وان تجد علي منصة واحدة ' الاسلامي ' محمد عبدالقدوس و ' اليساري التجمعي ' محمود حامد وبينهما المهندس يحيي حسين عبدالهادي ومن حزب الحرية و العدالة مروة ابوزيد , وامامهم في مقدمة الحضور احمد عبدالحفيظ ' الناصري ' وناهد رشاد ' غد الثورة ' ومحامين مستقلين وممثلين لفلاحين وباعة جائلين , فهذا ما يمكن ان يشعرك بان هناك املا في ان يتوقف المصريون عن لعبة الانتحار.
كانت المناسبة اطلاق العدد الاول من جريدة ' مظلوم ' لسان حال ' اللجنة القومية للدفاع عن المظلومين ' وهي الامتداد الطبيعي للجنة الوطنية للدفاع عن سجناء الراي و التي لعبت دورا رائعا في سنوات بطش نظام الرئيس المخلوع , وضمت تحت مظلتها رموزا من اقصي اليمين واقصي اليسار , وانصهر فيها الشيوعي مع الاخواني مع الليبرالي مع السلفي مع الناصري , في مشهد كان احد تجلياته تلك الروح المدهشة التي سادت ميادين ثورة ٢٥ يناير الخالدة.
وكما قال رئيس اللجنة محمد عبدالقدوس فقد انطلقت بمسماها الجديد ' القومية للدفاع عن المظلومين ' بعد ثورة يناير ٢٠١١ كبديل للجنة الدفاع عن سجناء الراي بناء علي اقتراح من الرمز اليساري الكبير الاستاذ عبدالغفار شكر علي ان تحتفظ بكيميائها دون عبث او تغيير في مكوناتها , بحيث تتبني قضية العدالة الاجتماعية في نشاطها -- وبدلا من جريدة ' حرية ' الناطقة باسم لجنة سجناء الراي صدرت جريدة ' مظلوم ' المعبرة عن المظلومين في مصر دون تغيير في رئاسة التحرير الاستاذ محمود حامد الذي تحدث عن التنوع المدهش في طاقم تحرير الجريدة باشارته الي انه حدث ان تاخر محرران زميلان في انجاز المطلوب منهما , فكان احدهما مشغولا في المشاركة بمظاهرات الاتحادية , و الآخر في مظاهرات نهضة مصر عند جامعة القاهرة , لكنهما داخل اللجنة صديقان وشريكان في الهم الوطني.
والامر ذاته تلمسه في تنوع محرري وكتّاب الجريدة , اذ تتجاور مقالات صلاح عدلي ' الحزب الشيوعي المصري ' وخالد الشريف ' حزب البناء و التنمية ' وعصام شيحة ' الوفد ' وعادل الانصاري ' الحرية و العدالة ' ومحمد فرج ' التجمع ' فيما تحتل معاناة اهالي القرصاية وعذابات الفلاحين و الصيادين و الباعة الجائلين مانشيتات الصفحة الاولي , ما يمنحها ثراء مطلوبا رغم تباين وجهات النظر وتقاطعها في قضايا كثيرة , واحسب ان هذا ما تحتاجه مصر بشكل عاجل , بعد ان ارتفعت السنة الحرائق السياسية في كل مكان تغذيها كميات هائلة من مازوت التخوين و التكفير و الاقصاء , حتي تولدت شكوك لها ما يسندها في قدرة المصريين علي العيش الواحد في وطن هو بحق ' المظلوم ' الاول في هذه العبثية و العدمية التي تلتحف بها النخب السياسية الآن٠
ان الذي يشاهد ما يجري هذه الايام من معارك واشتباكات وقصف عنيف اخترق حاجز الصراع السياسي المتحضر , وبدت مصر وكانها في حالة من ' حرب الكل ضد الكل ' لن يصدق بسهولة ان كيانا سياسيا ومجتمعيا واحدا كان يضم تحت مظلته كمال خليل وعصام العريان ومحمد عبدالقدوس وعبدالغفار شكر -- كم انت مظلوم ايها الوطن!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق