محمود معوض ... بئس حق التظاهر بل بئس الديمقراطية اذا ما انقلبت لتصبح وسيلة شرعية رخيصة ليس لحرق بيوت الاخوان ومقراتهم فقط وانما لحرق مساجد في مصر وفي وقت واحد وفي عدد من المحافظات رغم انها بيوت الله وليست بيوت الاخوان __ ومن غرائب هذا الزمن الكئيب انه علي الرغم من ان الدولة العميقة الحاكمة بالفعل بكل مفاصلها الامنية و القضائية و الادارية و السياسية و الفلولية لا تعرف اصلا كلمة ديمقراطية في تاريخها كله الا انها تستثمر هذه الوسيلة الدنيئة في تمكين البلطجة رسميا , وتمكين من لا يريدهم الشعب في كسر انف الشرعية وتحطيم مؤسساتها وحرق كوادرها بلا شفقة او رحمة لتهيئة المناخ واقتناص الفرصة للاسقاط الشرعي للنظام الشرعي __ لكن هذه المرة علي الارض وفي المقطم __ يتوجهون الي الرئيس عبر المقطم.
تلك هي الحقيقة المرة التي تعكس المشهد المؤلم و المخزي لكل المصريين الذي سمحوا لانفسهم بان يضيع الحق بينهم وليتحول الارهابيون بالمعني العميق للكلمة الي مجني عليهم وليكون الدفاع عن النفس هو الجريمة بعينها التي تستحق العقاب و التاديب و الاعتذار و الانكسار في نظر صفوة الصفوة من نفايات مبارك.
وانا اسال من بيدهم الامر و النهي في الغرف المغلقة وفي الشوارع و الميادين __ الا توجد وسيلة اخري للانقلاب علي الحكم بعيدا عن اراقة وسفك الدماء وحرق البشر؟ وهل دماء المصريين اصبحت رخيصة الي هذا الحد , ام ان اراقة الدماء هي الوسيلة المثلي للتعجيل بالتغيير؟
فقط نحن ندق اجراس الخطر لمن يهمهم الامر __ الامن القومي في خطر __ ليس بسبب ممارسات ' الحثالة ' الشبابية الذين يسمون انفسهم ثوارا وهم في الحقيقة بلاطجة ماجورون يعملون باليومية ولولاها ما تكبد احد منهم مشقة الصعود الي هضبة المقطم __ وقد تمرد بعضهم بعد ان تاخر ' المعلوم ' وفي الصدارة البلطجي الاول في مصر الآن الذي يحظي بالرعاية و الحماية رغم تحريضه علي العنف السافر و الفاجر __ وهو العريس احمد ابو دومة الراعي الحصري للمولوتوف في مصر و الذي هجر فراشه في اليوم الثاني للدخلة كي يمارس شهوته في العنف و التخريب و الاجرام وحرق كل ما له صلة بالاسلام.
الخطر الحقيقي يكمن في السؤال الذي يجيب عن نفسه __ من هم الداعمون ماليا و المحرضون سياسيا و المشرفون امنيا و المحركون للمجرمين ميدانيا لتنفيذ المؤامرة المفضوحة و المعلنة رسميا للانقلاب علي الرئيس؟
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق