وقالت الصحيفة في البداية , ان محمد مرسي اول رئيس منتخب ديمقراطيا قد علق في عاصفة سياسية , فثقل التوقعات التي خلقتها الثورة في مصر , و المطالب بنتائج سريعة , و الدور المحتمل لعناصر النظام السابق , تشعل التوتر باستهداف القيادة الاسلامية المنتخبة , بما شكل ضغطا كبيرا علي سلطة الدولة المصرية.
واضافت الصحيفة , انه علي الرغم من التحديات الهائلة , الا ان مرسي بدا واثقا من نفسه ويمتلك قدرا هائلا من ' وضوح الرؤية ' , كما انه يجمع بين المبدا و البرجماتية , ولديه طموح كبير لتحويل مصر الي دولة متقدمة يمكن ان تلعب دورا مؤثرا في المنطقة وخارجها.
وتحدث مرسي في المقابلة عن تطلعاته لمستقبل العلاقات مع الهند , كما تطرق الي الاوضاع الداخلية في مصر و العلاقات مع ايران ودول الخليج.
وقال الرئيس بداية انه يحمل آمالا كبيرة , وتوقع ان تكون تلك العلاقات علي قدر كبير من الاهمية في السنوات القادمة , واضاف ان الجذور التاريخية للتجربة الهندية , ولاسيما التجربة السياسية و الديمقراطية منذ الخمسينيات , تجعله حريصا للغاية علي بناء هذه العلاقة , وتطوير شراكة حقيقية حتي يفيد كل طرف الآخر , وهذا هو الهدف الاساسي لزيارته.
واكد الرئيس مرسي علي ادراكه التام بنجاح التجربة الهندية في مجالات التعليم وتكنولوجيا المعلومات , ومكافحة الفقر و الصناعات الصغيرة و الالكترونية , وقال انه يتطلع بشغف للتفاعل القادم مع التركيز علي نقل التكنولوجيا الهندية , واضاف انه لا يستطيع ان يفوت الفرصة لتوجيه الشكر للشعب و الحكومة الهندية علي دعمهم القوي للثورة المصرية.
وتحدث الرئيس عن مشروع النهضة , و الدور الذي يمكن ان تلعبه دول مثل الهند و البرازيل و الصين لتحقيق رؤية هذا المشروع , وقال مرسي ان مشروع النهضة يغطي جوانب عدة مثل تعزيز القيم الديمقراطية و العدالة الاجتماعية , وتمكين منظمات المجتمع المدني مثل المنظمات غير الحكومية و النقابات و الاتحادات العمالية.
وفي المجال الاقتصادي , قال ' ان لدينا خططا قوية للغاية علي المدي القصير و المتوسط و الطويل ' , واكد الرئيس علي اهتمام مصر العميق بالانضمام الي تجمع البريكس ' البرازيل , روسيا , الهند , الصين , وجنوب افريقيا ' ليتحول الي ' اي_ بريكس ' وذلك عندما يتم تحريك الاقتصاد الوطني.
واشاد بالاقتراح الخاص بانشاء بنك البريكس الذي سيدعم الدول لتحقيق معدلات نمو اعلي , وليكون بمثابة دور مكمل لصندوق النقد و البنك الدوليين و المؤسسات المماثلة.
وسالته الصحيفة : هل يمكن ان تعطينا لمحة عن مدي مشروع النهضة , فرد قائلا : ' اننا نتحدث عن مشروعات ضخمة واستثمارات اضافية تقدر بحوالي 200 مليار دولار. تغطي تنمية محور قناة السويس. في الوقت الحالي , 20 في المائة من التجارة العالمية تتدفق عبر القناة , ونريد ان نزيد هذه النسبة بشكل قوي , ونعمل علي تطوير مدن القناة , السويس و الاسماعيلية وبورسعيد , باعتبارها المحور الاستراتيجي للتجارة العالمية.
في الصناعة , لدينا مشروعات في الاسماعيلية. ونحو شرق سيناء , لدينا الرؤية لبناء وادي سيلكون جديد مثل الموجود في كاليفورنيا. و الهند بالطبع متقدمة في مجال تكنولوجيا المعلومات , ونامل ان نستفيد منها. ومن المشروعات الكبري الاخري تطوير برودباند وهذا سوف يتم تنفيذه مع تطوير قناة السويس. اننا نتحدث عن التواصل مع الشركات الهندية التي تعمل في منطقة الخليج للعمل معنا علي تطوير مجال الخطة الاساسي. ولدينا مشروعات اخري كبري في مجالات الزراعة. وحتي الآن , كل الصناعات في مصر لها طبيعة تجميعية مثل السيارات , ونتطلع لان يكون لدينا مشروعات اكثر تكاملا من البداية وحتي النهاية.
ولذلك فمن المهم الاستفادة من الدول التي لها تجارب استثنائية في التحول من الفقر و المصاعب الاقتصادية الي الاستقرار و الرخاء , مثل الهند و البرازيل وسنغافورة.
وردت الصحيفة الهندية علي ما قاله ' مرسي ' قائلة : ' من خلال ما قلت وهو متاح في المجال العام , فانك عندما يتعلق الامر بالتصنيع الثقيل , تنظر الي الصين , لكن عندما يتعلق بالمؤسسات الصغيرة و المتوسطة فان الهند تكون مناسبة , كما انك تفكر في ان تلعب الهند دورا في قطاع تكنولوجيا المعلومات؟ فهل هذه هي الطريقة الصحيحة لتفسير رؤيتك؟
اجاب ' مرسي ' بالايجاب , مضيفا ان الهند متقدمة ايضا في مجال الصناعات العسكرية , ويجب ان يكون هناك علاقة فريدة في هذا المجال.
وتحدث الرئيس ايضا عن حركة عدم الانحياز , التي تشارك الهند فيها , وقال انه اكد خلال المؤتمر الاخير للحركة في طهران علي اهميتها وحاجتها لان تصبح اقوي وتحدث توازنا مهما , وتؤكد علي السلام الشامل في العالم اليوم , مشيرا الي ان اهداف الحكم العالمي لن تتحقق الا عندما يكون هناك امن وسلام لكل الدول المشاركة في ادارة شئون هذا العالم.
وردا علي سؤال عن العلاقات بين مصر وايران بعد تبادل الزيارات بينه وبين رئيسها محمود احمدي نجاد , وما اذا كان هذا يعني تطلع مصر لمنع صدام شيعي سني في المنطقة , قال مرسي , انه لا يوجد ما يسمي بالصراع السني الشيعي. فهناك دين واحد وهو الاسلام , لكن هناك فقط تنوع , يعود ربما الي المفاهيم الخاطئة وبعض الخلافات حول نقاط الفهم او المواقف السياسية , وقال نحن حريصون علي علاقتنا مع ايران مثلما هو الحال مع جميع الدول. وبينما تتقدم ايران في مجالات محددة , الا انها تواجه تحديات , ومصر ايضا تواجه تحديات , الا اننا نتطلع للحفاظ علي علاقات قوية مع ايران , لكنه استدرك قائلا انه لا مجال لان يضر هذا بعلاقتنا مع دول اخري او مصالحها , فلدينا علاقات طبية مع الدول العربية , ولاسيما دول الخليج , وهم اشقاؤنا ومن المستحيل ان تؤثر علاقتنا بطهران علي علاقتنا باشقائنا. بل علي العكس , فان مصر حريصة علي تقوية علاقتها مع دول الخليج.
وطرحت ' الهندو ' علي الرئيس مرسي سؤالا يتعلق بما اذا كان يجد نفسه في وضع جيد للتوسط للحد من التوترات في المنطقة , في ظل علاقات مصر الودية مع ايران و الخليج؟ فاجاب : نعم نحاول ان نفعل ذلك , وهذا واضح جدا فيما يتعلق بجهودنا في سوريا , متحدثا عن اللجنة الرباعية التي تضم ايران و السعودية , وقال ان مصر تلعب دورا محوريا في التقارب بين جميع الاطراف , وسنستمر في لعب هذا الدور لمنع الانقسامات المتعلقة بالوضع في المنطقة. كما ان الازهر يلعب دورا مهما في هذا الشان لانه رائد الاعتدال في الاسلام , ولديه ايضا علاقات استثنائية مع هذه الدول.
وختمت الصحيفة مقابلتها مع مرسي بسؤال عن الاوضاع الداخلية في مصر , وما اذا كانت قد تغلبت علي الثورة المضادة واسباب الاضطرابات المستمرة وخطة الرئيس للتغلب عليها.
وقال مرسي ان الثورة المصرية كانت هائلة , ومضي عامان وشهران , وكانت هذه مرحلة الانتقال. هناك تطلعات وتحديات هائلة , لكن في نفس الوقت هناك البعض الذين لا يريدون تحقيق اهداف الثورة.
واعترف مرسي بوجود مشكلات , لكنه قال انه يتعامل معها , وقال ان المرحلة الاخيرة ستكون الانتخابات البرلمانية , ومنها سنكون قادرين علي تحقيق الاستقرار ومواصلة تحقيق الاهداف و المصالحة بين كل طبقات وقطاعات الشعب المصري , وسيحدث هذا في الاشهر القليلة القادمة , وهناك ثمن يدفعه الناس للحصول علي الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية , وما تخوضه مصر الآن هو جزء من دفع الثمن , و الشعب المصري قادر علي عبور هذا و التغلب علي هذه المرحلة الصعبة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق