تقول هذه السيدة في رسالتها انه يفترض ان هناك 48 في المائة من الناخبين صوتوا لاحمد شفيق في انتخابات الرئاسة , يضاف اليهم اصوات اخري يمكن للمعارضة الحصول عليها , فما الذي يدفعهم للمقاطعة وعدم مواجهة جماعة الاخوان بنفس طريقة لعبها التي تمارسها كل مرة وهي المشاركة حتي وهي تعرف ان الحزب الوطني سيزور الانتخابات في كل مرة قبل الثورة؟!.
كلام هذه السيدة نظريا يبدو منطقيا لان الاصل في العمل السياسي هو المشاركة وليس المقاطعة , و الوصول الي الناس ودخول البرلمان و المحليات للوصول الي السلطة لتنفيذ البرامج , وليس فقط المعارضة عبر الوسائل الاحتجاجية.
طبعا لدي جبهة الانقاذ منطق آخر يقول انها يئست من سياسات الرئاسة و الجماعة وليس امامها بديل الا المقاطعة حتي تنزع عنهم اي مشروعية سياسية.
لكن هناك منطقا ثالثا بين المشاركة الكاملة بلا شروط كما يتمني الاخوان و المقاطعة الشاملة كما يريد صقور جبهة الانقاذ.
هذا الطريق الثالث يتمثل في المزج بين النقيضين , اصحاب هذا السيناريو يقولون ان المقاطعة الشاملة ستعني ترك الملعب كاملا امام الاخوان كي ينفذوا خطتهم , ويتفقون في ان المشاركة بلا شروط تعني ' الانبطاح الكامل ' واعطاء مشروعية سياسية للحكومة من دون الحصول علي اي ثمن سياسي.
وبالتالي يمكن بذل كل جهد عبر المشاركة من دون اسباغ المشروعية السياسية , بمعني ان المشاركة ستعطي كوادر المعارضة فرصة للممارسة السياسية الجادة , وربما تؤهلهم في المرة القادمة للوصول الي الحكم , عندما يكتشف الناس ان برامج الاخوان بلا مضمون طبقا لكلام المعارضة.
ويستند اصحاب الطريق الثالث الي ضرورة ان تستعد المعارضة ببديل جاهز ومفصل او ' الخطة ب ' حيث يمكن ان تستجيب مؤسسة الرئاسة فجاة لمعظم مطالب المعارضة , بما فيها تشكيل حكومة انقاذ وطني او ابعاد الوزارء المحسوبين علي الاخوان من الوزارات و المؤسسات ذات التماس بالانتخابات كي تقول للناس لقد استجبت لكل مطالبهم لكنهم يصرون علي المقاطعة لانهم بلا جماهيرية.
تقديري المتواضح انه في السياسة لا يوجد موقف ثابت ودائم علي طول الخط , بل هناك رؤية مبدئية تصاحبها قرارات ومواقف متغيرة طبقا للتطورات السياسية , ودليلنا علي ذلك هو الخلاف بين حزبي النور مع جماعة الاخوان ومؤسسة الرئاسة رغم انهما ينتميان لنفس المعسكر الاسلامي.
معظم قادة جبهة الانقاذ زملائي وبعضهم اصدقائي , ولا استطيع ان ازايد عليهم او اعطيهم دروسا , لكن اتمني ان تكون لديهم بدائل جاهزة لاي قرار يتخذوه.
عليهم ان يفكروا في سيناريو مفاده ان مقاطعتهم قد يترتب عليها توسع حزب الحرية و العدالة في عملية الاخونة , وعندما يفيقون من غفوتهم يكتشفون ان الامر يشبه سياسات الاستيطان و التهويد الاسرائيلية في الارض المحتلة , كل يوم يمر تزيد وتتفاقم , ويلوم الفلسطينيون و العرب انفسهم لانهم لم يقراوا الواقع جيدا ويتعاملوا معه كما ينبغي.
مرة اخري لا اطالب الانقاذ بتغيير موقفهم المقاطع فربما كان لديهم اسباب ومبررات لا اعرفها , لكنني فقط اطالبهم بان تكون البدائل واضحة و مضمونة , حتي لا يتفاجئوا بان الشعب نسيهم وصاروا مثل الهنود الحمر !
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق