طريق مسدود يقابل مبادرات الحوار الوطني التي دعت لها العديد من الاحزاب الليبرالية و الاسلامية , للخروج من الازمة التي تمر بها البلاد و تصاعد احداث العنف عقب تظاهرات مليونية رد الكرامة بالمقطم , فلم تمر ساعات علي هذه الاحداث و اعلن حزب الوسط تجميد مبادرته التي طرحها خلال الايام الماضية و دعا لها جميع الاحزاب , فيما اوضحت مصادر ان حزب النور السلفي يتجه لرفض حوار المائدة المستديرة الذي دعت له جبهة الانقاذ الوطني و المحدد له يوم غد الاثنين , بعد تورط عدد من الاحزاب في احداث المقطم و العنف الذي دار نتج عنها.
و اكد حزب الوسط , في بيان صادر عنه , ان ما شهدته مصر من احداث الجمعة , من حرق وقتل وتدمير وتمثيل بالجثث , وحصار للمقرات الحزبية و المساكن و المساجد , وارهاب ورعب للمواطنين في الشوارع و البيوت لا تكفي فيه عبارات الشجب و الادانة مهما كانت بلاغتها , وان الوقت الآن هو وقت الحسم ووضع الامور في نصابها من خلال الاجراءات القانونية الرادعة لكل من تسول له نفسه ممارسة الارهاب ونشر ثقافته الارهابية وسط المصريين المسالمين عبر تاريخهم كله.
واضاف الحزب , انه جمد الدعوات او مبادرات للحوار مع قوي ورموز سياسية داعمة وراعية للعنف و الارهاب و القتل , موضحا انه تمت رؤية صور لبعضهم وهم يرشقون بالحجارة , وآخرون يُديرون المشهد من داخل مقراتهم الحزبية التي انشئت اصلا للمشاركة في الشان السياسي الوطني العام وليس الشان الاجرامي المؤثم.
واوضح الحزب ان احداث المقطم , هي احداث فاصلة بين زمنين , زمن الكذب و الغش و التدليس من بعض الرموز السياسية التي تدّعي التحضر و التمدن , وزمن استرداد الشعب المصري الاصيل لثقته وقدرته علي صنع مستقبله , ووضع اولئك المُدّعين في حجمهم الطبيعي بعد عزلهم عن المشهد الوطني العام , وحصرهم فقط في اماكن الاحتجاز اللائقة بهم وفق قواعد القانون.
علي الجانب الآخر , وجهت جبهة الانقاذ الوطني , الاربعة احزاب التي دعتها للمشاركة في المائدة المستدير برسالة عبر البريد الالكتروني , وهم ' احزاب النور ومصر ومصر القوية و الاصلاح و التنمية ' للحديث حول الاوضاع السياسية الراهنة صباح غد الاثنين.
وتضمن جدول الاعمال وضع خطة وطنية للاقتصاد المصري لتجاوز الازمة الخانقة الراهنة كاولوية اولي لتجنيب مصر مخاطر انهيار اقتصادي ومالي شامل ستدفع ثمنه الفئات محدودة الدخل ليتعين علي كافة الاحزاب و القوي السياسية الاسهام بصياغتها وتطبيقها , بجانب صياغة خطة وطنية للاصلاح الهيكلي للاجهزة الامنية وللعدالة الانتقالية وللتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان , و التوافق علي تعيين نائب عام جديد وفقا للمعايير الموضوعية التي ينص عليها دستور ٢٠١٢ , وايضا التوافق بشان اطار ملزم لتعديل الدستور اضافة الي التوافق بشان حكومة للوحدة الوطنية , و ايضا الموقف من قانون الانتخابات البرلمانية ودستوريته وضمانات النزاهة و الشفافية و الجدول الزمني للانتخابات , بالاضافة الي ضمان استقلالية وحيادية مؤسسات الدولة واجهزتها التنفيذية و الادارية , وهو ما يقتضي توافقا وطنيا سريعا لحماية حيادية الدولة ومؤسساتها واجهزتها وضمان قاعدة تكافؤ الفرص بين المواطنات و المواطنين , وايضا كل ما يتعلق بقضايا الامن القومي.
واكد وليد عبد المنعم الناطق باسم حزب مصر , ان الحزب كان موقفه المشاركة قبل احداث المقطم ولكن ما وقع جعل الحزب يفكر في مراجعة موقفه علي ان يحسمه خلال الساعات القادمة بعد تشاور مع المكتب السياسي.
و اشار عبد المنعم الي رفضه العنف الشديد الذي وقع امام مكتب الارشاد مؤكدا ان الرئاسة وجبهة الانقاذ يتحملان المسئولية خاصة ان صمت الجبهة كان مريبا موضحا انه كان عليها ان تخرج عن صمتها وتطالب الشباب بالعودة لمنازلهم حقنا للدماء.
واكد محمد عثمان عضو مكتب الاتصال السياسي وعضو الهيئة العليا لحزب مصر القوية , ان الحزب ارسل ملاحظاته لجبهة الانقاذ وجميع الاحزاب المدعوة حول المشاركة في المائدة في المستديرة وموقفها منها.
واوضح عثمان انهم طالبوا ببعض النقاط الخاصة بشكل الحوار ذاته , و الرؤية التي من المفترض ان تكون حوله , مشيرا انه لابد ان الحوار تحت لافتة المعارضة المصرية وليس تحت يافطة حزب او جبهة , وايضا من الضروري وجود نقاط ترتيبية والزامية لجميع الاحزاب يشترك الجميع في اعدادها قبل المشاركة في المائدة.
واشار عثمان , الي انهم لم يتلقوا ردا حتي الآن من جبهة الانقاذ , مؤكدا ان موقفهم مرهون بهذا الرد قائلا ' الكرة في ملعب الجبهة ' مؤكدا علي ان موقفهم بذلك كان من قبل احداث العنف في المقطم.
وعلي صعيد متصل اكد عدد من قيادات حزب الحرية و العدالة , ان الحزب يستبعد الحوار خلال الفترة القادمة مع اي من الاحزاب التي شاركت في مليونية رد الكرامة , لحين استكمال الاجراءات القانونية حيالها , واشارت الي ان الحزب يرفض الحوار مع جبهة الانقاذ , فيما قال الدكتور فريد اسماعيل عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية و العدالة , ان الحزب لم يحدد موقفا من دعوات الحوار بعد احداث المقطم واتهامهم لقوي سياسية بعينها بالتورط فيها .
و اوضح ان هناك قوي معارضة منحت المتظاهرين غطاء سياسيا للعنف , منتقدا حصار المساجد في العديد من المحافظات بداية من الاسكندرية وانتهاء بحصار مسجد المقطم , قائلا : ' مصر لم تعهد هذه الاحداث منذ ايام الهكسوس وهي رسالة في منتهي الخطورة ' , و أضاف : ' ماذا نفعل حين يعتدي علينا البلطجية , هل نقول لهم باسم السلام تعالي ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق