و قد جاء ذلك خلال استقباله كاتالين بوجاي , نائب رئيس منظّمة اليونسكو ورئيس المؤتمر العام بباريس , و الذي استعرض عددا من الموضوعات كان من اهمها : اثر المنظّمات الدوليّة علي اثراء الحوار الحضاري و الانساني , وكيفيّة الوصول الي الحوار الجادّ بين الحضارات.
واشاد الطيب بما تبذله بعض المنظّمات الدولية من جهود مخلصة لتحسين العلاقة بين الشعوب , و التفاهم بين الثقافات بما يعود بالخير علي الانسانية , مشيرا الي ان هذه الجهود لا تؤتي ثمارها بسبب السياسات و الممارسات الغربيّة تجاه دول العالم العربي و الاسلامي.
واوضح ان المواطن العادي في العالم النامي لا يعرف من سياسات الغرب الا موقف الكيان الصهيوني من الشعب الفلسطيني , و العدوان الامريكي علي العراق وافغانستان وغير ذلك , وان الانطباع السائد انّ الغرب في عداء دائم مع العالم العربي و الاسلاميّ , وانّ ما يعطيه الغرب بالشمال ياخذه باليمين , داعيا الساسة في دول الغرب الي تغيير سياساتهم نحو العالم العربي و الاسلامي لتكون اكثر عدالة وانصافا.
من جانب آخر اكّد الامام الاكبر انّ مصر دولة قويّة ومحورية , و لديها علم وحضارة , وفيها عقول نادرة يمكن ان تؤثّر في شعوب المنطقة كلّها بل في العالم كلّه , مشيرا الي ان الازهر يعمل ليل نهار من اجل السلام الاقليمي و العالمي العادل و المنصف , موضحا ان المشكلة تكمن في ان الغرب يريد ان يفرض علي الشعوب العولمة معتبرا نفسه المركز الثقافي للكون كلّه , ويغيب عن الغرب ان لكلّ دولة ثقافتها وخصوصيتها.
وردّا علي سؤال كاتالين بوجاي لفضيلة الامام حول المسار الصحيح للحوار بين الثقافات قال فضيلته : ' انّ دور المنظمات ينبغي ان يتجاوز التنظير الي التطبيق , وان تقدّم برامج عمليّة هادفة تثري الجانب الحضاري و الانساني ' --
من جانبها اكّدت كاتالين بوجاي انّ منظمة اليونسكو تعمل من خلال السلطة الناعمة في مجال الثقافة و التعليم و المعلومات و الاتصالات , مشيرة الي ان الحوار بين الثقافات من عوامل الاثراء الحضاري للانسانيّة , ولهذا تنظّم اليونسكو مؤتمرات تعني بالحوار بين الثقافات و الاديان بالرغم من ان اليونسكو ليست منظّمة دينيّة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق