جاءني ليعرض مشكلة ارقته وازعجته -- شاب وسيم قوي البنية يجر طفلته الصغيرة , تنهد قائلا : ' تزوجت امها عن حب كبير -- كانت تحبني بجنون -- وقفت ضد اسرتها لتتزوجني -- اقنعت و الدها ان يساعدني ماليا مع وعد مني بالرد -- ولكني لم اف بوعدي -- كانت متيّمة بي -- جعلتني اعيش نعيما مقيما بعد زواجنا -- تقبل يدي ورجلي -- تبكي اذا مرضت -- تضيق الدنيا كلها عليها بما رحبت اذا تضايقت -- لا تطيق فراقي -- تطلب رضاي بكل ما تملك -- تسترضيني بكل وسيلة حتي لو اخطات في حقها -- تعد لي اشهي الاطعمة -- وتحب ان تفتديني بنفسها -- بدات اشعر ان ما تفعله هو حقي عليها -- امرتها ان تقاطع اسرتها -- حاولت ان تقنعني بخطا ذلك رفضت مجرد النقاش في الامر -- امتثلت للامر رغبا وحبا وتقديما لي علي اسرتها -- حملت وولدت هذه الطفلة -- جاءت امها لتري حفيدتها اخذت منها المولودة بعنف ثم طردتها من المستشفي -- نظرات انكسار بدت علي وجهها دون كلام.
بدات اعرف غيرها -- اقابل هذه واتحدث مع تلك -- واقيم علاقات عاطفية متعددة -- جن جنونها -- صرخت متوسلة : الا هذه -- صبرت علي كل شيء لكن ان تعرف امراة اخري فهذا محال.
بكت -- صرخت ولولت -- توسلت -- قبلت يدي وقدمي -- ذرفت الدموع الساخنة علي قدمي دون ان يلين صخر قلبي.
اطلعت اسرتها علي خيانتي وطلبت عونهم في هذا المازق -- جاءت اسرتها محتجة -- لم اعرهم التفافا.
دخل عليهم شقيقي يملؤه كبر الفراعنة صارخا فيهم : اسرتنا معروفة بالغراميات المتعددة -- هذه حياتنا ولن نغيرها -- ان لم يعجبكم هذا يمكنكم ان تاخذوا ابنتكم معكم -- حاولوا التفاهم -- طردهم.
نسيت زوجتي المخلصة في سكرة غرامياتي -- تزوجت اخري -- جن جنون زوجتي -- قالت لي قبل ذلك : طلقني -- ان خنتني ساخونك.
لم اهتم بكلماتها -- تعودت علي ضعفها وانكسارها وحبها وتذللها اللانهائي -- لم اتصور انها ستستغني عني او لا تعيرني اهتماما او لا تسعي اليّ.
انكسر كل شيء بداخلها دون ان اشعر -- في احد الايام اخبرني احد اقاربي انه رآها مع شاب من جيراننا متشابكي الايدي في وجود بعض فتيات الاسرة -- جن جنوني انهلت عليها ضربا انا وشقيقي حتي كادت تموت بين ايدينا -- كانت تردد صارخة : اسمعني مرة -- ولكن دون جدوي.
ارغمتها علي ان توقع علي ورقة تبرئني بها من كل حقوقها امام المحامي الذي احضره شقيقي علي عجل وكانها خصم له -- طلقتها يومها -- خرجت من البيت تاركة كل شيء رغم ان معظم اثاث الشقة ملكها او بمال و الدها -- لم يكن لها يومها سند -- فقد مات و الدها.
نقلت زوجتي الجديدة الي شقتها لتعيش علي اثاثها ' .
هي لم تتزوج غيره -- ولا تريد من الدنيا شيئا بعد ان ابي ان يترك لها حتي طفلتها -- حال بينها وبين فلذة كبدها وقد يحول الله بينه وبين احبته يوم القيامة ان لم يتب ويعُد.
واليوم وبعد عامين كاملين يسال هذا الشاب حائرا : هل ظلمت زوجتي الاولي ام لا؟
قلت له : بداخلك فرعون اعطته زوجتك بحبها وعطائها اللامحدود وانكسارها اللانهائي الفرصة ليتفرعن.
سالت نفسي : لماذا تحول بعض هذا الشعب الي فراعنة -- وهل نحن فراعنة حقا؟!
كما نري ذلك الآن واضحا في البيوت و السياسة و التجارة و الشارع و الاحزاب و التنظيمات السياسية و المؤسسات و الرياضة -- ام ماذا؟
اننا نصنع الفرعون ثم نشكو منه بعد ذلك.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق