3 مترجمين من أفغانستان يطالبون بريطانيا برد الجميل و حمايتهم من بطش طالبان

اعلن مكتب ' لي داي ' للمحاماة , الذي يتخذ من لندن مقرا له , انه تقدم بدعوي للمحكمة العليا في بريطانيا ضد الحكومة البريطانية , وذلك بالنيابة عن ثلاثة مواطنين افغان سبق ان عملوا كمترجمين فوريين لحساب قوات الجيش البريطاني ولحساب البعثات المدنية في افغانستان , حيث يطالب المترجمين الثلاثة بمعاملة مماثلة لتلك التي تلقاها نظرائهم العراقيين من قبل الحكومة البريطانية بعد انتهاء الحرب علي العراق , وان يمتد مشروع المساعدات المطبق في العراق الي الاراضي الافغانية.
المحامون تقدموا بشكوي قضائية رسمية ضد كل من وزير الدولة لشئون الكومنولث ووزير الدولة للدفاع , قالوا فيها ان وضع موكليهم لا يختلف عن وضع المترجمين العراقيين الذين عملوا لحساب القوات البريطانية اثناء تواجدها في العراق , ومن حقهم الحصول علي نفس القدر من المساعدات التي حصل عليها المترجمون العراقيون من قبل الحكومة البريطانية تحت بند المساواة لعام ٢٠١٠.
و في حواره تشرح روزا كيرلينج من مكتب المحاماة نوعية المساعدات التي اعطيت للعراقيين من قبل , حيث تم تخيير من ثبت احقيته للمساعدة ما بين ثلاث انواع من المساعدات وهي اما الحصول علي مساعدات مادية من اجل الاقامة في افغانستان او في بلد آخر او الاقامة الدائمة داخل المملكة المتحدة دون المرور باجراءات الهجرة و الجنسية المعتادة او فرصة الاستيطان في المملكة عبر خطة توطين اللاجئين.
وتحدثت كيرلينج عن وضع احد المترجمين الافغان وان كانت رفضت ذكر اسمه حرصا علي سلامته , وقالت انه مازال في افغانستان مع عائلته حتي الآن , لكنه في شهر مارس الماضي تلقي و الده مكالمة تليفونية من مجهول قال له فيها ' ايها الجواسيس و الخونة سوف تنالون العقاب ' , مشيرة الي ان موكلها تلقي رسالة نصية تفيد نفس المعني علي تليفونه المحمول بعد مرور شهر علي هذا الحادث , لافتة الي ان موكلها المترجم الافغاني عمل في الصفوف الامامية في اماكن اشتباكات حية.
واذاع ' راديو٤ ' , هو احد الموجات الاذاعية المحلية لهيئة الاذاعة البريطانية ' بي بي سي ' , حوارا مع احد المترجمين الافغان السابقين و الذي كان قد بدا يعمل لحساب الجيش البريطاني في عام . .٢٠٠٦ , و المترجم الذي يتحدث الانجليزية بطلاقة يقول انه اصيب في انفجار اثناء عمله مع القوات الافغانية و البريطانية في هيلماند , فتم تعيينه كمسئول عن تعيين للمترجمين بعد هذه الاصابة وتم ترقيته بعد ذلك لكي يصبح مسئولا عن تمرين واعداد المترجمين وعن ترجمة مستندات علي درجة من الاهمية.
ويضيف المترجم السابق انه تلقي تهديدات بالقتل كما تم الاعتداء عليه بدنيا في عدة مناسبات قبل ان يتمكن من الفرار الي المملكة المتحدة , ويحكي انه تقدم بطلب للحصول علي تاشيرة دخول لبريطانيا لكن طلبه قوبل بالرفض الا انه تمكن من الهروب و الوصول للاراضي البريطانية بعد ذلك , وتمكن من الحصول علي اللجوء السياسي في وقت لاحق.
وتضيف روزا كيرلينج و التي تمثل المتهمين ان ' من واجب الحكومة البريطانية حماية هؤلاء المواطنين الشجعان و الذين دعموا السلطات البريطانية في افغانستان وعلي الحكومة حمايتهم من خطر طالبان ' .
وفي السياق نفسه قالت البارونة كوسينز وهي احدي اعضاء مجلس اللوردات ' نحن مدينين لهؤلاء الافراد بدين شرف وانه لا يمكن تفهم استمتاع المترجمين العراقيين ببرنامج لاستيطانهم في الاراضي البريطانية ولا نعطي هذه الفرصة للافغان و الذين يواجهون هم وذويهم خطرا حقيقيا علي يد طالبان واجبر كثير منهم علي العيش في الخفاء ' .
وسبق لمواطنين عراقيين ان نجحوا في الوصول الي بريطانيا و الاستيطان بها هم وعائلتهم علي خلفية عملهم لدي القوات البريطانية في العراق , الا ان اصوات هؤلاء تعالت بعد قليل من تسكينهم في مبان وصفوها بشديدة السوء -- علاوة علي عدم تمكنهم من الحصول علي عمل او وظيفة مما اصابهم بخيبة امل لان اغلب هؤلاء من المتعلمين ومن حاصلي المؤهلات , لكن تم تسكين اغلب هؤلاء في مدينة جلاسكو في اسكتلندا , وفي حوار للبي بي سي تحدث احدهم عن مرارة وضعه , وقال ' انا طبيب اسنان. وقد كنت قد عالجت اسنان احد الجنود البريطانيين اثناء وجوده في العراق , اما هنا , فليس مصرح لي بلمس انسان ' .
ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية حين ذاك تصريحات لمترجم عراقي آخر و الذي كان قد عمل لدي السفارة البريطانية في بغداد , قال فيه انه كان ينعم بحياة كريمة في بلده , فكانت لديه سيارة وكان يستطيع ان يشتري الطعام و الملابس لاولاده وياخذهم الي رحلات , اما هنا فليس لديه سوي شقة صغيرة وليس لديه دخلا سوي المعونات الحكومية .
الوضع اليومي للمترجمين الفوريين العراقيين السابقين و الذين يعيشون في بريطانيا قد لا يبعث علي التفاؤل من قبل نظرائهم الافغان , فالوصول للاراضي البريطانية و العيش فيها قد يكون هدفا في حد ذاته بسب خوفهم علي حياتهم , لكن الحياة اليومية قد تكون مريرة وعلي حد وصف نظرائهم العراقيين و الذين كانوا قد سبقوهم اليها , الا ان الحقوقيين يصرون علي انه علي الحكومة البريطانية توفير فرص العمل و التدريب لهم. فهؤلاء افراد يواجهون خطرا حقيقيا في بلادهم. وتؤكد روزا كرلينج ' انهم مترجمون يجيدون عملهم جيدا وسبق توظيفهم من قبل الخارجية البريطانية في افغانستان. لذا فمن الاكيد انهم سوف يستطيعون العمل هنا واعادة بناء حياتهم ' , الا ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يري عكس ذلك وصرح بان علي هؤلاء المواطنين الافغان البقاء في بلدهم من اجل اعادة بنائها وذلك طالما ان هذا في الامكان.
وردا علي تصريحات كاميرون , قام نشطاء بجمع ' ٧٨٠٠٠ ' توقيع علي عريضة تطالب الحكومة بمنح الافغان وعائلتهم اللجوء السياسي في المملكة , ومن بين هؤلاء الذين وقعوا علي العريضة كانت هناك اسماء لموظفين بريطانيين سبق ان خدموا في افغانستان بالاضافة الي احد المترجمين الذي كان قد تمكن من الوصول الي انجلترا , وتم تسليم الطلب الي مقر الخارجية في لندن , وجاء في العريضة ' ان الخطر علي حياتهم متزايد في ظل الانسحاب البريطاني من افغانستان ومصيرهم في يديكم ' .
اذا ما كسب هؤلاء الثلاث الافغان القضية و التي تمولها مكاتب المساعدات القانونية في بريطانيا , فيتوقع المحامون_ كما شرحت كيرلينج_ ان يشمل هذا الحكم مجموع الستمائة مترجم الذين عملوا لدي القوات البريطانية طوال فترة الحرب و كذلك و ذويهم .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق