تفاصيل حادثة الوفاة تعود الي نهاية الاسبوع الماضي , فمن كان يصدق ان العامل البسيط وصاحب شاحنة نقل البضائع المدعو ' حبيب يوسف ' , سيكون واحدا من حفار قبر جاره المتوفي , حيث ناداه جاره و الذي هو صهر المتوفي طالبا منه مساعدته رفقة صديقه ' الحاج حميدة ' ليتكفل بحفر القبر , فنزلا الصديقان في مقبرة وادي الرمان وبدا كل واحد منهما في حفر القبر.
وحسب رواية صديقه الذي كان يحفر معه القبر المدعو ' الحاج حميدة ' , فانهما كانا يتبادلان حفر القبر , قبل ان تاتي المرحلة الاخيرة , حيث عثرا علي حجرين كبيرين , فقاما بتكسيرهما لاجل اخراجهما من القبر , وفيما تمكنا من اخراج الحجرة الاولي , بقيت الحجرة الثانية عالقة في القبر , فقال له صديقه اتركها ان جثة جارنا ستدخل في القبر.
يقول صديقه انه رد عليه بعبارة كانت آخر ما نطق بها قبل ان يسقط مغشيا وميتا داخل قبر جاره : كيف اتركها هذا قبر جارنا وهذا المكان سيكون منزله في الآخر -- علينا ان نهيئ له منزله في احسن صورة كما بيته في الدنيا ' .
فقام بتكسير جزء من الحجر قبل ان يحمل الفاس ويضعه جانبا ولمدة 10 ثوان يتهاوي ويسقط في قبر جاره ميتا.
يضيف صديقه الذي لا يزال تحت الصدمة وقال : لحظتها لم اتمالك نفسي فقمنا بنقله الي جناح المستشفي , حيث اعلمونا انه توفي في القبر الذي كان يحفره بسبب سكتة قلبية.
وكان سيدفن في نفس القبر الذي حفره لكن تاخر تشريح جثته جعل جثة جاره تدفن علي العاشرة صباحا في القبر ويدفن مساء في قبر شارك جمع غفير من ابناء منطقة الرمان في حفر قبره.
ولا تزال تخيم علي المنطقة اجواء حزن علي فقيد المنطقة , سيما وانه عرف بعلاقاته الطيبة وباخلاقه العالية , ومساعدته لمد يد الخير رغم بساطته , يقول صديقه : انه لم يتاخر يوما عن التنقل بشاحنته الصغيرة ومجانا لنقل مساعدات المحسنين الي المناطق النائية.
ويتحدث عنه صديقه , بانه قبل 15يوما من وفاته , قام بمشاركة عدد من الاصدقاء ممن تكفلوا بنقل هبات تضامنية لعدد من الفقراء في منطقة بني حوي , وكان مقداما لفعل الخير.
حبيب يوسف متزوج واب لطفلين , وهو من عائلة مكونة من 12 فردا , شيع عدد كبير جنازته , ووقفوا مذهولين ومصدومين امام هذه الصدمة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق