الحرب الأهلية تطل برأسها مرسي غائب تماما و قوى سياسية تبرر العنف و تسكت عنه خدمة لمصالحها


في ظل تصاعد الاحداث التي وقعت , امس , امام مكتب الارشاد العام لجماعة الاخوان المسلمين , غابت مؤسسة رئاسة الجمهورية عن المشهد تماما , و كانها غير معنية بما يجري في مصر. ازمة المقطم التي بدات احداثها في اوائل الاسبوع الماضي , عندما قام امن مكتب الارشاد بالاعتداء بالضرب علي مجموعة من الصحفيين و النشطاء السياسيين اثناء التظاهر السلمي هناك , وباتت مؤسسة الرئاسة مختفية تماما عن المشهد ولم يعلق الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية او احد مساعديه ومستشاريه علي الاحداث , علي العكس تماما سادت حالة من التجاهل التام علي مؤسسة الرئاسة , و على الجانب الآخر تبرر أحزاب جبهة الانقاذ العنف لأنه يخدم مصالحها و يبتز الاخوان لتقديم تنازلات سياسية و الرضوخ لمطالب الجبهة , و هو ما اثار تساؤل الراي العام و كشف حقيقة جبهة الانقاذ أمامه .


ومع تصاعد الاحداث , اعلنت عدد من القوي و التكتلات السياسية و الاحزاب عن تضامنها مع الصحفيين ضد واقعة الاعتداء عليهم , وخرجت دعوات عدة تنادي بالتظاهر , امس الجمعة , امام مكتب الارشاد تحت شعار ' جمعة الكرامة ' للثار لكرامة الناشطة ميرفت موسي , التي تلقت صفعة علي وجهها من جانب احد شباب الاخوان , وعلي الجانب الآخر حشدت جماعة الاخوان شبابها من مختلف المحافظات للنزول الي منطقة المقطم لحماية المبني ليزداد الامر خطورة وسخونة.

ومع تزايد حدة الامر , ادي الرئيس محمد مرسي , صلاة جمعة الكرامة في المنطقة العسكرية , وسط ضباط وجنود القوات المسلحة , واكتفي بتوجيه كلمة للجيش المصري , اشار فيها الي ان الجيش هو الحارس الحقيقي للوطن , ولكل مكونات الشعب المصري , وان ما يجمع بيننا كثير جدا في ظل هذا الوطن , ولا يفرق بيننا الا محاولات عدو ياتي من خارج الوطن , وتجاهل الرئيس محمد مرسي خلال كلمته الاحداث التي وقعت بين المعارضه و الاخوان امام مكتب الارشاد الكيان الذي ينتمي اليه سياسيا.

في الوقت نفسه , هيمنت حالة من الصمت علي مؤسسة الرئاسة ولم يقتصر التجاهل علي عدم التعليق من قبل الرئيس محمد مرسي بل اغلق مستشاروه ومساعدوه هواتفهم , وظل الناطقون الرسميون باسم الرئاسة في استقبال اسئلة الصحفيين دون الرد عليها لتصبح مؤسسة الرئاسة المصرية خارج نطاق الخدمة في وقت اوشكت فيه مصر علي الدخول في حرب اهلية.

وفي الوقت الذي تجاهلت فيه مؤسسة الرئاسة المصرية ما يجري علي ارضها اهتمت الولايات المتحدة الامريكية بما يحدث داخل مصر , لياتي التعليق علي احداث المقطم من واشنطن , حيث قالت الناطقة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ' اننا قلقون دائما من الاشتباكات العنيفة في مصر -- ونشجع اي شخص علي التعبير عن اي مظالم سلميا -- لقد شجعنا الحكومة علي قيادة حوار واسع للتعامل مع الاحباطات الشعبية علي الجانبين السياسي و الاقتصادي ' .

من جانبه , علق الدكتور وحيد عبد المجيد , القيادي بجبهة الانقاذ , علي تعامل الرئاسة مع احداث المقطم قائلا : مؤسسة الرئاسة لم تكن غائبة بل كانت حاضرة في جميع الاحداث , لانها السبب الرئيسي وراء كل احداث العنف التي جرت امس الجمعة , وذلك من وقت باكر منذ ان اعتدت جماعة الاخوان علي المتظاهرين في جمعة كشف الحساب و التي وقعت منذ عدة شهور ماضية.

و اضاف عبد المجيد ان الرئاسة ليست لكل المصريين بل تعمل لصالح جماعة واحدة ولا علاقة لها بمصر ومصلحتها.

بينما قالت كريمة الحفناوي القيادي ب ' الحزب الاشتراكي ' , ان الرئاسة دائما في غيبوبة فهي لا تسمع ولا تري ولا تتكلم , مؤكدة ان الحاكم الفعلي لمصر هو مكتب الارشاد , مطالبة الرئاسة بالرحيل , قائلا : ' الرئيس مندوب مكتب الارشاد في الرئاسة , فهو صورة و الاصل متمثل في محمد بديع مرشد مكتب الارشاد , وهو المسئول عن اصدار القرارات ويرسلها للرئاسة ' .

ووصفت الحفناوي مستشاري الرئاسة بالعرائس ' الماريونيت ' و التي يحركها من بعيد مكتب الارشاد ايضا , فهم ليس لهم سلطة ودورهم لا يظهر الا بامر من المرشد.
علي الجانب الآخر , وصف الدكتور محمد سعد الكتاتني , رئيس حزب الحرية و العدالة , الاعتداء علي فتيات الاخوان وهن يستعددن لحفلات الام بمقر الحرية و العدالة بالروضة ب ' العمل الاجرامي و الخسيس ' , متسائلا : ' ما علاقة الخلاف السياسي بترويع فتيات صغيرات وسرقتهن وتحطيم مقر الحزب وسرقة محتوياته ' .

واضاف الكتاتني , عبر تدوينة بثها عبر موقع التواصل الاجتماعي ' فيس بوك ' : ' لن نسكت علي هذا الاعتداء وسنتعقب مرتكبيه و الداعين له ' , مطالبا السياسيين المعارضين وعلي راسهم قادة جبهة الانقاذ بموقف واضح لا غموض فيه.

و أضاف : ' للاسف البعض يدين العنف علي استحياء , ثم يضع يده في يد من يعتدي علي بناتنا ويقتل شبابنا ' .
ووصف الدكتور مصطفي النجار , البرلماني السابق , من يبرر العنف و الاجرام و البلطجة لانها ضد خصمه ب ' المنحط اخلاقيا ' , ولا يختلف في الانحطاط عن خصمه الذي مارس العنف ضده قبل ذلك , قائلا : ' اذا صفقت اليوم لمن شق بمطواته راس مواطن مختلف معه , ورايت في ذلك عملا ثوريا يستحق التمجيد فتذكر ان هذا البلطجي سيعتدي عليك غدا ولن يرحمك ' .
واضاف النجار , عبر رسالة له علي ' تويتر ' , ان مشاهد الامس التي احتوت سحل وتعذيب وتعرية , واستخدام انواع اسلحة مختلفة خرجت عن الثورية , ومن يدعي غير ذلك ' مدلس ' , وان كل من يقوم بالاختباء خلف البلطجية , لانه فاشل سياسيا وشعبيا ستدور عليه الدائرة , وسيناله هذا العنف الذي سيحرق الجميع.

و أضاف : ' من اهتموا بحماية المباني و النباتات وحشدوا ابرياء من المحافظات لتسيل دماؤهم شركاء في الجريمة لا يستحقون ان يكونوا قادة ويجب محاسبتهم ' , مشيرا الي ان الدولة الغائبة التي تركت جرائم الاتحادية وماساة المقطم تتم بهذا الشكل لن تستطيع السيطرة بعد ذلك اذا قررت التدخل يوما ما , و السلطة المعاندة المتغابية التي تنبذ المعتدلين وتقصيهم سيخرج لها متطرفون كافرون بالسياسة و السلمية وستذوق ويلهم.

واشار النجار الي ان الدعوة لحصار وحرق مدينة الانتاج الاعلامي تحول فكري وهروب حركي , وزيادة في استعداء من لن تستطيعوا هزيمتهم ابدا لا تخوضوا معارك فاشلة , مضيفا ان صناعة الكراهية وممارسة التحريض وازدواجية المواقف لمن يتحدثون عن المبادئ حين تكون علي هواهم سقوط وانحطاط.

واخيرا توجه النجار الي السياسيين الصامتين عما يحدث , خوفا من المزايدة عليهم او نكاية في خصمهم , قائلا : ' انتم ساقطون ' .

ليست هناك تعليقات :