مواجهة البلطجة تحتاج الى قرار شجاع باطلاق يد الشرطة



فراج اسماعيل ... ما يحدث حاليا حرب صريحة تشنها ميليشيات البلطجية باختلاف انواعها علي منشآت الدولة و الممتلكات الخاصة وتفجير المؤسسات و المصالح. في المقابل تتفرج حكومة الرئيس مرسي ومؤسسته الرئاسية وتغض الطرف متمترسة بيافطة الحريات وحقوق الانسان.

في حرب المنصورة اثبتت الشرطة بامكانياتها الضعيفة جدا انها تستطيع ان تفرض الامن وتشتت البلطجية خلال دقائق , وفي حرب بورسعيد كانت اطراف مجهولة تطلق الرصاص الحي عليها , وسط تحريض اعلامي قادته المذيعة رانيا بدوي في قناة التحرير خلال سردها معلومات مغلوطة عن قيام الجيش باطلاق النار علي قوات الامن المركزي , وظلت تتخيل ان تطورا خطيرا يحدث وان الحيش يفعل ذلك كرد فعل عن عدم رضاه عن قتل المتظاهرين , رغم انها قرات في نص الخبر المغلوط ان اطلاق جنود الجيش للنار سببه ان زميلا لهم دهسته سيارة شرطة.


ينبغي الاشارة الي التزام الدكتور عماد جاد الذي كان ضيفها في البرنامج بادني درجات المهنية , رافضا تفسير او شرح خبر غير مؤكد , لكنها ظلت تتخيل التطور الخطير رغم نفي مراسل الاهرام للقصة برمتها في اتصال معها.


الفوضي الاعلامية ستجر البلاد الي نتائج كارثية. الاجواء مهياة للاسوا في ظل اصرار الرئيس مرسي علي تقييد حركة الشرطة التي كانت هناك مبالغة شديدة في روح الثار و الانتقام منها في 28 يناير 2011 وما بعده حتي الآن , وذلك من اكبر الاخطاء في حق الاستقرار , فيما تخشي الحكومة ومعها رئيس الجمهورية في الوقت الحالي من تسليحها وتركها ضحية للبلاك بلوك وباقي البلطجية الذين احرقوا مدرعة لها امام فندق سميراميس , وهاجمهم مجهولون في ميدان التحرير بالاسلحة البيضاء , في الوقت الذي اعتلي فيه ملثمون اعلي كوبري 6 اكتوبر واوقفوا الطريق امام حركة المرور.


ولاول مرة في التاريخ المصرفي المصري حوصر البنك المركزي بواسطة التراس الاهلي بدون مبرر , ثم ذهبوا الي طريق المطار ليقطعوه , وقيل انهم قد يقتحمون المطار نفسه تذكيرا لمرسي وحكومته بالقصاص للشهداء في احكام القضاء يوم 9 مارس القادم.
لم تتحدث قناة فضائية واحدة عما وجدته الشرطة في خيام البلطجية في ميدان التحرير عندما فتحته يوم الاحد , مخدرات واسلحة ورصاص ودعارة , ومع هذا تفرغ الاعلاميون لمهاجمتها بدعوي انها تعدت علي الثوار!


انها دولة في اشد حالات الرخاوة , لينة لا تهش ولا تنش. صارت كطبق العسل المكشوف للذباب. لا يعني ذلك ان الشرطة المنهزمة في 28 يناير لا تستطيع القيام بمهمتها مرة اخري , فوزير داخليتها محمد ابراهيم قادر علي ذلك بما يملكه من حزم لكنه مقيد بواسطة حكومة مرتعشة ورئيس رضي لنفسه الاهانة علي مدار اربع وعشرين ساعة من القنوات الفضائية و الصحف الخاصة و المواقع الالكترونية. اهانة لا تندرج تحت اي باب للمعارضة وتتعامل معه بسوقية لا تؤثر عليه وحده , بل تجرئ البلطجة علي كل شيء , ولا تجعلهم يعباون باي سلطة او قانون .


لم تكن وزارة الدخلية قبل 28 يناير 2011 كلها سلبيات. المشكلة التي وقعت فيها تندرج تحت بند التجاوزات , لكنها ادت واجبا كبيرا حينما كانت جماعات العنف تهدد البلاد من شمالها الي جنوبها بالتفجيرات و القنابل. دخلت الشرطة وحدها بدون مساعدة الجيش في حرب شعواء شديدة الشراسة ضد الجماعات الارهابية , وعندما وقعت مذبحة الدير البحري في الاقصر دخلت الشرطة معارك سالت دماؤهم فيها , و كللت في نهايتها باجتثاث العنف و الارهاب .


التجاوزات لا تعني اجتثاث قدرة الجهاز الامني. وقع جهاز المخابرات العامة في عهد صلاح نصر وبافظع مما وقع فيه جهاز امن الدولة واجهزة وزارة الداخلية في النصف الثاني من عهد الوزير المسجون حبيب العادلي , فلم يتم القضاء علي جهاز المخابرات ولم تشطب مهمته بالاستيكة .


تسليح الشرطة واصدار امر صريح لها بمواجهة ميليشيات البلطجة بالرصاص الحي فريضة عظمي علي مرسي وحكومته اذا ارادا الحفاظ علي مصر دولة مركزية متماسكة , و الا نكررها للمرة الثانية و الثالثة و الالف , عليهما التواري عن المشهد لصالح من يملك قلبا قويا ويدا باطشة في الحق .

ليست هناك تعليقات :