الاحداث من ' موقعة الجمل ' الي ' موقعة الجبل ' ليس وراءها طرف ثالث : الصراع الدائر الآن بهذا القدر من الحدة و السفور و الحقد و الكراهية و الدماء يبدو طبيعيا اذا ما عرفنا انه ليس صراعا سياسيا وليس صراعا بين قوي سياسية او احزاب سياسية اوحتي تيارات سياسية ' وان تورطت في المواقف احيانا بعض الوجوه السياسية ' , ولكنه ' صراع وجود ' بسبب تناقض المصالح الكلية بين طرفين .
الطرف الثاني في تلك المعركة الهائلة شبكة جبارة من عقول مدبرة ومخططة ومنسقة للادوار ' هم بعض رموز و مؤسسات النظام السابق ' تنفق عليها تمويلات لا تنضب من جانب مليارديرات النظام السابق وبعض رجال اعماله في الداخل ' ومن وراء هذه العقول و الاموال الداخلية مدد خارجي تديره اطراف ' بعضها في واشنطن وتل ابيب ودبي وغيرها ' . هذه العقول و الاموال تدير شبكة من بلطجية اسسها جهاز امن الدولة السابق قوامها 300 الف بلطجي يديرها بعض رجال المباحث وامن الدولة. للاسف الشديد الثغرات الرئيسية التي تحول دون كشف حقائق تلك الادوار ' وليست نظرية المؤامرة ' لا تزال موجودة بقوة متمثلة في عدم ارادة لدي البعض وضعف كفاءة آداء لدي البعض ' في اجهزة التحريات واجهزة المعلومات و النيابة و القضاء ' مما يحول دون كشف ومحاسبة اطراف هذه المؤامرة الامر الذي يغريها بالاستمرار , ويحيط بذلك كله دور رئيسي لاعلام بعض رجال اعمال النظام السابق بما يطمس من حقائق وما يشغل به الراي العام من اكاذيب واضاليل لتكتمل الدائرة التي تدور فيها الثورة منذ عامين من اجل ان يعود الوطن لنقطة الصفر قبل الثورة ' اي بلا تهديدات لوجود ومصالح تلك الاطراف ' كي يبقي هؤلاء جميعا ' الذين كنا نسميهم _بسذاجة منا_ الطرف الثالث او الايدي الخفية او اللهو الخفي ' يحلبون ثروات الوطن ويستمتعون بالمكاسب و المغانم و المزايا التي كانوا يتحصلون عليها من النظام السابق ' كنزهم الاستراتيجي ' الذي يخوضون الآن معركة حياة او موت في سبيل البقاء عليه او اعادة انتاجه. انها نفس الاطراف التي قتلت الثوار في الايام الاولي للثورة وقتلت بعد ذلك الاقباط في ماسبيرو و الناشطين في محمد محمود ومجلس الوزراء و العباسية وغيرها ثم قتلت الالتراس من الطرفين في بورسعيد و الآن تقتل الاخوان وتحرق مقارهم .اؤكد انها ليست معركة سياسية بين اطراف سياسية واؤكد ان من ادار احداث المقطم ' موقعة الجبل ' ودفع بالبلطجية لفعل ما فعلوا هم انفسهم من اداروا ودفعوا البلطحية سابقا ' في موقعة الجمل وغيرها من الاحداث ' ولنفس الاغراض ' دفاعا عن كنزهم الاستراتيجي ' وليس لخلاف سياسي ولا لمطالب سياسية وان كان الخلاف السياسي المستعر يهيء المناخ لذلك ويوجد له الظروف المواتية ويعطيه من الغطاء ما يساعده , وهذا ما تعلمه الطرف الثاتي ' الثورة المضادة ' من دروس الثورة بينما نسينا نحن ' جميعا ' تلك الدروس.
لتوضيح علاقة الاطراف الخارجية بتفاصيل ما يحدث في مصر يمكن الرجوع لمحاضرة آفي ديختر رئيس الشاباك الاسرائيلي السابق امام قادة الامن القومي الاسرائيلي وكذلك محاضرة ماكس مانوارنج الخبير الاستراتيجي الامريكي امام نخبة من القيادات العسكرية و المخابراتية الامريكية .
علينا ان نحسن توصيف المشهد و نتفق علي طبيعة المعركة الحقيقية ثم ننتقل فورا الي ما الذي يجب ان يفعله الطرف الاول ' الثورة ' كي ينجح في تخليص الوطن من تلك الدائرة اللعينة , علما انه لا يوجد ما يسمي بالطرف الثالث او اللهو الخفي الذي خدعنا انفسنا به طويلا بينما كانوا هم يعدون صفوفهم ويرتبون اوراقهم وينسقون الادوار بينهم ثم عادوا يتربصون في كل فرصة للتخلص مما يؤرق مصالحهم .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق