
شارك حوالي 100 استاذ وخبير في امراض الجهاز الهضمي و الكبد من الشرق الاوسط , افريقيا , الولايات المتحدة وآسيا في استطلاع الراي الخاص بعلاج الالتهاب الكبدي ' سي ' و الذي تم اجراؤه خلال فعاليات الدورة التدريبية الثانية لامراض الكبد و الجهاز الهضمي تحت رعاية الكلية الامريكية للجهاز الهضمي وبالتعاون مع المنظمة العالمية للجهاز الهضمي , و الذي عقد خلال الفترة 11 الي 14 ديسمبر الحالي.
اكد حوالي 75 في المائة من الاطباء المشاركين , ان العلاج المبكر لفيروس سي هو العامل الاساسي في خفض معدلات الاصابة بسرطان الكبد.
كما اتفق 85 في المائة من المشاركين علي ان نسبة الشفاء التام التي تتحقق لمرضي الالتهاب الكبدي ' سي ' المزمن تتراوح ما بين 50 الي 70 في المائة , من خلال العلاج بعقاري الانترفيرون المستخدمان دوليا : ' بيج انترفيِرون الفا_ 2ا ' او ' بيجينتيرون الفا_ 2 ب ' مع عقار الريبافيرين المصاحب , كما اكدت نفس النسبة ان هذين العقارين هما خط العلاج الاساسي و المعتمد دوليا لعلاج الالتهاب الكبدي ' سي ' المزمن.
كما اظهر الاستطلاع ايضا , ان 84 في المائة من الخبراء اجمعوا علي ان عقاري ' بيج انترفيِرون الفا_ 2ا ' و ' بيجينتيرون الفا_ 2 ب ' خضعا لكافة الدراسات الاكلينيكية و الابحاث اللازمة حتي اثبتا اعلي معدلات فاعلية وامان في علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي ' سي ' .
وعلق د. ابراهيم مصطفي , استاذ الجهاز الهضمي و الكبد بمعهد تيودور بيلهارز وسكرتير عام المؤتمر علي نتائج الاستطلاع , قائلا : ' التشخيص و العلاج المبكر لفيروس سي يرفع فرص الاستجابة للعلاج من 60 الي 70 في المائة ' .
ودعا الي اهمية استمرار الحملات الاعلامية لتوعية المواطنين باهمية الكشف المبكر , وتوجيههم الي العلاجات المناسبة لحالتهم و التي تم التاكد من خضوعها للتجارب الاكلينيكية و الابحاث العلمية التي تثبت فاعليتها , تقبل الجسم لها وامانها , و التي تعد ضرورية قبل استخدام اي عقار وطرحه في السوق.
الدكتور فيروتشيو بونينو , رئيس القسم العلمي بمستشفي ميلان التعليمي واحد اشهر خبراء علاج الفيروسات الكبدية , اكد ان نسب الشفاء من الالتهاب الكبدي سي تصل لحوالي 60 في المائة حاليا ولكن الاكتشاف المبكر يزيد من فرص الشفاء ويخفض تكاليف العلاج.
ومن احدث تطورات الاكتشاف المبكر لفيروس سي امكانية اكتشاف الاصابة من خلال اللعاب في بضعة دقائق وستصبح هذه الفحوصات متاحة قريبا , ولا داعي لحرمان هؤلاء المرضي من العمل وزيادة الخسائر الفردية و القومية.
واعلن د.بونينو , ان الخمس سنوات القادمة ستشهد طفرة في علاج فيروس سي قد ترفع نسب الشفاء الي 90 في المائة , وذلك باستخدام مزيج من العلاجات الجديدة مع العلاجات الاساسية _ الانترفيرون ممتد المفعول و الريبافيرون * مما يعني تحقق الشفاء التام لمعظم المرضي.
وفي اطار الحديث عن احدث علاجات فيروس سي , اكد د.بونينو : ' ان الانترفيرون المصري غير معروف او مستخدم في اي دولة من دول العالم ولم تنشر اي ابحاث عنه في المجلات العلمية ' .
واكد د.ابراهيم مصطفي , استاذ الجهاز الهضمي و الكبد بمعهد تيودور بيلهارز وسكرتير عام المؤتمر , ان هناك كارثة صحية واقتصادية جديدة سيتعرض لها المصريون خلال السنوات القادمة بعدما وصلت معدلات الاصابة بفيروس سي الكبدي الوبائي الي مستويات مخيفة حيث اصبح فرد من 10 افراد مصريين مصابين بفيروس سي ونسبة كبيرة اخري مصابة بفيروس بي الكبدي , مشيرا الي ان ذلك يوجب الاهتمام الشديد من كل الاطراف بهذه القضية وان حرمان المريض من العمل هو امر خطير.
واوضح ان العلاج اصبح متوفرا الآن , كما ان ' لدينا نوعين من الانترفيرون في مصر الآن : الانترفيرون الاجنبي ممتد المفعول المستخدم عالميا و الانترفيرون المصري , ويجب ان يجتاز الانترفيرون المصري التجارب الاكلينيكية لاثبات فاعليته , بالاضافة الي عمل دراسة مقارنة بين الدواء المصري ونظيره الاجنبي لمقارنة الفاعلية , وبالطبع نؤيد اي منتج مصري بشرط اثبات الفاعلية ' , كما نفي الدكتور ابراهيم اجراء اية ابحاث علي الانترفيرون المصري بمعهد تيودور.
وافاد الدكتور موريس شيرمان , استاذ الجهاز الهضمي وامراض الكبد بمستشفي تورونتو العام : ' سرطان الكبد مشكلة صحية عالمية في تزايد مستمر وفي مصر علي وجه الخصوص , ويجب ان يهتم مريض فيروس سي بالكشف المبكر لتجنب الاصابة بسرطان الكبد من خلال فحص دوري كل 6 اشهر لاي اورام بالكبد , فاذا وجد ورم لا يزيد حجمه عن 2 سنتيمتر يمكن علاج 95 في المائة من الحالات عن طريق الحرق الحراري , واذا بلغ حجم الورم 3 سنتيمترات يمكن علاج 70 في المائة من الحالات , بينما تنخفض نسب الشفاء الي اقل من 50 في المائة اذا زاد حجم الورم عن 3 سنتيمترات ' .
وقالت الدكتور بريدجيت شوماخر , استاذ الجهاز الهضمي وامراض الكبد بمستشفي دوسلدورف : ' اذا تم اكتشاف اورام الجهاز الهضمي مبكرا يمكن علاج معظمها عن طريق المناظير دون الحاجة الي اية عمليات جراحية , ان الفحص الدوري من خلال المناظير يمكن ان ينقذ حياة بعض المرضي ويجنبهم استئصال المريء او اجزاء من الجهاز الهضمي , وفي حالة الاكتشاف المبكر للورم قد يتم استئصاله بالمنظار خلال مدة لا تزيد عن 30 دقيقة ' .
واضاف د.ناجشوار ريدي رئيس قسم الجهاز الهضمي بالمعهد الآسيوي : ' شهد مجال العلاج بالمناظير طفرة كبيرة , في بداية الامر كانت تستخدم المناظير لتشخيص الحالات فقط اما الآن فتستخدم ايضا في علاج بعض الامراض مثل ازالة المرارة و الزائدة الدودية بدون جراحة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق