الخلافات تعصف بالبيت السلفي و الصراع قد يتحول الى خطر على الدعوة



اعترف الشيخ شريف طه , عضو الهيئة العليا لحزب النور وعضو مجلس شوري الدعوة السلفية العام , بوجود اتجاهين داخل التيار السلفي , قائلا : ' اكثر ما يهدد التيار السلفي هو تحول الاستقطاب السياسي الي استقطاب منهجي , فالتيار السلفي الآن بداخله اتجاهان , الاول : الاتجاه المؤيد للرئيس وسياساته وجماعته مطلقا , و الثاني : يري ضرورة ان تكون العلاقة وجماعته لا بد ان تقوم علي مبدا ان احسنوا اعناهم وان اخطاوا قومناهم ' .
وقال ' طه ' , في تصريح له امس السبت , ان الاتجاه المؤيد للرئيس وسياساته وجماعته مطلقا , ظنا منه ان نقد الرئيس يعني سقوط المشروع الاسلامي , ورفع هذا السيف مصلتا علي كل من تسول له نفسه نقد سياسة الرئيس في شيء بانه سيكون سببا في سقوط المشروع الاسلامي , مشيرا الي ان الاتجاه الثاني هم من يرون ان العلاقة مع الرئيس وجماعته لا بد ان تقوم علي مبدا ' ان احسنوا اعناهم وان اخطاوا قومناهم ' , كما قال ابو بكر رضي الله عنه , وان نصرنا للرئيس يقتضي منا ان نقول له اخطات واسات اذا بدر منه ما يقتضي ذلك.

واكد عضو الهيئة العليا لحزب النور وعضو مجلس شوري الدعوة السلفية العام , ان الخطر الحقيقي يتمثل في تحول هذا الاستقطاب السياسي الي استقطاب منهجي , وهو ما ظهرت بوادره في بعض المواقف التي عرفت بالحساسة لدي السلفيين , واشهرها ' التقارب مع ايران ' , مضيفا : ' سمعنا احد الرموز السلفية الممثل لاحدي الهيئات الشرعية يقول : انه لا يوجد ما يقلق من التقارب مع ايران , ولا داعي للمزايدة علي موقف الرئاسة في ذلك!! , ومثله قبول كثير من السلفيين لهذا الامر تحت شعار ' التقارب السياسي لا الديني ' ! , وكانهم ما دروا بالواقع الذي نعيشه ونحياه , وكانهم ما القوا نظرة علي سوريا او العراق او البحرين ولبنان و الكويت , ممن تقاربت سياسيا مع ايران! , ولكن للاسف كل هذا يقبل في اطار الاستقطاب السياسي الذي اشرت اليه آنفا ' .

واضاف طه : ' حدث هذا الامر قبل هذا اثناء الثورة فتحول الخلاف السياسي و الاستقطاب الحاصل في المسار الثوري الي استقطاب منهجي , تجلي في اسوا صوره في ما يعرف ' سلفيو كوستا ' , وفي ميل كثير من الشباب السلفي لبعض الافكار المنحرفة في باب الايمان و الكفر و الصدام المسلح غير المنضبط بضوابط الشرع و المصلحة و المفسدة , في ظل روح الثورة العارمة , ومما يزيد الامر خطورة , جهل كثير من الشباب بحقيقة التيار السلفي , ومعالمه , وقضاياه التي يتبناها تفصيلا , حتي ان كثيرا من الشباب يميز بين السلفي وغيره بطول اللحية , فالاخواني هو صاحب اللحية القصيرة و السلفي هو صاحب اللحية الطويلة!! ويالها من سذاجة مفرطة , وسطحية في التفكير , واختراق مثل هؤلاء الشباب متاح لاي احد يحسن العرض ويلهب الحماسة , ويخاطب العاطفة الايمانية الجياشة لدي السلفيين , شريطة ان يكون مظهره سلفيا , مؤكدا ' ان السلفية في خطر ' .

من جانبه , قال الشيخ محمد عبد المقصود , القطب السلفي , ان السفليين يرحبون بالتعددية بينهم , مضيفا : ' لا وجود لخائن بيننا , ونؤيد التعددية لان سماع الراي و الراي الآخر يؤدي الي نجاح التجربة التي يقودها الشعب المصري في الفترة الحالية , شريطة ان يكون في اطار اخلاقي , ونتمني معارضة نقيه وطاهرة في اطار اخلاقي ' .

وطالب عبد المقصود , في تصريحات صحفية له , قيادات التيار الاسلامي بعدم التكبر علي المعارضين لهم , قائلا : ' اثمن الاقوال التي تقول يجب الا ينظر التيار الاسلامي الي المعارضين لهم بنظرة فوقية , ولا تعتبروا انفسكم افضل منهم , لن تستطيعوا ان توصلوا رسالتكم بهذه الطريقة فمن تواضع لله رفعه ' , مؤكدا ضرورة ان يكون التيار الاسلامي يدا واحدة في الانتخابات القادمة , مضيفا : ' افضل ما نستعد به لخوض هذه التجربة في الفترة القادمة هو اعمال قول الله عز وجل في كتابه ' واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم علي شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ' .

وحذر القطب السلفي , من الفرقة و النزاع بين ابناء التيار الاسلامي خلال الفترة القادمة , قائلا : ' الخلافات بين التيار الاسلامي لن تجلب اي شيء سوي الفشل للمشروع الاسلامي , مستشهدا بقوله تعالي : ' ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين ' ' .

وقال عبد المقصود : من حقنا ان نعتب علي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية مرة والف مرة , ولكن ليس لنا ان نتهم الدكتور محمد مرسي بهذه الطريقة التي تقوم بها المعارضة , فنحن اصحاب رسالة؟ , ولسنا طلاب مناصب , فقد تؤدي الرسالة من خلال المناصب ' .

ليست هناك تعليقات :