من يستفيد من أحداث ميدان التحرير ؟



عماد الدين حسين ... المستفيد الوحيد مما يحدث في ميدان التحرير هذه الايام هو جماعة الاخوان المسلمين ووزارة الداخلية , اضافة الي كل شخص او هيئة او تنظيم يريد تشويه صورة الثورة و الثوار , والصاق كل النقائض و العيوب بهم.

عندما يتم مهاجمة سيارة شرطة وطرد الضباط و الجنود منها وتهريب المساجين فيها , و الذهاب بها الي ميدان التحرير وحرقها هناك , فهذا العمل لا تضيف له الا انه بلطجة واجرام , ينبغي مواجهته باشد الاجراءات القانونية الممكنة.

لكن الاهم انه كان ينبغي علي اي متظاهر او معتصم شريف في التحرير ان يرفض ادخال هذه السيارة وحرقها في الميدان , لانها ستلصق بالمعتصمين رغم ان الجناة يمكن ان يكونوا قطاع طرق.

وزارة الداخلية ارتكبت الكثير من الاخطاء و الخطايا وينبغي نقدها و الاحتجاج عليها بكل الاساليب القانونية و السلمية الممكنة , لكن ليس من بين هذه الاساليب حرق سيارات الشرطة. السبب ببساطة ان هذه السيارة ملكي وملكك وملك اي مواطن , وعندما يتم حرقها فان الذي سيتحمل ثمنها ليس الجندي او الضابط او الوزير الذي ينتهك حقوق الانسان , لكنها ميزانية الدولة التي يدفعها المواطنون العاديون.

في نفس اليوم الذي تمت فيه جريمة حرق سيارة الشرطة , حدثت جريمة اخري وربما اسوا منها -- مجموعة مجهولة اوقفت سيارة تتبع سلسلة متاجر ' التوحيد و النور ' في احد الشوارع بين ميدان التحرير وميدان باب اللوق.

تم مهاجمة السائق و الاستيلاء علي كل محتويات السيارة , ثم اضرام النار فيها -- لو ان هذا الحادث كان بغرض السرقة , فانه يصبح عاديا لان حوادث السرقات تتكرر هذه الايام كل ثانية تقريبا.

لكن المشكلة ان سيدة رات الحادث بنفسها قالت لي بان المهاجمين نفذوا جريمتهم باعتبارها نضالا سياسيا ضد هذا المتجر باعتباره قريبا من التيار الاسلامي حسب زعمهم.

لو صح ذلك فنحن ازاء كارثة مكتملة الاركان واذا سمحنا بمرورها دون تنديد ومحاسبة فعلينا الا نتفاجا غدا اذا راينا مجموعة من انصار التيار الاسلامي يهاجمون اي سيارة تخص شركة اي رجل اعمال ينتمي الي التيار الليبرالي.

ما هذا السفه و العبث و الجنون الذي نعيشه -- اين هي الحكومة و السياسة ومؤسسة الرئاسة؟.

يكاد المرء يتصور ان ما يحدث مقصود لكي يتم شيطنة ميدان التحرير و الثورة بصورة ممنهجة.

الشرطة تتحجج بانها تريد فتح الميدان امام المرور لكن المعتصمين يرفضون -- حجة تبدو مقبولة , لكن هناك حلولا سياسية كثيرة منها ان يتم السماح للمتظاهرين بالاعتصام في الجزيرة الوسطي بحيث ينساب المرور وتتواجد قوات الامن للسيطرة علي اي خروج علي القانون.

ما يحدث الآن هو محاولة اختطاف للميدان من قبل مجموعة لا نعرف هويتها الكاملة , و الاخطر ان بعضهم لا يعرف انه يتم توظيفه لتشويه الثورة ومطالبها العادلة التي يظن انه يدافع عنها.

استمعت الي بعض المعتصمين النبلاء في الميدان وقالوا لي انهم صاروا اسري لبعض البلطجية.

اذا ظن المعتصمون انهم يضغطون علي الحكومة و الاخوان باغلاق الميدان فهم واهمون -- المجلس العسكري ترك الميدان مغلقا لشهور و النتيجة ان صورة الثوار هي التي تاثرت و الاخوان تفرغوا وقتها للدعاية الانتخابية -- و الآن يتكرر نفس المشهد تقريبا.

الميدان مغلق ومن يتحمل عبء الاغلاق هم سكان المنطقة ومن لديه مصلحة في المجمع او الوزارات المحيطة , في حين ان الشرطة و الاخوان يعظمون مكاسبهم كل لحظة , وخلاصتها مزيد من كراهية البسطاء للثورة وللثوار و الاهم مزيد من الاصوات الانتخابية و المقاعد البرلمانية للاخوان.

يا ايها المعتصمون النبلاء انتبهوا الي الفخ المحكم ضدكم , لديكم قضية نبيلة , ومطالب عادلة , لكن الوسائل احيانا تكون خاطئة و النتيجة انكم تساعدون خصمكم من دون ان تشعروا.

ليست هناك تعليقات :