فراج اسماعيل ... علي ' تويتر ' تويتة عن الاخواني الذي اضطر لان يحلق ذقنه داخل مقر الارشاد في المقطم لينجو بنفسه بعد ان بدا واضحا ان الحرق و السحل و القتل اصبح علي الهوية كما كان يفعل الصرب تماما ضد مسلمي البوسنة.
وانا اقرا التويتة و التعليقات عليها عاد بي الزمن الي بدايات التسعينيات عندما كنت وزميلي الكاتب في هذه الصحيفة الاستاذ محمد خضر الشريف في طريقنا من موستار عاصمة الهرسك التي يقطنها كروات البوسنة في اتجاه سراييفو حيث تعرض مسلموها مع باقي اراضي البوسنة لمذابح صربية بشعة. حينها نُصح خضر بحلق لحيته حتي لا يتعرض لمكروه.
كانت توجد زنزانات صغيرة بجانب كمائن الكروات علي طول الطريق وعادة اذا اخذوا شخصا يحتجزونه داخلها , وهذا ما اصابني بالرعب عند اول كمين بصعود احد مسلحي كروات البوسنة الي سيارتنا. تفحص وجوهنا جميعا رغم ان المرافق اخبره اننا صحفيون ولسنا مجاهدين. عندما وصل الي خضر نظر الي وجهه لثوان قليلة ثم طلب منه النزول واوما للسائق لكي يمضي بنا في طريقه.
رفضت تحرك السائق واصررت علي الانتظار لحين عودة خضر , في حين دخل مرافقنا وهو كرواتي من زغرب عاصمة كرواتيا وليس من كروات البوسنة , وقدم كل الاوراق اللازمة التي تثبت مهمة زميلنا. اظن ان الامر استغرق نصف ساعة الي ان عاد الينا فدبت الحياة في اوصالي , فقد اوصتني به زوجته كثيرا قبل ذهابنا لتلك الرحلة ليعود سالما لاولاده الذين كانوا في سنواتهم الاولي.
قصة مؤلمة لم اتصور حدوثها في ارض الكنانة , بلد الازهر الذي يدين 95 في المائة من اهله بالاسلام -- اصحاب اللحي طوردوا في المقطم وحوصروا داخل المساجد وتم حرق احدهم وسحل اثنين وتعريتهما من ملابسهما. مشاهد اغضبت السياسي المنتمي للتيار المدني الدكتور مصطفي النجار مستنكرا صمت الاحزاب السياسية.
ما حدث لا يتصوره عقل ولا يقره منطق. مئات البلطجية معتادو الاجرام باستخدام سائر الاسلحة كالمطاوي و الرصاص الحي الذي تم رصده مع بعضهم , تم الدفع بهم في موقعة غل وحقد وانتقام , يغطيهم نشطاء لبسوا رداء المعارضة السياسية وهي منهم براء كاحمد دومة الذي كان يحرض من خلال مواقع التواصل الاجتماعي علي حصار المساجد بحجة اخفاء اسلحة داخلها. في مسجد بيت الحمد تم احتجاز 14شابا من الاخوان باعتبارهم اسري حرب , وطالب البلطجية الشرطة استبدالهم بالمقبوض عليهم عندها. تمكنت قوات الامن لاحقا من تحريرهم بعد ان هاجمت البلطجية وفرقتهم باستخدام الغازات المسيلة للدموع.
قال الدكتور مصطفي النجار في حسابه علي فيس بوك : ' اذا صفقت اليوم لمن شق بمطواته راس مواطن مختلف معك ورايت في ذلك عملا ثوريا يستحق التمجيد فتذكر ان هذا البلطجي سيعتدي عليك غدا وقد يغتصب زوجتك او ابنتك تحت تهديد السلاح وتذكر انك مجدت اجرامه يوما ما. من يبرر العنف و الاجرام و البلطجة لانها ضد خصمه منحط اخلاقيا ولا يختلف في الانحطاط عن خصمه الذي مارس العنف ضده قبل ذلك. مشاهد الامس التي احتوت سحلا وتعذيبا وتعرية واستخدام انواع اسلحة مختلفة خرجت عن الثورية ومن يدعي غير ذلك مدلس ' .
لم نسمع ادانة واحدة من قيادات جبهة الانقاذ. كلهم من البرادعي الي موسي الي صباحي وحتي اصغر راس لبسهم الصمت المريب الذي لا يقل عن الجرائم المروعة التي شاهدها العالم كله في امسية ذلك اليوم , فالسكوت علامة الرضا. بعض مدمني الكلام في الفضائيات لم يخفوا شماتتهم. مراسلة في قناة الحياة التي يملكها رئيس حزب الوفد وصفتها بموقعة ' رد القلم في جزيرة الخرفان ' . وبالغت نوارة نجم في اظهار فرحة الانتصار ومثلها حازم عبد العظيم الذي رُصد بالصور مشاركا في القاء الحجارة.
ثم حل علينا المذيعون اياهم مثل محمد الغيطي في قناة التحرير ليواصلوا حملاتهم الهجومية الصاروخية باسلوب مقزز تانف منه الفطرة السليمة , ولهذا لجات الي الريموت كونترول سريعا لاخلص من الغيطي الذي لا اجد اي موهبة تجعله مذيعا -- لا شكل ولا القاء ولا مهنية , وكلها الف باء الشروط المطلوبة في المذيع. متاسف انني الجا الي هكذا اسلوب فهو ليس عادتي , ولكن الغضب فاض بي من فضائيات و ' توك شو ' يجري في اتجاه واحد هو اسقاط الدولة.
ليس ' توك شو ' بل رغاوي رغي , يكبس عليك بها المذيع ليقضي علي عقلك وتفكيرك ويتركك صريعا , فهو يرغي وحده ويتحدث مع نفسه كما يفعل الغيطي و الحسيني وابراهيم عيسي. اتحداك ان تجد ذلك في اي قنوات غير مصرية؟!
و اخيرا لم يبق سوي ان تتحسس لحيتك لتنجو -- وقد اصاب حزب الوسط بقراره وقف مبادرة الحوار لان ذلك لا ينبغي مع احزاب وقوي سياسية تنتهج العنف بدلا من الوسائل الديمقراطية .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق