' فيس بوك ' صورا لثلاثة مستندات كحلقة اولي تضم كشوف حسابات شركة اوراسكوم للانشاء و الصناعة. وتكشف هذه المستندات عن عدم سداد الضرائب المستحقة عليها لعام 2007 , حيث جاءت خانة الضرائب فارغة دون وجود ارقام , وبلغت المبالغ التي لم يسدد ضرائب عليها 66 مليارا و621 مليونا و261 الفا و386 جنيها مصريا , لم يدفع عنها ضرائب وصلت الي 14 مليار جنيه.


النائحون يقولون انها رسالة سلبية ومخيفة للمستثمرين الاجانب -- وحزب نجيب ساويرس المعروف باسم ' المصريين الاحرار ' اتهم نظام الرئيس مرسي بالبدء في سياسة جباية فجة لانقاذ اقتصاد منهار , فبماذا نصنف مطالبة الدولة الجزائرية عام 2009 بحقوقها من ساويرس؟!


قوة ' الميديا ' التي يملكها ساويرس او يمولها بشكل غير مباشر او متحالفة معه لكونها تعود لرجال اعمال يتهددهم المصير نفسه , حولته الي ضحية وطنية كافحت من اجل رفعة بلادها وخلق نظام ديمقراطي وساهمت بقوة في اقتصاد قوي , مع انه لم يكن للاقتصاد القوي محل من الاعراب في عهد مبارك , الا اذا كان يراد به اقتصاد الهلب و النهب الذي استفادت منه مجموعة من رجال الاعمال محصنين بسلطة مستبدة.

ليست هناك تعليقات :