الكشف عن اسرار جديدة لجولات كارتر بين مصر و اسرائيل قبل توقيع كامب ديفيد



كشفت اسرائيل , صباح اليوم الاحد , تفاصيل جديدة نشرتها لاول مرة عن زيارة الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر لتل ابيب , في شهر مارس من عام 1979 , وجهوده من اجل اتمام توقيع السلام بين مصر واسرائيل.

وسمحت تل ابيب بنشر 11 وثيقة جديدة من ' ارشيف الدولة ' بمناسبة زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لاسرائيل هذا الاسبوع , ومرور 34 عاما علي زيارة كارتر لاسرائيل , وكشفت الوثائق التي نشرتها عدة صحف ووسائل اعلام اسرائيلية ان هذه الزيارة مهدت الطريق لتوقيع معاهدة السلام بين مصر واسرائيل , مشيرة الي انه من بين الوثائق التي سمح بنشرها محاضر بعض جلسات الحكومة الاسرائيلية آنذاك المتعلقة بالتوقيع علي الاتفاقية.

واشارت الوثائق الاسرائيلية الي ان المباحثات بين الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء الراحل مناحم بيجين كانت متوترة للغاية , بعد ان رفض بيجين التوقيع علي معاهدة السلام ما لم تدخل عليها عدة تعديلات , وقالت القناة الثانية بالتليفزيون الاسرائيلي ان الوثائق كشفت عن تحقيق انطلاقة في اللحظة الاخيرة قبل مغادرة كارتر لاسرائيل , بفضل التوصل الي صيغة جديدة تتعلق بتزويد اسرائيل من مصر بالنفط المستخرج من آبار شبه جزيرة سيناء , ومسالة منح حكم ذاتي للفلسطينيين.

واوضحت الوثائق انه في ضوء ذلك , توجه الرئيس الامريكي علي الفور الي القاهرة وحصل علي موافقة الرئيس المصري الراحل محمد انور السادات علي جميع بنود المعاهدة التي وقعت في ال 26 من مارس عام 1979.

واوضحت القناة الثانية الاسرائيلية انه في 13 مارس 1979 حدث تغير تام في تاريخ الشرق الاوسط , عندما ارسل جيمي كارتر رسالة الي بيجين , بعد لقائه بالرئيس المصري لابلاغه بالتعديلات الاسرائيلية في الاتفاقية , من خلال السفارة الامريكية في تل ابيب تؤكد موافقة السادات علي التعديل النهائي المقدم من قبل الحكومة الاسرائيلية , وجاء في رسالة كارتر لبيجين : ' عندما اكتب اليكم الآن , فان قلبي مليء بالاثارة و السعادة , فعندما تركت هذا الصباح اسرائيل خلال توجهي للقاهرة , كنت علي امل ان تكون محادثاتي مع السادات ناجحة -- ويسرني ان اقول لك انها كانت كذلك في الواقع , ونحن علي وشك تنفيذ اتفاق السلام نكون نحن الثلاثة اطرافا فيه , وان السادات وافق علي التسوية المقترحة من اسرائيل ' .

واوضح كارتر ان السادات وافق علي نقاط الخلاف , وعلي فتح سفارات بالبلدين , ووقف الدعاية ضد اسرائيل في وسائل الاعلام المصرية , بالاضافة لتوريد النفط لاسرائيل عبر خط انابيب من سيناء الي ايلات , وكشفت الوثائق ايضا ان الرئيس الامريكي اكد ان بيجين قال انه سيستقيل اذا لم يوافق الكنيست علي اتفاق السلام بعد التعديلات التي سوف يتم وضعها في بنود الاتفاقية.

وانهي كارتر رسالته لرئيس الوزراء الاسرائيلي قائلا : ' السيد رئيس الوزراء -- اود ان اعرب مرة اخري عن تقديري لقيادتكم الشجاعة , وسوف يذكر التاريخ الدور الهام الذي قمت به لاحلال السلام مع مصر , وادعو الله ان يعم السلام الشرق الاوسط باكمله , وانا متاكد من انه يمكن لقيادة رائعة ان تتوصل للسلام التاريخي -- واتطلع الي رؤيتكم بجانب الرئيس السادات في واشنطن قريبا ' .

واوضحت الوثائق انه في اليوم التالي بعد عودة كارتر لواشنطن تلقي اتصالا هاتفيا من بيجين يؤكد له فيها موافقة الحكومة الاسرائيلية باغلبية ساحقة علي المقترحات التي قدمتها القاهرة , مشيرة الي ان كارتر قال خلال الاتصال الهاتفي : ' هذه هي افضل الاخبار التي سمعتها في حياتي من اي وقت مضي! ' .

وقالت الوثائق ان الرئيس الامريكي اجاب علي مكالمة بيجين بحماس قائلا : ' كل العالم سوف يشهد بهذا الاتفاق التاريخي ' , واوضحت الوثائق ان الكنيست وافق علي الاتفاقية باغلبية كبيرة بعد مناقشات حادة وطويلة استمرت لاكثر من ساعتين , بعد اقناع اعضاء الائتلاف الحاكم و الليكود و المعارضة بدعم الاتفاقية.

ليست هناك تعليقات :