بديل جبهة الانقاذ بعد المقاطعة الرقص الخليع للأنصار و البزنس للقيادات



ليس سرا ان قيادات في حزب الوفد تعارض تخلي الحزب الليبرالي العتيد عن دوره التاريخي منذ اسسه سعد زغلول وفاز به في اول انتخابات بعد دستور 1923 شكل علي اثرها الحكومة. وبدات هذه القيادات ومنها نواب سابقون في البرلمان مناقشات جادة حول مقاطعة قرار مقاطعة الانتخابات النيابية القادمة الذي اتخذه الحزب بالتماشي مع قرار جبهة الانقاذ.

هذه القيادات تساءلت -- ما هو البديل اذا تمت الانتخابات واستقرت الاوضاع السياسية و الاقتصادية في البلاد؟ -- ماذا عسانا ان نفعل ونطرحه للناس ونحن غائبون عن صياغة الاوضاع الجديدة؟!


انها ليست قيادات فحسب , بل فصيلا معتبرا داخل ' الوفد ' يري انه لابد من المشاركة في الانتخابات علي اعتبار ان حزبهم من اكبر واقدم الاحزاب السياسية الموجودة علي الساحة , ولا يمكن الا يشارك في الانتخابات تاركا الاخوان يسيطرون علي مفاصل الدولة ومؤسساتها التشريعية او التنفيذية , فعدم المشاركة انتحار سياسي.


الفصيل ذاته يري انه من الممكن ان يحصل الوفد علي مقاعد كثيرة في البرلمان القادم , ومن هذا الفصيل محمد عبد العليم داود ومحمود ريش وماجدة النويشي وجميعهم كانوا نوابا في مجلس الشعب المنحل.


وحسب الدكتور عبد الله المغازي الناطق الرسمي باسم حزب الوفد فان اهالي دوائر بعض النواب السابقين يطالبونهم بخوض الانتخابات , لكن الحزب ما زال ملتزما بقرار المقاطعة , ومعني مشاركة بعض المنتمين اليه انهم يجب ان يقدموا استقالاتهم.


علي ذلك قد تتمخض المقاطعة عن انشقاقات في الحزب تتمخض عنها احزاب وفدية ليبرالية جديدة تخرج من رحمه , وقد حدث ذلك اربع مرات في تاريخه , ففي عهد سعد زغلول انشقت عنه مجموعة عدلي يكن باشا وشكلت حزب الاحرار الدستوريين , ومن ابرز قياداته لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923 التي عارضها حزب الوفد بشدة وسماها لجنة الاشقياء , لكن الدستور صار فيما بعد وحتي الآن مضرب المثل في الليبرالية و الحريات.


من تلك القيادات محمد حسين هيكل وحسن عبد الرازق باشا ومحمد محمود باشا ومدحت يكن باشا وعبد العزيز فهمي باشا.


الانشقاق الثاني عن ' الوفد ' حدث عام 1932مكونا حزب ' السبعة نصف ' , اما الثالث فكان بين عامي 1937 و1938 مكونا الحزب السعدي * نسبة الي سعد زغلول * بقيادة احمد ماهر ومحمود النقراشي وحامد محمود , واشهر الانشقاقات هو الرابع وذلك في عام 1942 وقام به مكرم عبيد سكرتير الوفد وجلال الدين الحمامصي وعناصر اخري مكونين حزب الكتلة الوفدية , وسببه الكتاب الاسود الذي وضعه مكرم عبيد وكشف فيه الاستثناءات و الترقيات التي قدمها مصطفي النحاس لمناصريه واقاربه , ونفوذ زوجته السيدة زينب الوكيل.


التاريخ يؤكد اذن ان رحم ' الوفد ' خصب بالانشقاقات خصوصا في فترات ضعف قيادته , ولا شك انه يعاني كثيرا في عهد رئيسه الحالي السيد البدوي الذي تضاءلت قوة الحزب في عهده وصار تابعا غير قادر علي ادراك دوره الليبرالي التاريخي , وآخر نموذج اعتذاره عن لقاء وافق عليه سلفا مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري فور علمه باعتذار محمد البرادعي وحمدين صباحي.


خروج احزاب ليبرالية جديدة من رحم الوفد وارد بقوة في الظروف الحالية لان البديل غير موجود لقرار المقاطعة , سوي الابتذال الذي رفضه الراي العام بشدة حين قامت مجموعة من الشباب و الفتيات باداء رقصة استرالية اقترنت بخمسة مراهقين هناك واشتهرت باسم ' هارلم شيك ' . لا يختلف اداؤها ولا سلوك الشباب و الفتيات فيها عن ما كانت تفعله مجموعة مشابهة في قصر البارون في قضية شهيرة عرفت باسم ' عبدة الشيطان ' .


امام مقر الاخوان في المقطم رقص الشباب و البنات بشكل فيه الكثير من الاسفاف حاملين ' استبن ' سيارة في اشارة الي الرئيس مرسي. وتطور السلوك الاحتجاجي منهم الي الرقص بالملابس الداخلية في حي العجوزة , حين خلع اربعة طلاب يدرسون في كلية الصيدلة ملابسهم وادوا رقصة ' هارلم شيك ' وعلي رءوسهم باروكات نسائية , فاشتبك معهم اهالي الحي الراقي واتهموهم بالشذوذ الجنسي.


وانتشرت فيديوهات لمحتجين يرقصون الرقصة نفسها امام الاهرامات وقد ارتدي احدهم ملابس داخلية بيضاء وركب جملا , علي حد وصف جريدة ' الحياة ' اللندنية يوم الجمعة الماضي اول مارس.


في ظل مقاطعة جبهة الانقاذ للرمز الوحيد للديمقراطية وهو الانتخابات وعدم قدرتها علي ايجاد بديل آخر , صارت رقصة ' هارلم شيك ' الحل الوحيد المتاح امام محبطين من الاجيال الجديدة عقب ان نكصت بهم احزاب فقدت الثقة في نفسها كحزب الوفد , وتفرغت قياداتها لعالم البزنس وارباح الاعلانات و الفضائيات .

ليست هناك تعليقات :