البرادعي يعترف بفشل الانقاذ و بافتقادها للنفوذ و يكذب مقولة خوفها من المنافسة الديمقراطية


قال الدكتور محمد البرادعي , مؤسس حزب ' الدستور ' , و المنسق العام لجبهة الانقاذ الوطني , انه يعتقد ان الرئيس محمد مرسي سيضطر في نهاية المطاف الي التواصل مع المعارضة , بسبب تراجع الدعم الشعبي لجماعته وعجزها عن ايجاد حلول لمشاكل البلاد التي لا تعد ولا تحصي وحدها. واضاف البرادعي في مقابلة مع وكالتي ' رويترز ' و ' اسوشيتد برس ' في منزله باحد ضواحي القاهرة , ان مرسي فشل في تنفيذ وعوده الخاصة بالعمل مع معارضيه , معتبرا ان اعضاء جماعة الاخوان المسلمين ' يعيشون في الوهم ' اذا كانوا يعتقدون ان بامكانهم ادارة البلاد بمفردهم , واصفا اياهم بانهم ' اقلية ليس لديها خيارات اخري ' غير السعي نحو تحقيق اجماع نظرا للازمات المتعددة في البلاد .


بل واكد انه في حال اجراء انتخابات برلمانية الآن فان المعارضة ستفوز بعدد كبير من مقاعد البرلمان و انها قد تشكل حتي الاغلبية , بسبب تراجع شعبيه ' الاخوان ' . 


و اعرب البرادعي عن رفضه لانتقادات بان قرار جبهة الانقاذ الوطني التي تضم احزاب المعارضة العلمانية و الليبرالية و اليسارية بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية نابع من خوف المعارضة من منافسة ' الاخوان ' و الاحزاب الاسلامية الاخري في الانتخابات .


و قال انه ' من الكذب القول باننا لا نريد المنافسة واننا مفسدون لا نريد خوض الانتخابات ' , واضاف : ' شعوري الآن اننا اذا خضنا الانتخابات فان هناك فرصة جيدة في ان نحصل علي كتلة كبيرة في البرلمان , ان لم تكن اغلبية , وذلك ببساطة ليس بسبب براعتنا ولكن لان الاخوان المسلمين فشلوا بشكل سيء لدرجة ان الناس , في راي , سيقولون ' اي شخص غير الاخوان ' لانهم لم يحققوا شيئا ' .


واشار البرادعي الي ان المعارضة لا تزال تدرس ما اذا كانت ستقرر المشاركة في الانتخابات ام مقاطعتها , بعد ان كانت قد ربطت مشاركتها في الانتخابات بتنفيذ عدد من المطالب من بينها اقالة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل وتعيين آخر مستقل , والغاء قرار تعيين النائب العام الحالي , المستشار طلعت عبد الله , وتكليف المجلس الاعلي للقضاء باختيار نائب عام جديد.


و انتقد البرادعي ما وصفه ب ' فشل ' الرئيس مرسي في الوفاء بوعوده التي قطعها محليا وللمجتمع الدولي بالعمل مع معارضيه , لكنه اعترف بان احزب المعارضة لم تحشد الدعم الكافي لاجبار الرئيس مرسي علي التواصل معها .


و قال : ' انا اعترف باننا ليس لدينا نفوذ. لكني اعتقدت انهم لديهم قدر من المنطق السليم . نفوذنا كان يكمن في اعتقادنا بان لديهم بعض المنطق انهم اقلية وانهم لا يملكون الاشخاص المؤهلون للحكم ' .


و اضاف ' لقد قاموا بكل انواع الضجيج لكل الزائرين ولنا بانهم مستعدون ويريدون التواصل مع المعارضة. ولكن ما رايناه خلال الاسابيع الماضية عكس ذلك تماما ' .
و شدد البرادعي علي ان مصر في امس الحاجة الي توافق سياسي لمعالجة الازمة الاقتصادية و التعامل مع الشعب الغاضب الذي فقد الامل في نخبته السياسية , قائلا ' اذا لم تكن هناك شراكة وطنية , فانا لا اري بوضوح علي الاطلاق في اي اتجاه سنذهب ' .


و اعرب عن ' صدمته ' من عجز ' الاخوان المسلمين ' عن ادراك ان طريقتهم لن تنجح , وقال ' اذا كنت في حفرة فتوقف عن الحفر , ولكن في رايي فانهم مستمرون في الحفر الآن ' .


و عن قرض صندوق النقد الدولي التي تتفاوض الحكومة للحصول عليه , قال البرادعي انه علي الرغم من ان الغالبية تتفق علي ضرورة اتخاذ تدابير تقشف و اهمية القرض , لكنه قال بانه ' اذا استمر الاخوان في اتباع سياسة الاقصاء , فعليهم الا يتوقعوا ان تضع المعارضة ختمها علي القرض ' .


لكنه قال بانه يتوقع الا يكون امام الاخوان اي خيار سوي الالتفات و الوصول الي توافق سياسي , مشيرا الي انه يتوقع حدوث ذلك بحلول نهاية الصيف , وذلك نظرا للوضع الاقتصادي و الامني , علي حد قوله .


و اعترف البرادعي بان حزب ' الدستور ' الذي يراسه يعاني كما تعاني الاحزاب الاخري التي تشكلت حديثا من ضائقة مالية , واشار الي ان اعضاء الحزب بدءوا في العمل علي الارض للتواصل مع الناس من خلال تقديم قوافل طبية محدودة للمناطق التي تحتاج لرعاية , علي غرار البرامج الاجتماعية الشعبية لجماعة ' الاخوان ' .


و تطرق البرادعي الي العلاقة بين ' الاخوان ' و الولايات المتحدة , قائلا ان ' الاخيرة كانت سعيدة في بادئ الامر بفوز الاخوان المسلمين في الانتخابات باعتبارها فرصة للعمل مع جماعة اسلامية منتخبة ديمقراطيا حول قضايا الامن القومي المتعلقة باسرائيل وايران و الخليج ' .


غير انه قال ان ذلك جعل الامريكيين ' خجولين تقريبا ' من انتقاد هيمنة الاسلاميين علي العملية السياسية علنا. واضاف انه يعتقد ان واشنطن الآن في ' عملية اعادة تفكير ' , ففي النهاية لا احد يريد ان يري مصر تنهار , علي حد قوله .

ليست هناك تعليقات :