أشباه قادة الدول بين الشهرة الزائفة و حياة البؤس


الكثير من الناس يصادفون في حياتهم من "يشبّه" بهم، ويظنهم أشخاصا آخرين، بيد أن غالبيتنا لا تهتم بهذا التشابه، لكن عندما يخص هذا التشابه بشخصية شهيرة فإنها غالباً ما تكون حديث العامة ووسائل الإعلام.
ظهرت خلال السنوات الماضية أشباه نجوم الفن كثر ، لكن "الساسة" حكاية مختلفة، خصوصا بعد سقوط هذا الرئيس أو ذاك، فصدام حسين مثلا ظل "الجدل" قائماً في شبيهه، وعما إذا كان الذي أعدم "الشبيه" أم الأصلي، وقبله كان هتلر الشخصية الأكثر جدلا في القرن الماضي، حيث ذهبت الكثير من الروايات تؤكد وجوده وأن قضية انتحاره ما هي إلا تمويها لقوات التحالف.
في غالبية "القادة" السياسين ظهر سيناريو مشابه، وهو أنهم يعيشون في جزر خلابة بطبيعتها، تحيط بهم النساء ويثملون حتى ساعات الفجر الأولى، بينما من مات أو سحل أو عذّب ما هم إلا أشباههم.

وغالبية الذين يملكون "سحنات" رؤساء الدول وقادتها وساستها هم من الفقراء أو الطبقات الاجتماعية العادية، ورغم ما ميزهم الله من شبه كبير مع الساسة لكنهم لم يستثمرونها إعلاميا، وظلوا حديث الناس لأيام ثم ما لبثوا أن تواروا عن الأضواء، كحال العامل "الأهوازي" في الكويت الذي ظهر فجأة كشبيه لأحمدي نجاد، كانت "الفلاشات" تحيطه من كل جانب، ثم في آخر الليل حط رأسه على الفراش البسيط ليعود في اليوم التالي للعمل في البناء.

في حين أن المواطن اليمني محمد عبدالله شمري لم يكن يعلم أنه سيحدث جلبة كبيرة لدى الشارع المصري الذين ظنوا أنه الرئيس المخلوع حسني مبارك، وراحوا يتجمعون حوله معتقدين أنه خرج من سجنه، لكنه بالكاد استطاع ان يؤكد لهم هويته الأصلية وأظهر جوازه، وأن وجوده في القاهرة ليس سوى زيارة إلى أهله.

في المقابل فإن من خلف حسني مبارك الرئيس محمد مرسي هو الآخر وجد له شبيه، ظهر إلى العلن ويدعى رمضان هو من عامة الناس وبالمصري يقال "راجل غلبان" جاء من أقاصي سوهاج ليكون وسط العامة في مظاهراتهم. بل راقته الفكرة فقال للحشود "أهلي وعشيرتي أحبكم جميعاً"، وهي كلمة اشتهر بها مرسي في بداية خطاباته الرئاسية.
أما أكثر شخص "شبيه" فهو الإندونيسي إلهام أنس "34 سنة" الذي ظهر بعد تسلم الرئيس الأميركي أوباما إلى السلطة، وبالكاد يفرق المشاهد بين الاثنين. ولو أن أوباما استعان به في زيارات رسمية لانطلت الحيلة على الكثيرين مثلما كان يفعل صدام حسين حسبما يقول المقربون منه آنذاك.

ويبدو أن إلهام "شبيه" أوباما" هو الوحيد الذي استثمر هذا الشبه في الدعاية والإعلان بعدما كان "يكره" شكله عندما ينظر إلى سحنته في المرآة لسنوات طويلة.
ولا ضير إن لعب إلهام دور الرئيس أوباما في دول جنوب الشرق الأوسطية، فقام بالترويج لعدد من المنتجات من بينها أدوية، وتلقى عروضا من كوريا الجنوبية وماليزيا وإندونيسيا وغيرها.

أما الجديد فهو شبيه الرئيس السوري "بشار الأسد" وهو ليس ببعيد عن السلطة، حيث يعمل ضابطا طيارا في سلاح الجو، لكن قوات الجيش الحر أسقطت طائرته وأصبح في أيديهم كأسير، لكن الأكيد أن عناصر الجيش الحر لا يريدون اعتقال "الشبيه" بل النسخة الأصلية من الرئيس بشار الأسد. بيد أن الأب الأسد كان أيضا له شبيه ظهر آنذاك، وقيل إنه كان في واجهة الأحداث على الميدان.
ويظل الشبه حكاية مستمرة لا تتوقف في كل جيل هنالك "تشابه" في الملامح وتشابه في الصوت أيضا، لكن الفروقات الاجتماعية والبقية هي ما تميز بين هذا وذاك، ويصبح لزاما علينا أن نقول هذا يشبه الرئيس لا الرئيس يشبهه حتى لا ندخل في متاهات لا طاقة لنا بها.

ليست هناك تعليقات :