استقالة جاد الله طلب للأضواء و انتظار هبوط أموال الفضائيات
المحصلة اننا امام مستشار لم يفهم وظيفته جيدا وشخصية لم تكن معروفة علي الاطلاق قبل ولوجها قصر الرئاسة فخانها المنطق في التعبير عن غضبها من شيء ما بسبب قصوره في فهم متطلبات السياسة واسرار غرفة صناعة القرار فافلتت سطوره بكلام لا يجوز ، وذلك من شانه زيادة الاحتقان وتاليب الآخرين وهز الثقة في رئيس الجمهورية.
قد يكون صحيحا او افتراء ما ذكره مصدر في رئاسة الجمهورية ان استقالته جاءت غضبا من عدم ترشيحه لاحدي الوزارات التي طلبها في التعديل الوزاري ، لكن هذا مؤشر علي عدم خضوع المستشارين و المساعدين الذين دخلوا القصر الجمهوري لاختبارات سيكولوجية ومعرفية وسياسية كافية ، ولم تكن هناك تحريات دقيقة وشاملة عن سيرتهم الذاتية. ليس هذا طعنا فيهم ولكن لان المناصب و الوظائف الحساسة تحتاج الالمام بواجباتها وتفاصيلها ومتطلباتها اثناء ممارستها وعقب الخروج منها.
اعتقد ان الرئيس مرسي اخطا بداية في تسمية هيكل المستشارين و المساعدين ، فليس هذا من عادة القصور الجمهورية و الملكية مع انها ملاي بالخبرات في المجالات المختلفة و الضرورية.
لم يعرف الراي العام مثل تلك الهياكل في عهود مبارك و السادات وعبد الناصر مع انها كانت موجودة تحت اشراف رئيس الديوان كما الحال مع الدكتور زكريا عزمي اثناء مبارك ، او تحت رئاسة وزير شئون رئاسة الجمهورية كما مع سامي شرف في الشهور الاخيرة من حكم عبد الناصر وقبلها كسكرتير للمعلومات بدرجة وزير.
دخل خبراء كثيرون وخرجوا في تلك العهود دون جلبة او صياح او اصطناع بطولات ، ولعل ابرزهم الدكتور مصطفي الفقي سكرتير الرئيس السابق مبارك للمعلومات بين عامي 1985 و1992 وقد خرج من منصبه بصورة دراماتيكية رغم خبراته السياسية و الدبلوماسية الكبيرة ، فلم يتكلم ويتحدث بشيء الا بعد سقوط النظام.
يقول البعض انه الخوف من بطش الانظمة السابقة وهو ليس صحيحا ، لان امثالهم في النظم الديمقراطية التزموا بفضيلة الصمت بعد اقالتهم او استقالتهم -- وفضيلة الصمت ليست للمداراة علي الاخطاء او غض الطرف عنها ، وانما واجب مفروض علي من يقترب من الصندوق الاسود حفاظا علي المصالح العليا للبلاد.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق