تصريحات شوبير التي يكشف فيها عن استخدام مجموعات الالتراس للاعتداء علي بعثة المنتخب الجزائري الشقيق خلال تواجده بالقاهرة في اواخر اكتوبر ٢٠٠٩ لخوض مباراة التاهيل لكاس العالم , تشير الي ان عارا سياسيا واخلاقيا مارسته القيادة السياسية , واشرفت عليه ورعته قيادات الامن و الرياضة في ذلك الوقت.
يتحدث شوبير في برنامجه التليفزيوني عن ' اشتراك الالتراس في رشق حافلة المنتخب الجزائري , خلال التصفيات الافريقية السابقة المؤهلة لكاس العالم 2010 , حيث اكد انه سبق الواقعة اجتماع ما بين قيادات اتحاد الكرة المصرية وبعض قيادات جماهير الالتراس بمباركة امنية من قيادات الداخلية السابقين , حيث تم الاتفاق علي ايذاء اتوبيس المنتخب الجزائري وتغيير مساره لعمل حالة من الرعب و الهلع للاعبيه قبل المباراة المرتقبة بين المنتخبين , ووعدوهم بمنحهم تذاكر ومكافآت ' .
ليس فهذا حسب بل وكما يروي شوبير حدث الآتي في المباراة الفاصلة بالخرطوم ' انه ببلوغ المباراة الفاصلة بين مصر و الجزائر في السودان , تم تنظيم اجتماعات للاعداد للسفر وفوجئت بمكالمة من احمد عز وقتها يستدعيني للتوجه الي امانة الحزب الوطني , وذهبت ووجدت معه قيادات روابط الالتراس , وقال عز ' انت بتعادي ليه جماهير الالتراس دول حبايبنا واصدقائنا ومتجيش ناحيتهم ولهم دور مهم معانا ' __ ثم يؤكد ان قيادات الالتراس كانت علي طائرة جمال وعلاء مبارك فيما بعد.
وقد يكون ذلك كله غير مفاجئ ولا صادم للاوساط الرياضية , وما يهمنا هنا ان القيادة السياسية المصرية في ذلك الوقت مارست الكذب و التدليس وساقت الجماهير المتعصبة الي معركة غير اخلاقية وغير شريفة , سقط فيها الاعلام المصري , وخصوصا الرياضي منه , الي قاع الانحطاط الاخلاقي و المهني , وصور للجميع بهتانا وتزييفا ان مصر المؤدبة المتحضرة تعرضت لعدوان غاشم من الجزائر الشقيقة.
واتذكر جيدا انه في ذلك الوقت تعامل النظام المصري مع مباراة الجزائر باعتبارها معركة كرامة وطنية , وثارا شخصيا للرئيس وولديه , ومن ثم قدم الاعلام الرسمي الصريح , وذلك المتنكر في زي الصحافة الخاصة و المستقلة فاصلا طويلا من التدني في القول و الفعل.
واذكر انني في ذلك الوقت كتبت تحت عنوان ' عروبة مصر ليست في قدمي ابو تريكة ' ما يلي ' اتمني ان يقدم مسئولو الرياضة في البلدين الشقيقين من الآن علي تبني مبادرة محترمة تتبني ازالة مظاهر الاحتقان الجماهيري ووضع الامور في نصابها الصحيح , بعيدا عن محاولات امتطاء الرياضة سياسيا وتعبئة الجماهير وكاننا بصدد معركة حربية بين اعداء , وليس منافسة رياضية شريفة.
وبالمناسبة هل يعلم احد من اخوتنا المتهوسين انه في حرب اكتوبر المجيدة كانت الجزائر اول دولة عربية تعلن حظر تصدير البترول للدول التي تساند اسرائيل و ان الرئيس الجزائري هواري بومدين ارسل شيكا علي بياض الي الاتحاد السوفييتي مقابل اي سلاح تحتاجه مصر او سوريا في الحرب ؟
غير ان كل ذلك ذهب ادراج الرياح لان نظاما ساقطا سياسيا و حضاريا ارادها نارا يخفي فيها جرائمه و ادلة تهافته .
اعترافات شوبير تتطلب فتح تحقيق لمحاسبة الذين اهانوا مصر .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق