قصص خلفها قرار مرسي العشوائي بخصوص الدولار أحمد منصور



استوقفني ضباط الجمارك في مطار القاهرة و قالوا لي : نريد ان نتحدث معك في امر مهم . اعتقدت في البداية انهم سوف يتحدثون معي بشان المطالب الفئوية التي يتعجلها كثير من المصريين , لكن رئيس الوردية قال لي : نحن في مازق انساني و اخلاقي و مهني و في نفس الوقت شديد . بسبب القرار الرئاسي الاخير بشان الدولار , قلت له : ما طبيعة هذا الماز ق؟ اخرج من جيبه صورة ضوئية للقرار الرئاسي المتعلق بمصادرة اي مبالغ تزيد علي 10 آلاف دولار مع اي مسافر او قادم الي مصر , ثم قال لي : هذا القرار فيما يتعلق بالمسافرين يعتبر عاديا و كان موجودا من قبل و هو يساعد في الحفاظ علي رصيد الدولار الرسمي و يمنع تهريب العملة , لكن المشكلة او الجديد في الامر هو تطبيقه علي القادمين , و هذا معناه انك تمنع وصول العملة الصعبة مع القادمين و تزيد من ازمة الدولار و تصادر اموال الناس بغير حق , فكثير من المصريين العاملين في الخارج , لا سيما البسطاء من الناس , يجمعون اموالهم طوال العام ثم ياتون بها نقدا معهم ثم يفاجَاون بنا نصادرها حينما تزيد علي 10 آلاف دولار , و قد وقعت مآسٍ كثيرة خلال الفترة الماضية بسبب هذا القانون العشوائي و غير المدروس الذي يطبق علي جميع القادمين من كل الجنسيات , و علي سبيل المثال لا الحصر , احد القادمين الخليجيين جاء يحمل معه زكاة ماله و كانت تزيد علي 100 الف دولار و قال لنا : لقد تعودت كل عام ان آتي الي مصر بمثل هذه المبالغ التي هي زكاة مالي حتي اوزعها علي الفقراء بنفسي , و قد درست في مصر و ادين بالولاء لاهلها , و هذا اقل ما يمكن ان اقدمه , انتم الآن تصادرون زكاة مالي و تمنعونني من فعل الخير بحجة تطبيق القانون , اي قانون هذا الذي يمنع الناس من فعل الخير؟ كما اني اجلب لكم المال و لا اهربه , وقعنا في حرج شديد مع الرجل لكننا قلنا له : نحن في حرج شديد بين فعلك النبيل و مالك الحلال و بين القرار الذي اصدره رئيس الجمهورية و نحن ملزمون بتطبيقه -- هذه قصة .


قصة اخري لمصري من البسطاء من الناس جمع كل شقاه و غربته و كان معه 30 الف دولار نقدا , عثرنا عليها حينما فتشنا حقائبه , قلنا له القانون لا يسمح لك الا بدخول 10 آلاف و يجب ان نصادر 20 الفا , و بالفعل صادرنا المبلغ و كاد الرجل يصاب بسكتة قلبية و هو يري شقي عمره يصادَر بسبب عشوائية القرار الرئاسي الذي لعب دورا كبيرا في شح الدولار و مصادرة اموال البسطاء من الناس .

قصة اخري لرجل اعمال مصري تعاقد مع رجل اعمال اردني علي اعمال و انجز المصري اعماله و جاء الاردني يحمل اموال المصري و كان المصري ينتظره بالخارج , حينما وجدنا معه ما يزيد علي 10 آلاف دولار صادرنا المبلغ فخرج الرجل و ابلغ المصري الذي كان ينتظره في الخارج و قال له : اموالك لدي المصريين , صادروها. فاستغرب المصري وسالنا فاخبرناه بحقيقة الامر -- خرج المصري عن شعوره و اعصابه و لعن الرئيس و الدولة و الحكومة و مصر و ما فيها و من فيها , و كاد يكفر بالله .

قصة اخري لسوري جاء هاربا من سوريا مع عائلته و معه حوالي 50 الف دولار يتعيش بها مع اهله , فوجئ بنا نصادر ما زاد منها علي 10 آلاف دولار , كاد الرجل يصاب بالجنون و قال لنا : هذا كل ما املك و اسرتي و جئت هاربا الي مصر لتؤويني لا لتستولي علي رزقي و رزق اولادي , كنا في حرج بالغ لكننا نطبق القرار الذي اصدره الرئيس .

استانف رئيس الوردية كلامه قائلا : هل تريد المزيد من القصص ام ترفع شكوانا هذه لرئاسة الجمهورية حتي تلغي هذا القرار الجائر فيما يتعلق بالقادمين , و ان تسمح لكل من يريد ان يدخل اموالا الي مصر ان يدخلها ايا ما كان حجمها , اما المسافرون فليفرض عليهم الا يتجاوز حدهم 10 آلاف دولار ؟ قلت له : لماذا لم ترفعوا شكواكم لمدير الجمارك و وزير المالية ؟ قال : لقد رفعناها و علمنا ان وزير المالية قد خاطب الرئاسة بالفعل , لكن الرئاسة دائما متاخرة في اتخاذ القرارات الصائبة . قلت له : اعدكم ان اكتب هذا و آمل ان يصل الامر للرئاسة لالغاء هذا القرار فورا , ليس هذا فحسب بل يجب رد كل تلك الاموال التي صودرت الي اصحابها . لانها اموال سحت اُخذت دون وجه حق , و الا فليتحمل الرئيس مرسي وزرها امام الله و امام الناس و التاريخ .

ليست هناك تعليقات :