زعم الجيش الاسرائيلي عبر وثيقة نشرها علي موقعه الالكتروني , ان وزير الدفاع موشيه ديان رفض اعلان التعبئة العامة في بداية شهر اكتوبر من عام 1973 , اي قبل الحرب بستة ايام خشية ان تدعي الدول العربية بان تل ابيب خالفت وعودها للولايات المتحدة وانها هي التي بدات بالحرب.
واضاف الموقع الاسرائيلي ان رفض ديان لاعلان التعبئة العامة آثار خلافات بين قيادات الجيش الاسرائيلي ورئيس جهاز الموساد تسيفي زامير الذي وصلته برقية من اشرف مروان سكرتير الرئيس الراحل انور السادات , تؤكد ان السادات اتخذ بالفعل قرار الحرب وانه ينوي دخول الحرب في مساء السادس من اكتوبر , مؤكدة الوثيقة ان ديان كان لا يثق في المعلومات التي كان يرسلها العميل اشرف مروان.
واشار الموقع الاسرائيلي الي ان رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش الاسرائيلي ايلي زعيرا اتهم موشي ديان بالمسئولية كاملة عن الهزيمة في حرب اكتوبر , بالاضافة الي اتهام رئيس الموساد له بعدم الاهتمام بمعلومات هامة ارسلها احد العملاء.
و قد نشر الارشيف العسكري الاسرائيلي وثائق جديدة تتضمن بروتوكولات محادثات وزير الدفاع الاسرائيلي الاسبق موشيه ديان , ورئيس الاركان الاسبق ديفيد اليعازر , التي جاءت قبل يوم واحد من حرب اكتوبر 1973 , حيث اشارت الوثائق الجديدة الي ان ديان رفض صراحة اقتراحا باستدعاء جنود الاحتياط عشية اندلاع الحرب , خوفا من ان تستخدمها الدول العربية ذريعة للتاكيد علي ان اسرائيل هي من بدات بالحرب.
واشارت الوثائق الي ان ديان اكد ان اعلان التعبئة العامة لجنود الاحتياط في الجيش الاسرائيلي , كان سيثير ' فضيحة ' لاسرائيل. وقالت صحيفة ' هاآرتس ' الاسرائيلية , في تقريرها عن الوثائق , ان الاجواء العامة التي سادت مكتب الموساد آنذاك , توضح ان مسئولي المنظومة الامنية في اسرائيل عملوا بناء علي المعلومات الجزئية التي وفرها لهم اشرف مروان , الذي تجسس لصالح اسرائيل , واضافت : ' كانت الرسالة التي نقلها رئيس مكتب تسيفي زامير رئيس الموساد آنذاك , الي ديان واليعازر , تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان السادات قرر البدء باطلاق النيران ' .
وقال زامير في مذكراته , ان مروان استطاع التعامل بحكمة , حيث قال حينها : ' ان كانت هناك ظروف عسكرية او سياسية مختلفة , وان كان هناك تغير حاسم ومهم في الظروف العسكرية و السياسية , فان السادات سيكون قادرا علي ايقاف كل شيء ' , واشارت ' هاآرتس ' الي ان غياب تلك الجملة عن التقرير تسبب في عدم مناقشة اي تعزيزات سياسية يمكنها ان تكون سببا لوقف السادات للحرب.
اُجريت المناقشات في البداية في الساعة السادسة صباحا , وقبل ان تنتهي بدقائق انضم اليها رئيس جهاز المخابرات العسكرية , الذي نقل تقارير تؤكد ان سوريا نقلت ترسانتها , دباباتها ومدفعياتها , استعدادا للهجوم الدفاعي , وان ' القوات المصرية استعدت ايضا للدفاع و الهجوم ' . واكد انه من الناحية السياسية فانه ليس للسادات اي حاجة للخروج للحرب , وان الامر لا يتجاوز كونه تدريبات مشتركة.
واشارت ' هاآرتس ' الي انه بعد انتهاء الحرب , اتهم ضباط في جهاز ' آمان ' الاسرائيلي , رئيس المخابرات العسكرية بالامتناع عن نقل التقارير التي وردت اليه من خلال اعتراض برقية الملحق العسكري العراقي في موسكو الي بغداد , التي اكد فيها ان حربا في طريقها للاندلاع بعد ان حصل علي معلومات من السوفيت , الا ان الوثائق التي اُفرج عنها , امس , تؤكد ان رئيس المخابرات العسكرية نقل الي ديان واليعازر معلومات عن اجلاء السوفيت من سوريا , وان سوريا ومصر في طريقهما للهجوم علي اسرائيل.
وتابعت : ' تفاصيل المناقشات التي دارت لدي ديان معروفة للجميع منذ سنوات , ولكن المستندات الجديدة تزيد من التعجب حول هذا الامر , فلماذا القت لجنة التحقيق برئاسة رئيس محكمة العدل العليا شمعون آجرانت , بالمسئولية علي المخابرات العسكرية؟. ويتضح من الوثائق انه بعد ان حصل ديان ورئيس الاركان علي الانذار المؤكد بان الحرب ستبدا بعد 12 ساعة من المناقشات بينهما , لم يقلقا مما اذا كان الامر سيهدد قدرة الردع لدي القوات الموجودة في الجولان وسيناء , واعتقد ديان ان تعزيز قوة الجولان بكتيبة واحدة اخري سيكفي ' .
وطلب اليعازر تجنيد اربعة لواءات من قوات الاحتياط الاسرائيلية بهدف الاستعداد للهجوم المضاد , الا ان ديان فضل تجنيد لواءين فقط , احدهما في الشمال و الآخر في الجنوب , وقال ديان : ' من الناحية السياسية , سيضرنا الامر جدا , فسيقولون اننا خرجنا للحرب , وان تجنيد قوات الاحتياط هو عمل حربي بحت , حسنا , سنذهب الي جولدا مائير بالاقتراحين , ستكون هناك فضيحة اذا جندنا كل قوات الاحتياط , لا مفر امامنا الا الدفاع ' .
واشارت ' هاآرتس ' الي ان ديان اتصل هاتفيا بمدير مكتب رئيس المخابرات العسكرية , وطلب منه ان يخبره بالتحديد عما نقله له اشرف مروان , فقال : ' اكد لي ان الحرب ستندلع الليلة , اما عن الخطة , فخلال ساعتين سنتلقي برقية بها ' , وهو ما دفع ديان للقول انه يجب البدء بضربة استباقية الي سوريا وليس مصر , حيث ان الوضع السياسي لاسرائيل آنذاك لم يكن يسمح بفعل نفس ما تم فعله في حرب 1967.
وقال اليعازر انه يصدق ما نقله له مروان هذه المرة , علي الرغم من الانذار الخاطئ الذي ارسله قبل شهرين فقط , مؤكدا انه يمكن توجيه ضربة استباقية لمصر من خلال ضرب المطارات المصرية و السورية , الا ان ديان رفض , مؤكدا ان الضربة الاستباقية ليست في الحسبان نهائيا.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق